في ليلة كروية عربية لا تقبل القسمة على اثنين، تتجه أنظار عشاق كرة القدم في كل مكان، إلى ملعب مدينة الملك عبدالله الرياضية بجدة "الجوهرة المشعة".
إقرأ ايضاً:المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني بين أفضل ست جهات حكومية.. تفاصيل غير معلنة عن المبادنادي الهلال يتلقى صدمة مدوية قبل موقعة السد.. إنزاجي في ورطة بسبب غياب مفاجئ
فهذا الملعب التاريخي سيحتضن الليلة، المواجهة المرتقبة والحاسمة، التي ستجمع بين المنتخب السعودي وشقيقه المنتخب العراقي، في قمة من العيار الثقيل.
وتأتي هذه المباراة في ختام منافسات المجموعة الثانية من الملحق الآسيوي، لتحديد المتأهل المباشر إلى نهائيات بطولة كأس العالم 2026.
ويتصدر "الأخضر" السعودي ترتيب المجموعة الثانية برصيد ثلاث نقاط، متقدمًا بفارق الأهداف المسجلة على منتخب "أسود الرافدين" صاحب المركز الثاني بنفس الرصيد.
هذا الوضع المعقد يجعل من مباراة الليلة بمثابة نهائي مبكر، حيث يدخل كل منتخب اللقاء بحسابات دقيقة، وطموحات لا حدود لها لخطف بطاقة المونديال.
بالنسبة للمنتخب السعودي، فإن فرص التأهل تبدو أوفر، حيث يمتلك فرصتين لحسم بطاقة العبور المباشر إلى كأس العالم للمرة السابعة في تاريخه.
فالفوز بأي نتيجة، أو حتى التعادل، سيكون كافيًا لـ "الأخضر" لضمان صدارة المجموعة، والتأهل مباشرة إلى المونديال الذي سيقام في أمريكا وكندا والمكسيك.
ويعود الفضل في ذلك إلى تفوقه التهديفي، حيث سجل ثلاثة أهداف في مباراته السابقة أمام إندونيسيا، بينما سجل المنتخب العراقي هدفًا واحدًا فقط.
أما بالنسبة للمنتخب العراقي، فإن المهمة تبدو أكثر صعوبة، حيث لا يمتلك سوى خيار واحد فقط لتحقيق حلم التأهل المباشر، وهو تحقيق الفوز.
فلا بديل لـ "أسود الرافدين" عن حصد النقاط الثلاث، لانتزاع صدارة المجموعة، وضمان الصعود الثاني في تاريخهم إلى كأس العالم، بعد مشاركتهم الأولى عام 1986.
وأي نتيجة أخرى غير الفوز، ستقود المنتخب العراقي إلى المسار الأصعب، وهو خوض مواجهة فاصلة، لتحديد ممثل آسيا في الملحق العالمي أمام منتخبات من قارات أخرى.
وبالنظر إلى تاريخ المواجهات المباشرة بين المنتخبين، نجد أن الكفة تميل لصالح المنتخب العراقي، الذي يتفوق في عدد الانتصارات خلال اللقاءات السابقة.
فقد التقى المنتخبان في سبع وثلاثين مواجهة سابقة، نجح خلالها المنتخب العراقي في تحقيق الفوز في سبع عشرة منها، مقابل أحد عشر انتصارًا للمنتخب السعودي.
لكن على صعيد القيمة السوقية للاعبين، فإن التفوق يميل بوضوح لصالح "الأخضر" السعودي، الذي تبلغ قيمته السوقية الإجمالية ثلاثين مليونًا وستمئة ألف يورو.
في المقابل، تبلغ القيمة السوقية للمنتخب العراقي حوالي واحد وعشرين مليون يورو، بحسب تقديرات شبكة "ترانسفير ماركت" العالمية المتخصصة.
ويعد المهاجم فراس البريكان هو اللاعب الأعلى قيمة سوقية في صفوف المنتخب السعودي، بواقع أربعة ملايين ونصف المليون يورو، بينما يتصدر زيدان إقبال لاعبي العراق بأربعة ملايين يورو.
إنها مواجهة تجمع بين أفضلية التاريخ للعراق، وأفضلية الحاضر والفرص للسعودية، مما يعد بليلة كروية مثيرة، وحافلة بالندية حتى صافرة النهاية.
فهل سينجح "الأخضر" في استغلال فرصه والتأهل مباشرة، أم أن "أسود الرافدين" سيحققون المفاجأة ويخطفون بطاقة المونديال من قلب جدة؟