الهيئة الوطنية للأمن السيبراني
"الأمن السيبراني" يثير فضول الزوار في الرياض.. تجربة تفاعلية تكشف أخطر التهديدات الرقمية
كتب بواسطة: حسان الصائغ |

شهدت العاصمة الرياض انطلاق فعاليات معرض «لا تفتح مجال» للتوعية بالأمن السيبراني في مركز الملك عبدالله المالي كافد، في حدث نوعي يهدف إلى تعزيز ثقافة الأمن الرقمي لدى المجتمع، وتوسيع نطاق الوعي بالمخاطر السيبرانية المتجددة التي قد تهدد الأفراد والمؤسسات على حد سواء.
إقرأ ايضاً:المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني بين أفضل ست جهات حكومية.. تفاصيل غير معلنة عن المبادنادي الهلال يتلقى صدمة مدوية قبل موقعة السد.. إنزاجي في ورطة بسبب غياب مفاجئ

يأتي هذا المعرض بتنظيم من الهيئة الوطنية للأمن السيبراني وبالتعاون مع مركز الملك عبدالله المالي كافد، تزامنًا مع الشهر العالمي للتوعية بالأمن السيبراني الذي يوافق شهر أكتوبر من كل عام، في إطار جهود المملكة المستمرة لحماية فضائها الرقمي وترسيخ مفاهيم السلامة المعلوماتية.

حرصت الجهة المنظمة على تقديم المعرض بأسلوب مبتكر يجمع بين التوعية والتعليم والترفيه، حيث صُممت أجنحة تفاعلية تتيح للزوار خوض تجارب واقعية تحاكي الهجمات السيبرانية وأساليب التصدي لها، مما يجعل الفعالية تجربة معرفية شاملة تتجاوز حدود المعارض التقليدية.

وتهدف المبادرة إلى بناء مجتمع واعٍ بالأمن السيبراني، يمتلك المهارات الأساسية للتعامل مع المخاطر التقنية المتزايدة، بدءًا من أساليب الاحتيال الإلكتروني وصولًا إلى الهندسة الاجتماعية، وهي من أكثر الأساليب التي يعتمد عليها القراصنة لاختراق الحسابات الشخصية.

وأوضحت الهيئة الوطنية للأمن السيبراني أن المعرض يستهدف جميع فئات المجتمع، بمن فيهم الطلاب والموظفون وأصحاب الأعمال ورواد التقنية، من أجل تمكينهم من حماية بياناتهم ومعلوماتهم الشخصية والمهنية، وتعزيز قدرتهم على اتخاذ قرارات رقمية أكثر وعيًا وأمانًا.

كما أكدت الهيئة أن التوعية بالأمن السيبراني لم تعد خيارًا، بل أصبحت ضرورة وطنية في ظل التوسع المتسارع في الخدمات الرقمية، مشيرة إلى أن أي خلل بسيط في الوعي قد يؤدي إلى خسائر كبيرة سواء على المستوى الفردي أو المؤسسي.

يتضمن المعرض سلسلة من العروض التفاعلية التي تُبرز أبرز التهديدات الرقمية، إلى جانب ورش عمل يقدمها مختصون في الأمن السيبراني، حيث يشرحون للزوار بأسلوب مبسط كيفية اكتشاف محاولات الاختراق وحماية البيانات باستخدام أدوات الأمان الحديثة.

وتسعى الهيئة من خلال هذه الفعالية إلى تحقيق التكامل مع مختلف القطاعات الوطنية، بهدف بناء منظومة سيبرانية متينة تعتمد على العنصر البشري الواعي كخط الدفاع الأول ضد الهجمات الإلكترونية التي تتطور باستمرار.

وقد لاقى المعرض إقبالًا واسعًا من الزوار منذ ساعاته الأولى، إذ جذب اهتمام المهتمين بالتقنية والأمن الرقمي، إضافة إلى الطلاب الذين وجدوا في الفعالية فرصة لاكتساب معرفة عملية بأساليب الحماية الرقمية الحديثة.

وأشار عدد من الزوار إلى أن الأسلوب التفاعلي الذي تبنته الهيئة في عرض المعلومات جعل التجربة أكثر قربًا من الواقع، وساعدهم على فهم طبيعة التهديدات اليومية التي يواجهونها أثناء استخدام الإنترنت والتطبيقات الذكية.

وتؤكد الهيئة أن حملتها الوطنية للتوعية بالأمن السيبراني تأتي ضمن استراتيجية شاملة تهدف إلى رفع مستوى الوعي لدى مختلف شرائح المجتمع، وبناء ثقافة رقمية مسؤولة تسهم في حماية مكتسبات المملكة التقنية.

كما تهدف المبادرة إلى تعزيز قيم المواطنة الرقمية الآمنة، وتكريس مفهوم أن الأمن السيبراني مسؤولية مشتركة تقع على عاتق كل مستخدم للفضاء الرقمي، وليس فقط على الجهات المتخصصة في الحماية التقنية.

وشددت الهيئة على أن تعزيز الأمن السيبراني يعد ركيزة أساسية في تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030، إذ يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالتحول الرقمي الشامل الذي تسعى إليه المملكة في مختلف القطاعات الحكومية والخاصة.

وفي هذا السياق، أوضحت أن بناء ثقافة سيبرانية عالية يسهم في دعم الاقتصاد الوطني من خلال حماية البنية التحتية الرقمية وتعزيز الثقة في التعاملات الإلكترونية التي أصبحت جزءًا أساسيًا من حياة الأفراد والمؤسسات.

ويستمر المعرض على مدى أيام عدة ليتيح للزوار فرصة التفاعل مع أحدث التقنيات التعليمية في مجال الأمن السيبراني، بالإضافة إلى التعرف على أهم الأدوات التي يمكن استخدامها لتأمين الأجهزة والشبكات الشخصية.

كما تشارك في الفعالية مجموعة من الجهات الحكومية والخاصة، التي تستعرض جهودها في مجال الأمن السيبراني وتقدم نماذج لمشاريع وطنية تهدف إلى حماية البيانات وتعزيز الاستجابة السريعة للهجمات الإلكترونية.

ويأتي تنظيم هذه الفعالية ضمن سلسلة من المبادرات التي تنفذها الهيئة الوطنية للأمن السيبراني على مدار العام، في سبيل رفع مستوى الوعي المجتمعي ونشر ثقافة الحذر الرقمي بين جميع شرائح المجتمع.

وفي ختام الفعالية، شددت الهيئة على أهمية استمرار العمل المشترك بين المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص والمؤسسات التعليمية، لضمان ترسيخ مفاهيم الأمن السيبراني في المناهج الدراسية وفي بيئات العمل الرقمية الحديثة.

وأكدت أن بناء مجتمع رقمي آمن يتطلب تكاتف الجهود وتكامل المبادرات، بما يسهم في حماية الأفراد والمؤسسات من أي مخاطر محتملة، ويعزز مكانة المملكة كإحدى الدول الرائدة في مجال الأمن السيبراني على مستوى العالم.

أحدث الأخبار
اخر الاخبار