باشرت فرق البحث والإنقاذ التابعة لحرس الحدود في مركز القحمة بمنطقة عسير حادثة بحرية مفاجئة بعد ورود بلاغ عن انقلاب واسطة بحرية في عرض البحر، حيث تحركت الفرق الميدانية بسرعة إلى الموقع المحدد لبدء عمليات الإنقاذ.
إقرأ ايضاً:المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني بين أفضل ست جهات حكومية.. تفاصيل غير معلنة عن المبادنادي الهلال يتلقى صدمة مدوية قبل موقعة السد.. إنزاجي في ورطة بسبب غياب مفاجئ
وبحسب البيان الرسمي، فقد تبين أن الوسيطة كانت تقل مقيمين من الجنسية الفلبينية خرجا في رحلة بحرية قبل أن تتعرض لانقلاب نتيجة اضطراب الأمواج المفاجئ وسوء الأحوال الجوية التي سادت المنطقة خلال الساعات الماضية.
تمكنت فرق الإنقاذ من الوصول إلى المقيمين في وقت قياسي، حيث جرى انتشالهما من المياه وهما في حالة إنهاك واضحة نتيجة بقائهما في البحر لفترة قبل وصول الفرق الميدانية، وتم تقديم الرعاية الأولية اللازمة لهما فور إخراجهما إلى الساحل.
وأوضح حرس الحدود أن سرعة استجابة الفرق الميدانية جاءت بفضل الجاهزية العالية والتدريب المكثف الذي تتلقاه عناصر البحث والإنقاذ للتعامل مع الحوادث البحرية بمختلف أنواعها وظروفها الجوية.
كما أشار إلى أن البلاغ ورد من أحد الصيادين الذين شاهدوا الوسيطة تنقلب على بعد عدة أميال بحرية من الشاطئ، ما ساهم في تحديد موقع الحادث بدقة وسرعة.
ونقل المقيمان إلى الميناء القريب لاستكمال الفحوص الطبية والتأكد من سلامتهما، حيث أكدت الفرق الطبية أنهما لم يتعرضا لأي إصابات خطيرة، وتم الاطمئنان على حالتهما بشكل كامل.
وأعرب المقيمان الفلبينيان عن شكرهما العميق لحرس الحدود السعودي على سرعة تجاوبه وحرفيته العالية في التعامل مع الموقف الذي وصفاه بـ"المرعب"، مؤكدين أن التدخل السريع أنقذ حياتهما من الغرق.
وأكدت قيادة حرس الحدود في عسير استمرارها في تنفيذ دورياتها البحرية والبرية على مدار الساعة لضمان سلامة المتنزهين ومستخدمي الوسائط البحرية.
كما شددت على أهمية التزام مرتادي البحر بتعليمات السلامة العامة، وضرورة التأكد من جاهزية الوسائط قبل الإبحار، ومتابعة تقارير الطقس لتفادي المخاطر المحتملة.
ونبهت إلى أن تجاهل تعليمات السلامة قد يؤدي إلى حوادث مشابهة، داعية الجميع إلى التعاون مع الجهات المختصة والإبلاغ فورًا عن أي حالات طارئة عبر الرقم الموحد 994.
يأتي هذا الحادث بعد سلسلة من التنبيهات التي أطلقتها الجهات المختصة في المنطقة بشأن ارتفاع الأمواج وتقلبات الطقس في السواحل الجنوبية للمملكة.
وتعمل المديرية العامة لحرس الحدود بالتنسيق مع هيئة الأرصاد والدفاع المدني على مراقبة الأوضاع الجوية وإصدار التحذيرات بشكل استباقي للحد من المخاطر.
ويعد مركز القحمة أحد المواقع البحرية النشطة في منطقة عسير، ويشهد إقبالًا متزايدًا من الصيادين والهواة خلال موسم الخريف نظرًا لاعتدال الأجواء وهدوء البحر في معظم الأيام.
غير أن هذه الحوادث تذكّر بأهمية الوعي البحري لدى مرتادي السواحل، خصوصًا مع تنامي الأنشطة الترفيهية البحرية في المملكة ضمن مستهدفات رؤية 2030 لتطوير السياحة الساحلية.
وأكد مراقبون أن سرعة استجابة فرق الإنقاذ في مثل هذه الحالات تعكس تطور القدرات الميدانية وتكامل منظومة الأمن والسلامة في المناطق الساحلية السعودية.
ويواصل حرس الحدود جهوده في توعية المجتمع عبر الحملات الإعلامية وبرامج التدريب على السلامة البحرية التي تستهدف الصيادين والمقيمين على حد سواء.
كما تعمل الجهات المعنية على تطوير أنظمة تتبع ذكية للوسائط البحرية الصغيرة، لضمان سرعة الوصول إليها في حال تعرضها لأي طارئ في عرض البحر.
وبهذا الحادث الناجح في إنقاذ الأرواح، يجدد حرس الحدود دعوته لجميع المواطنين والمقيمين إلى احترام التعليمات البحرية، فسلامة الأرواح تظل أولوية لا تحتمل التهاون.
