كونسيساو
سيرجيو كونسيساو يكشف عن "كارثة" تواجه العميد.. و"الوقت ضيق لإنقاذ الموسم
كتب بواسطة: عبدالرحمن الباشا |

شهدت الأجواء ما بعد مباراة الاتحاد أمام الفيحاء موجة من القلق والترقب، بعد أن خرج المدير الفني الجديد للفريق، البرتغالي سيرجيو كونسيساو، بتصريحات عكست الواقع الصعب الذي يواجهه "العميد" في مستهل مسيرته بدوري روشن للمحترفين، وذلك عقب تعادل مخيب بهدف لهدف في أول اختبار حقيقي له.
إقرأ ايضاً:المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني بين أفضل ست جهات حكومية.. تفاصيل غير معلنة عن المبادنادي الهلال يتلقى صدمة مدوية قبل موقعة السد.. إنزاجي في ورطة بسبب غياب مفاجئ

جاءت تصريحات المدرب البرتغالي لتؤكد وجود تحديات حقيقية تنتظره في المرحلة القادمة، حيث قسم كونسيساو المباراة إلى جزأين رئيسيين، مشيراً إلى أن قدومه جاء في وقت "ضيق جداً" لا يسمح بإجراء تغييرات جذرية وسريعة، فيما كان الجزء الآخر هو الأداء الذي ظهر به الفريق أمام الفيحاء، والذي وصفه بالتسبب في "المعاناة".

أكد كونسيساو في المؤتمر الصحفي أن فريقه لم ينجح في استغلال الفرص السانحة التي أتيحت له طوال المباراة، لعل أبرزها إهدار ركلة الجزاء في الدقائق الأخيرة، بالإضافة إلى العديد من الفرص الأخرى التي كان من الممكن أن تحسم اللقاء لصالح حامل اللقب، وهذا يثير تساؤلات حول الفعالية الهجومية للفريق.

وفيما يتعلق بالجدل المثار حول إهدار النجم الفرنسي كريم بنزيما لركلة الجزاء الحاسمة، حسم كونسيساو الجدل بكشف تفاصيل مثيرة، موضحاً أن الفريق يمتلك ثلاثة لاعبين فقط تم تحديدهم مسبقاً كـ "مختصين" ومسؤولين عن تسديد ركلات الجزاء، وأن الاختيار وقع على بنزيما لينفذ الركلة في اللحظة الحاسمة، وهذا قرار فني تم بالتوافق.

ورغم أن المدرب لم ينتقد بنزيما بشكل مباشر، إلا أن توضيحه هذا يؤكد أن قرار التنفيذ كان نابعاً من ثقة فنية مسبقة في اللاعب الفرنسي، ما يضع المسؤولية على عاتق اللاعب نفسه، ويترك المدرب بعيداً عن دائرة الانتقادات التي طالت عملية الاختيار، ليؤكد أن الأمر كان خياراً بين نخبة مختارة سلفاً.

لكن الملاحظة الأكثر قسوة وصراحة في حديث كونسيساو كانت عندما أقر بخطورة الموقف، مؤكداً أن "بهذا المستوى الذي ظهرنا فيه اليوم سوف نعاني كثيراً" خلال الفترة القادمة من الموسم، وهو اعتراف صريح بوجود تراجع كبير في الأداء الفني والبدني، لا يتناسب مع اسم وقيمة نادي الاتحاد كنادٍ بطل.

هذا التحذير الناري الصادر من المدرب الجديد يرسل رسالة واضحة وقوية لإدارة النادي واللاعبين على حد سواء، بأن المرحلة القادمة لن تكون سهلة، ما يتطلب جهوداً مضاعفة من الجميع، خصوصاً أن جماهير الاتحاد اعتادت على رؤية فريقها وهو يسيطر على مجريات اللعب ويحقق الانتصارات بشكل دائم، وهذا يضع ضغطاً إضافياً.

على الرغم من ذلك، شدد المدير الفني البرتغالي على مكانة الفريق الحالية، مؤكداً أن الاتحاد يظل فريقاً "بطلاً" ويمتلك تاريخاً ونجوماً قادرين على التغيير، لكنه ربط العودة إلى القمة بضرورة "تحسين الأداء" بشكل جذري وسريع، لتجنب المزيد من التعثرات التي قد تفقده صدارة الترتيب مبكراً وتزيد من فجوة النقاط.

وأوضح كونسيساو حقيقة التحدي الأكبر الذي يواجهه منذ توليه المسؤولية، مشيراً إلى أن "الوقت ضيق" للغاية لتغيير عوامل كثيرة داخل الفريق، سواء كانت متعلقة بالجوانب التكتيكية أو اللياقة البدنية التي تحتاج إلى رفع مستواها، وهو ما يحد من قدرته على إحداث "التغيير السريع" الذي يطمح إليه الجمهور.

ويشير هذا التصريح بوضوح إلى أن المشاكل التي يعاني منها "العميد" متراكمة وقديمة، ولا يمكن لمدرب جديد أن يحلها بلمسة سحرية في غضون أيام قليلة، ما يضع فترة التوقف الدولي القادمة في مقدمة أولويات المدرب لتطبيق منهجيته التدريبية والعمل على تصحيح الأخطاء بعيداً عن ضغط المباريات المستمر.

وبدلاً من التركيز على الجوانب التكتيكية المعقدة في الفترة الحالية، أشار كونسيساو إلى أنه يعمل الآن على "تعزيز الثقة بالنفس" لدى اللاعبين، بالإضافة إلى معالجة جوانب أخرى نفسية وذهنية، معتبراً أن استعادة الثقة هي المفتاح الأول لاستعادة روح البطل المفقودة والعودة إلى تقديم العروض القوية المنتظرة.

هذا التركيز على العامل النفسي والذهني يتماشى مع السمعة المعروفة عن المدرب البرتغالي بـ "الصرامة" والتركيز على الجانب الانضباطي للاعبين، حيث يسعى كونسيساو لغرس عقلية جديدة في الفريق، عقلية لا تقبل بالتعادل أو الخسارة، وتجعل كل لاعب يتحمل المسؤولية الكاملة عن أدائه داخل الملعب.

ومن المنتظر أن تشهد التدريبات القادمة لنادي الاتحاد حالة من العمل المكثف والمنظم، خصوصاً على الجانب البدني الذي يعد عنصراً حيوياً في منهجية المدرب البرتغالي، الذي يرى أن اللياقة المرتفعة هي الأساس الذي يُبنى عليه النجاح التكتيكي في دوري يتسم بالسرعة والمنافسة العالية، وهذا يحدد شكل التدريبات القادمة.

وتنظر الجماهير الاتحادية إلى تصريحات المدرب بمزيج من القلق والتفهم، حيث يدركون صعوبة المهمة في هذا التوقيت، لكنهم في الوقت نفسه يعولون على خبرة كونسيساو الكبيرة وقدرته على التعامل مع النجوم الكبار، لتحويل هذه الكلمات الصريحة إلى دافع قوي يدفع بالفريق نحو تقديم أداء أفضل بكثير في الجولات القادمة.

إن تكرار إهدار ركلات الجزاء، سواء من بنزيما أو غيره، يمثل "حجر عثرة" أمام تحقيق الانتصارات، ما يستوجب على المدرب تخصيص وقت كافٍ في التدريبات لتأهيل اللاعبين نفسياً وفنياً لتنفيذها بتركيز ودقة عالية، لأن كل نقطة مفقودة قد تكون حاسمة في سباق المنافسة المحتدم على لقب الدوري، وهذا هو جوهر اللعبة.

لقد أكدت تصريحات كونسيساو أن التحدي ليس تكتيكياً فحسب، بل هو تحدٍ يمس جوهر الفريق وثقته بنفسه وإيمانه بقدرته على استعادة مكانته، ما يجعل الفترة القادمة فترة عمل "شاق ومضنٍ" بعيداً عن الأضواء، لإعادة بناء الفريق على أسس صلبة تتناسب مع طموحات جماهير "العميد" الكبيرة.

أحدث الأخبار
اخر الاخبار