شهدت العاصمة المقدسة اجتماعًا موسعًا جمع بين أمانة العاصمة المقدسة والهيئة السعودية للمقاولين، في خطوة تعكس التوجه الجاد نحو تطوير وتنظيم قطاع المقاولات في مكة المكرمة بما يتماشى مع مستهدفات رؤية المملكة 2030.
إقرأ ايضاً:المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني بين أفضل ست جهات حكومية.. تفاصيل غير معلنة عن المبادنادي الهلال يتلقى صدمة مدوية قبل موقعة السد.. إنزاجي في ورطة بسبب غياب مفاجئ
اللقاء الذي ترأسه أمين العاصمة المقدسة المهندس مساعد بن عبدالعزيز الداود، وحضره رئيس مجلس إدارة الهيئة السعودية للمقاولين محمد بن عبدالعزيز العجلان، والأمين العام عبدالمجيد الرشودي، جاء لبحث آليات رفع كفاءة تنفيذ المشاريع وتعزيز معايير الجودة والسلامة في جميع مراحل العمل.
في بداية الاجتماع، أكد أمين العاصمة المقدسة أن الأمانة تسعى إلى إحداث نقلة نوعية في أداء المشاريع البلدية عبر تمكين الكفاءات الوطنية في قطاع المقاولات، موضحًا أن المرحلة المقبلة تتطلب التزامًا أكبر من المقاولين لضمان جودة التنفيذ وتحقيق رضا المستفيدين.
وأشار الداود إلى أن الأمانة تضع في مقدمة أولوياتها تعزيز الشراكات مع الجهات المتخصصة، وفي مقدمتها هيئة المقاولين، لما تمتلكه من خبرات واسعة في تطوير هذا القطاع الحيوي الذي يمثل ركيزة أساسية في التنمية الحضرية لمكة المكرمة.
من جانبه، أشاد رئيس مجلس إدارة الهيئة السعودية للمقاولين محمد العجلان بجهود أمانة العاصمة المقدسة في دعم المقاولين الوطنيين وتوفير بيئة تنظيمية محفزة، مؤكدًا أن التنسيق بين الجانبين يشكل خطوة استراتيجية نحو رفع كفاءة العمل الميداني وتحسين بيئة الاستثمار في مشاريع البنية التحتية.
وأوضح العجلان أن الهيئة تعمل على تعزيز مفهوم الحوكمة في قطاع المقاولات من خلال تبني أدوات رقمية حديثة تسهل على المقاولين والمستفيدين التعامل مع الأنظمة والإجراءات، مما يسهم في تسريع وتيرة العمل وتقليل الأخطاء التشغيلية.
وناقش الاجتماع أهمية إطلاق برامج تدريبية متخصصة تستهدف رفع كفاءة العاملين في مجال المقاولات، من مهندسين وفنيين وإداريين، لتأهيلهم بما يتناسب مع متطلبات المشاريع الكبرى التي تشهدها مكة خلال السنوات القادمة.
كما تم خلال اللقاء استعراض دور بوابة “ارتقاء” الإلكترونية، التي تعد منصة متكاملة لتقييم الجاهزية الفنية والمالية للمقاولين، بما يضمن اعتماد الكفاءات المؤهلة فقط لتنفيذ المشاريع تحت إشراف الأمانة والمكاتب الهندسية.
وتم الاتفاق على ضرورة تفعيل نظام العقود النموذجية الموحدة بين المقاولين والجهات المنفذة، بهدف تحقيق الشفافية وتحديد المسؤوليات بدقة، إضافة إلى الحد من النزاعات وضمان التزام جميع الأطراف بمعايير الجودة والسلامة المهنية.
وشدد الداود على أن الأمانة لن تتهاون في متابعة أداء المقاولين المعتمدين، مؤكدًا أن الرقابة ستكون مستمرة لضمان سير المشاريع وفق الخطط الزمنية المعتمدة والمواصفات القياسية التي حددتها الأمانة مسبقًا.
وأشار إلى أن التحديات التي تواجه بعض المشاريع البلدية تستدعي حلولًا مبتكرة وتعاونًا وثيقًا بين القطاعين العام والخاص، مشيرًا إلى أن إشراك الهيئة في مراحل التخطيط والتنفيذ يمثل ضمانة إضافية لتحقيق الأهداف التنموية.
في المقابل، أكد الأمين العام لهيئة المقاولين عبدالمجيد الرشودي أن الهيئة ستواصل تقديم الدعم الفني والاستشاري للمقاولين المعتمدين، من خلال ورش عمل متخصصة ودورات تأهيلية تستهدف رفع كفاءة الأداء وتحسين بيئة العمل.
وأضاف الرشودي أن الهيئة تعمل على تحديث معايير التصنيف المهني للمقاولين بشكل مستمر لتواكب التطور التقني والإداري الذي تشهده المملكة، بما يعزز من تنافسية السوق ويحسن جودة التنفيذ في المشاريع الكبرى.
وشهد اللقاء مناقشة مجموعة من المبادرات التي سيتم إطلاقها قريبًا لتعزيز الرقمنة في قطاع المقاولات، من بينها تطوير أنظمة إلكترونية لتتبع مراحل تنفيذ المشاريع وضمان الشفافية في التعامل بين الأطراف.
وفي ختام الاجتماع، أعلن الجانبان عن قرار رسمي يقضي بإلزامية التعاقد مع مقاولين معتمدين في جميع المشاريع الواقعة تحت إشراف أمانة العاصمة المقدسة والمكاتب الهندسية المرتبطة بها، وذلك ابتداءً من المرحلة المقبلة.
وأكد البيان المشترك أن القرار يأتي ضمن جهود الأمانة والهيئة لحماية حقوق المستفيدين وتحقيق أعلى معايير السلامة والمهنية في بيئة العمل، إلى جانب رفع كفاءة التنفيذ والحد من المخاطر التشغيلية.
وأشار الطرفان إلى أن هذا الإجراء سيسهم في تعزيز الثقة بين المقاولين والجهات الحكومية والمستثمرين، ويضمن في الوقت نفسه استدامة جودة المشاريع التطويرية في مكة المكرمة.
ويعد هذا القرار أحد أبرز الخطوات التنظيمية التي اتخذت مؤخرًا ضمن مساعي المملكة لإعادة هيكلة قطاع المقاولات ورفع كفاءته التشغيلية والإدارية، بما يتماشى مع تطلعات رؤية 2030 الهادفة إلى بناء مدن ذكية ومستدامة.
وأكد المشاركون في الاجتماع أن المرحلة القادمة ستشهد مزيدًا من التنسيق المشترك بين الأمانة وهيئة المقاولين، مع التركيز على الابتكار والجودة كعناصر أساسية لدفع عجلة التنمية العمرانية في العاصمة المقدسة.