ارتفعت أسعار النفط العالمية بنحو 1% خلال تعاملات صباح يوم الخميس، وذلك عقب تصريحات أدلى بها الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب"، والتي كانت لها أصداء واسعة في الأسواق، وقد أشار "ترامب" إلى أن الهند تعهدت رسمياً بالتوقف عن شراء الخام الروسي، وهذا التطور يمثل تحولاً جيوسياسياً كبيراً يؤثر بشكل مباشر على المعروض العالمي من النفط، مما أحدث ردة فعل قوية وفورية في الأسعار.
إقرأ ايضاً:المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني بين أفضل ست جهات حكومية.. تفاصيل غير معلنة عن المبادنادي الهلال يتلقى صدمة مدوية قبل موقعة السد.. إنزاجي في ورطة بسبب غياب مفاجئ
ويأتي هذا الارتفاع في الأسعار أيضاً وسط ترقب شديد من السوق لبيانات المخزونات الأمريكية من الخام، والتي من شأنها أن تعطي مؤشرات واضحة حول مستويات الطلب المحلي في الولايات المتحدة، وستحدد بشكل كبير الاتجاه المستقبلي للأسعار خلال الأيام والأسابيع القادمة، وهذا ما يجعل المستثمرين في حالة ترقب وتأهب مستمر لصدور هذه الأرقام التي تهمهم كثيراً.
وصعدت العقود الآجلة لخام "برنت" القياسي تسليم شهر ديسمبر بنسبة 0.9%، أو ما يعادل 56 سنتًا، ليصل سعر البرميل الواحد إلى 62.47 دولار، وذلك في تمام الساعة 08:01 صباحًا بتوقيت مكة المكرمة، وهذا الارتفاع يؤكد أن تصريحات "ترامب" كان لها تأثير فوري ومباشر على معنويات المتداولين في السوق العالمي، ودفعت بالأسعار إلى الأعلى بشكل لافت.
وزادت أيضاً العقود الآجلة لخام "نايمكس" الأمريكي تسليم شهر نوفمبر بنسبة 1%، أو ما يعادل 59 سنتًا، ليصل سعر البرميل الواحد إلى 58.87 دولار، مما يعكس أن التأثير لم يقتصر فقط على خام "برنت"، بل شمل الخام الأمريكي كذلك، وهذا الصعود القوي يعكس القلق بشأن الإمدادات العالمية، بعد هذا القرار الهندي الذي يعتبر تحولاً استراتيجياً في خريطة الطاقة العالمية.
ويُعتبر هذا التعهد الهندي، إذا ما تم تأكيده بشكل رسمي من قبل نيودلهي، بمثابة ضربة قوية ومباشرة لتدفقات النفط الروسي نحو آسيا، والتي كانت تعتبر وجهة رئيسية للخام الروسي بعد التوترات الجيوسياسية والعقوبات المفروضة، وهذا التحول في وجهة الإمدادات يقلب موازين التجارة النفطية، ويؤدي إلى رفع أسعار النفط بشكل عام، ويزيد من الضغط على الأسواق التي تعاني أصلاً من عدم استقرار.
وتُعد الهند واحدة من أكبر المستهلكين والمشترين للخام الروسي على مدى الشهور الماضية، مما يجعل قرارها بوقف الشراء ذا أهمية بالغة وتأثير كبير على مستويات العرض والطلب العالمية، وقد أدى هذا الإعلان الذي جاء على لسان الرئيس الأمريكي إلى حالة من عدم اليقين في أوساط التجار والمستثمرين، وزاد من حالة التوتر القائمة في السوق.
وقد سارع المتعاملون في السوق إلى التسعير الفوري لتأثير هذا التعهد على إمدادات النفط الروسي، مما أدى إلى موجة شراء دفعت الأسعار للصعود بنسبة تقترب من 1% خلال التعاملات الصباحية المبكرة، وهذا الارتفاع يعكس مدى حساسية السوق لأي أخبار تتعلق بتغيرات في الإمدادات أو القرارات السياسية الكبرى التي تمس قطاع الطاقة.
في الوقت نفسه، يبقى تركيز السوق منصبًا على بيانات المخزونات الأمريكية المرتقبة، والتي ستصدر في وقت لاحق، حيث تُعتبر هذه البيانات مؤشراً حيوياً على صحة الاقتصاد الأمريكي ومستويات الطلب على الطاقة فيه، وتلعب دوراً رئيسياً في توجيه قرارات المتعاملين في عقود النفط الآجلة، سواء بالبيع أو الشراء، وهذا ما يجعلها في غاية الأهمية.