زراعة ركبة
طبيب سعودي يحصل على "براءة اختراع" بعد ابتكار تقنية زراعة ركبة كاملة بدون مضاعفات
كتب بواسطة: حسان الصائغ |

حصل استشاري جراحة العظام بالمستشفى الجامعي بالخبر سابقًا، الدكتور عبدالله العمران، على براءة اختراع لزراعة "ركبة" جديدة لأي مريض يعاني من احتكاك شديد، ويحتاج إلى عملية تبديل مفصل، مما يعد خطوة متقدمة في مجال الجراحة التعويضية، وهو ما يضع المملكة في مقدمة الدول المبتكرة في هذا المجال.
إقرأ ايضاً:المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني بين أفضل ست جهات حكومية.. تفاصيل غير معلنة عن المبادنادي الهلال يتلقى صدمة مدوية قبل موقعة السد.. إنزاجي في ورطة بسبب غياب مفاجئ

وقد أوضح أن مريض احتكاك المفصل الشديد، يحتاج في نهاية المطاف إلـى تبديل مفصل بشكل كامل، وإن هـذه الـعملـية التقليدية لا تزيد حركة المريض إلا قليلًا، ويتبع بعضها مضاعفات غير مرغوبة، حتى لـو أُجريت في أكبر مستشفيات الـعالـم وأكثرها تقدماً، مضيفًا أن حتى الـناجحة منها، تكون حركة الـركبة محدودة جدًا، ولا تعيد للمريض كامل وظيفته الحركية.

وأكد د. العمران أن الفرق كبير وواضح جداً بين عملية تبديل المفصل التقليدية المعروفة، وزراعة ركبة جديدة قام بابتكارها، فالأولى تشمل وضع معدن على الفخذ، ومعدن علـى الـساق، وما بينهما مادة بلاستيكية، مما يتسبب في فقدان المريض لـعددٍ من الـوظائف الحيوية للمفصل، مثل ثني الركبة أكثر من 110 درجات، مشيراً إلى أن 70 % من المرضى يشتكون من آلام باقية ومستمرة بعد العملية التقليدية، مما يقلل من جودة حياتهم.

وأضاف أن عملية زراعة ركبة كاملة المبتكرة توفر لـلـمريض مفصلًا كاملًا، فيه الـغضاريف الأصلـية لـلـفخذ والـساق، والأربطة الصليبية الأمامية والخلفية، وهذا ما يجعلها ركبة طبيعية بالكامل، كما تحتوي على الأربطة الغضاريفية الهلالية الداخلية والخارجية، بالإضافة إلى كبسول خلفي يحيط بالمفصل، مما يعيد الوظيفة الطبيعية للمفصل دون قيود أو آلام، وهذا هو جوهر الابتكار الطبي.

وأشار الدكتور العمران إلـى عددٍ من الصعوبات التي واجهها الجراح في البداية، منها وجود أربطة لا يريد الجراح إزالتها من الركبة المستقبلة للزراعة، أو أوتار مهمة تدخل الركبة وتخرج منها، ولكن أصعب خطوة هـي نشر العظم بين الغضاريف، وبين العظام في الفخذ، لأنه يفضّل عدم نشر عظم ملتصق به عضلات، مؤكدًا أنه واجه صعوبات كبيرة هـو ومساعده في البداية، إلا أنه مع التدريب فإن أي شخص يستطيع أن يتحكم بالمناورة اليدوية مع المنشار بدقة عالية.

وحول براءة الاختراع، قال: إنه استخدم برنامجين متقدمين لمساعدة المحاكاة علـى الـعملـية بشكل دقيق جداً، وإنه أحضر 130 ركبة تحمل الفخذ والساق من إحدى الدول، مع شهادة تبرع بالأعضاء لكل منها، ثم قام بتقسيمها إلـى 65 حالة متبرعة ومثلها مستقبلة للزراعة.

وتابع أنه أرسل بحثًا طويلًا وكاملاً بالـصور التوضيحية التفصيلية لمركز براءات الاختراع الأمريكية، والذي أرسله إلـى ثمانية جراحي تبديل مفاصل كبار في الولايات المتحدة لإبداء الـرأي الفني فيها، فجاءته أسئلة كثيرة منهم، أجاب عليها بكل وضوح وشفافية، ووافق الأغلبية العظمى على تلك الإجابات العلمية، وبعدها طلـبوا منه إجراء العملية في مختبر شبيه لظروف غرفة العمليات.

ووصف الدكتور الـعمران، يوم المحاكاة بـ "العصيب جداً"، حيث وضعوا معه اثنين من الاستشاريين الكبار في جراحة العظام، ورغم ذلـك، جرت الـعملـية بسلاسة ويسر، مضيفًا: بعد تعبئة أوراق رسمية، طلبوا مني الـرجوع لـبلـدي والانتظار، وبعد أسبوعين فقط حصلت على براءة الاختراع الرسمية، وحاليًا أعمل على تسجيله في المملكة العربية السعودية.

لـفت الدكتور الـعمران إلـى أنه قرر عدم الـسماح باستخدام براءة الاختراع لمدة سنتين فقط منذ بداية المشروع، إلا لـلاستشاريين الـسعوديين ذوي الخبرة العالية فقط، وذلك بعد أن يجري الواحد منهم عملية أو عمليتين معه شخصياً، حتى تصبح المملكة هي المركز الوحيد لزراعة الركبة الكاملة في العالم خلال هذه الفترة، وذلـك امتدادًا لـرؤية 2030 الطموحة، والتي تهدف إلى توطين الابتكار والخبرات الطبية.

أحدث الأخبار
اخر الاخبار