تعيش جماهير الأهلي السعودي حالة من الترقب والقلق بعد تصاعد الأخبار المتعلقة بمستقبل النجم الإيفواري فرانك كيسييه، الذي ارتبط اسمه مؤخرًا بإمكانية الرحيل عن الفريق والعودة إلى أوروبا، وتحديدًا إلى الدوري الإيطالي الذي شهد تألقه في سنوات سابقة.
إقرأ ايضاً:المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني بين أفضل ست جهات حكومية.. تفاصيل غير معلنة عن المبادنادي الهلال يتلقى صدمة مدوية قبل موقعة السد.. إنزاجي في ورطة بسبب غياب مفاجئ
كيسييه الذي يعد أحد الأعمدة الأساسية في تشكيلة المدرب الألماني ماتياس يايسله، أصبح خلال الأشهر الأخيرة من أكثر اللاعبين تأثيرًا في خط وسط الأهلي، إذ ساهم بأهداف حاسمة وصناعة فرص مؤثرة جعلته ضمن أبرز نجوم الفريق منذ انضمامه إلى الدوري السعودي.
ورغم الاستقرار الفني الذي يعيشه الأهلي في الفترة الحالية، فإن التقارير الواردة من إيطاليا فتحت الباب أمام احتمالية خروج اللاعب في الصيف المقبل، وهو ما أثار الكثير من التساؤلات حول خطط النادي للحفاظ على أحد أهم ركائزه.
صحيفة لاجازيتا ديلو سبورت الإيطالية نشرت تقريرًا مفصلًا أشارت فيه إلى أن نادي يوفنتوس وضع فرانك كيسييه ضمن أهدافه الرئيسية لتدعيم خط الوسط، معتبرة أن قدراته البدنية والفنية تمثل إضافة قوية للفريق الطامح لاستعادة بريقه المحلي والأوروبي.
وأكد التقرير أن الاتصالات غير المباشرة بدأت بالفعل بين ممثلي اللاعب وبعض الوسطاء المقربين من إدارة يوفنتوس، بهدف استكشاف إمكانية ضم كيسييه في فترة الانتقالات القادمة، إلا أن الأمور ما زالت في مراحلها الأولية.
العقبة الأكبر أمام الصفقة بحسب المصادر الإيطالية هي الراتب الضخم الذي يحصل عليه اللاعب من الأهلي، حيث يتقاضى أجرًا سنويًا يصعب على الأندية الأوروبية مجاراته في ظل القيود المالية المفروضة هناك.
ويبدو أن رغبة كيسييه في العودة إلى أجواء الكالتشيو الإيطالي ما زالت قائمة، خاصة أنه حقق نجاحًا لافتًا مع نادي ميلان قبل انتقاله إلى برشلونة ثم إلى الأهلي، وهو ما يجعله متحمسًا لإحياء مسيرته الأوروبية من جديد.
في المقابل، لا تبدو إدارة الأهلي مستعدة للتخلي عن نجمها بسهولة، إذ تضعه ضمن خطط الفريق طويلة المدى، خصوصًا وأن عقده يمتد حتى نهاية يونيو 2026، وهو ما يمنح النادي أفضلية تفاوضية كبيرة.
المدرب يايسله يضغط من جانبه للحفاظ على اللاعب، مؤكدًا في أكثر من مناسبة أنه يمثل العمود الفقري لتكتيك الفريق، وأن رحيله سيؤثر بشكل مباشر على توازن وسط الميدان الذي يعتمد عليه في بناء الهجمات والتحولات السريعة.
وتشير تقارير محلية إلى أن إدارة الأهلي بدأت بالفعل في دراسة تجديد عقد كيسييه بشروط محسّنة لضمان استمراره لأطول فترة ممكنة، مع إضافة مزايا مالية قد تعزز رغبته في البقاء داخل الدوري السعودي.
الحديث عن مستقبل كيسييه لم يتوقف عند حدود الأندية فقط، بل امتد إلى الجماهير التي انقسمت بين من يرى ضرورة الإبقاء عليه باعتباره أحد مفاتيح النجاح، وبين من يعتقد أن بيعه بقيمة مالية كبيرة قد يخدم مصلحة النادي في سوق الانتقالات.
في الجانب الآخر، تراقب الصحف الإيطالية المشهد عن كثب وتعتبر أن يوفنتوس سيكون المستفيد الأكبر في حال تمكن من إقناع اللاعب بتخفيض راتبه، خاصة وأن النادي يبحث عن لاعب بخبرة أوروبية وقدرة عالية على التحكم بإيقاع المباريات.
ويعتقد محللون أن الأهلي لن يفرط في نجمه بسهولة نظرًا لدوره القيادي داخل غرفة الملابس، ولأن النادي يسعى في مشروعه الحالي لبناء فريق مستقر قادر على المنافسة المحلية والقارية في السنوات القادمة.
وبحسب مصادر مقربة من الإدارة، فإن النادي لم يتلق أي عروض رسمية حتى الآن، ما يعني أن كل ما يدور في الإعلام يبقى في إطار التكهنات، وإن كانت بعض الاتصالات الأولية موجودة بالفعل بين ممثلي اللاعب وأطراف أوروبية.
ورغم أن اللاعب لم يدلِ بأي تصريحات مباشرة حول مستقبله، إلا أن مقربين منه أكدوا أنه يشعر براحة كبيرة في جدة، وأنه يقدّر الدعم الجماهيري الذي يحظى به، ما قد يدفعه للتفكير مرتين قبل اتخاذ أي خطوة جديدة.
الجماهير الأهلاوية من جانبها تنتظر موقف النادي الرسمي، خصوصًا أن الأخبار المتداولة أثارت حالة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي بين من يطالب بتجديد العقد سريعًا ومن يخشى تكرار سيناريو رحيل النجوم الكبار.
ومن المتوقع أن تتضح الصورة بشكل أكبر مع اقتراب فترة الانتقالات الشتوية، إذ ستبدأ العروض الرسمية في الظهور ما سيضع الأهلي أمام قرارات حاسمة تتعلق بمستقبل أحد أبرز لاعبيه الأجانب.
الوقت الحالي يمثل اختبارًا لإدارة الأهلي في التعامل مع ملف كيسييه بذكاء وتوازن، فهي مطالبة بالحفاظ على استقرار الفريق من جهة، ومراعاة التزاماتها المالية من جهة أخرى في ظل التحديات التنافسية التي يخوضها النادي هذا الموسم.
الجميع داخل النادي يدرك أن قرار بقاء كيسييه أو رحيله لن يكون فنيًا فقط، بل اقتصاديًا أيضًا، فالقيمة السوقية للاعب والظروف المحيطة به ستلعب دورًا رئيسيًا في رسم ملامح المرحلة المقبلة داخل القلعة الخضراء.