أعلنت الهيئة الوطنية للأمن السيبراني عن انطلاق النسخة الثانية من البرنامج التدريبي المخصص لحديثي التخرج في مجال الأمن السيبراني، ضمن جهودها المستمرة لتنمية الكفاءات الوطنية وبناء القدرات المتخصصة في هذا القطاع الحيوي.
إقرأ ايضاً:المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني بين أفضل ست جهات حكومية.. تفاصيل غير معلنة عن المبادنادي الهلال يتلقى صدمة مدوية قبل موقعة السد.. إنزاجي في ورطة بسبب غياب مفاجئ
ويأتي إطلاق البرنامج في إطار المرحلة الثانية من مبادرة «سايبرك»، التي تهدف إلى تطوير قطاع الأمن السيبراني في المملكة وتعزيز منظومة الحماية الرقمية بما يتماشى مع مستهدفات رؤية السعودية 2030.
ويستهدف البرنامج فئة الشباب من حديثي التخرج الحاصلين على درجة البكالوريوس في تخصصات الأمن السيبراني والتقنية والمجالات ذات العلاقة، لتأهيلهم مهنياً ودعم انخراطهم في سوق العمل المتنامي في هذا المجال.
ويتضمن البرنامج مرحلتين رئيسيتين يتم تنفيذهما في ثلاث مدن رئيسية هي الرياض وجدة والخُبر، بما يضمن وصول التدريب إلى أكبر عدد من المستفيدين من مختلف مناطق المملكة.
وتشمل المرحلة الأولى خمس دورات متخصصة في أساسيات الأمن السيبراني، تركز على المفاهيم الجوهرية لحماية الأنظمة الرقمية وإدارة المخاطر الإلكترونية والتعامل مع التهديدات السيبرانية الحديثة.
أما المرحلة الثانية فتتضمن تدريباً عملياً يغطي ستة مسارات رئيسية تشمل معمارية الأمن السيبراني، البحث والتطوير، الحوكمة والمخاطر والالتزام، إضافة إلى الدفاع، الحماية، تقييم الثغرات، والاستجابة للحوادث السيبرانية.
وأكدت الهيئة أن البرنامج التدريبي سيُنفذ على مدى أربعة أشهر متواصلة بالتعاون مع الشركة السعودية لتقنية المعلومات «سايت»، الذراع التقني للهيئة، لضمان تطبيق أعلى معايير التدريب العملي والتأهيل المهني.
ويهدف التعاون مع «سايت» إلى تزويد المشاركين بالخبرة التطبيقية المباشرة في بيئة عمل واقعية، بما يتيح لهم فهم التحديات الفعلية التي تواجه القطاعات المختلفة في مجال الأمن السيبراني.
ويركز البرنامج على إعداد المتدربين للحصول على شهادات احترافية معتمدة في مجالات الأمن السيبراني، ما يعزز فرصهم في الحصول على وظائف نوعية في القطاعات الحكومية والخاصة.
وتعد هذه المبادرة امتدادًا لجهود الهيئة الوطنية للأمن السيبراني في تمكين الكوادر الوطنية من قيادة مسيرة التحول الرقمي الآمن، وتعزيز موقع المملكة كأحد المراكز الإقليمية في الأمن السيبراني.
وأوضحت الهيئة أن المملكة تشهد توسعاً متسارعاً في البنية التحتية الرقمية، ما يجعل الأمن السيبراني ركيزة أساسية في حماية البيانات والمعلومات وضمان استمرارية الخدمات الحيوية.
كما أكدت أن الاستثمار في العنصر البشري هو الخطوة الأهم نحو بناء منظومة سيبرانية قوية ومستدامة، قادرة على التصدي للتحديات المتزايدة في الفضاء الإلكتروني.
ويحظى البرنامج باهتمام كبير من الخريجين الطموحين الذين يسعون لاكتساب المهارات التقنية المتقدمة، إذ يمثل فرصة نادرة للانخراط في مسار مهني مدعوم من جهة رسمية مختصة.
وأشار القائمون على البرنامج إلى أن التدريب لا يقتصر على الجوانب التقنية فحسب، بل يشمل تطوير المهارات الشخصية والقيادية التي يحتاجها المتخصص في التعامل مع الأزمات السيبرانية.
ويأتي تنظيم هذا البرنامج في وقت يشهد فيه العالم تصاعداً في الهجمات الإلكترونية، ما يجعل تأهيل الكفاءات الوطنية ضرورة استراتيجية لضمان أمن الاقتصاد الرقمي الوطني.
وأكدت الهيئة أنها مستمرة في تنفيذ مبادرات متنوعة تستهدف مختلف فئات المجتمع، من الطلاب والموظفين والمتخصصين، ضمن استراتيجية وطنية شاملة لتعزيز الوعي والجاهزية السيبرانية.
ويجسد البرنامج التدريبي لحديثي التخرج نموذجًا متقدمًا للتكامل بين القطاعين العام والخاص في تطوير القدرات البشرية، بما يحقق أهداف الأمن السيبراني الوطني ويخدم مصالح الدولة العليا.
وتواصل الهيئة الوطنية للأمن السيبراني تنفيذ خططها الطموحة في بناء بيئة رقمية آمنة، تدعم الابتكار والتحول التقني وتُعزز مناعة المملكة أمام المخاطر الإلكترونية المستقبلية.