شهدت الأجواء الرياضية حالة من الجدل الواسع عقب تعادل فريق الاتحاد المخيب للآمال أمام الفيحاء بنتيجة 1-1 في منافسات دوري روشن للمحترفين، وهو التعادل الذي فتح باب الانتقادات المباشرة تجاه الأداء الفردي لبعض نجوم الفريق، خصوصاً النجم الفرنسي كريم بنزيما، الذي كان في دائرة الضوء.
إقرأ ايضاً:المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني بين أفضل ست جهات حكومية.. تفاصيل غير معلنة عن المبادنادي الهلال يتلقى صدمة مدوية قبل موقعة السد.. إنزاجي في ورطة بسبب غياب مفاجئ
في هذا السياق المتوتر، خرج الناقد الرياضي المعروف عدنان جستنيه بتصريحات قوية ومباشرة، أعرب فيها عن استيائه الشديد من المستوى الذي قدمه المهاجم الفرنسي خلال أحداث اللقاء، معتبراً أن أداء بنزيما لم يرتقِ أبداً لحجم اسمه أو مكانته العالمية، وهذا ما أثار حفيظة الجماهير التي تعقد عليه آمالاً كبيرة.
ووصف جستنيه أداء النجم المتوج بالكرة الذهبية بعبارة "السيئ جداً"، وهو وصف قاسٍ يندر أن يوجه لنجم من قامة بنزيما، ما يدل على حجم الإحباط الذي شعر به الناقد إزاء المساهمة الفنية المحدودة التي قدمها اللاعب طوال التسعين دقيقة، خصوصاً في ظل حاجة الفريق الماسة لحسم نقاط المباراة الثلاث والعودة إلى الانتصارات.
اللحظة التي فجرت غضب الناقد والجمهور على حد سواء كانت إهدار كريم بنزيما لركلة الجزاء الحاسمة، التي كانت كفيلة بقلب موازين اللقاء ومنح الاتحاد الأفضلية، حيث أشار جستنيه إلى أن إضاعة مثل هذه الفرص السانحة في أوقات حرجة يمثل خطأ لا يغتفر، ويعكس تراجعاً في دقة الأداء وتنفيذه للمهام الأساسية، وهذا يضاعف الضغوط.
وفي خطوة تصعيدية، طالب الناقد الرياضي إدارة نادي الاتحاد ومدرب الفريق بضرورة اتخاذ "قرار حازم وفوري" بشأن منع النجم الفرنسي من تسديد ركلات الجزاء في المباريات القادمة، معتبراً أن تكرار الإهدار يعني أن الثقة في اللاعب قد تراجعت في هذا الجانب تحديداً، ما يوجب إسناد المهمة إلى لاعب آخر أكثر تركيزاً وفعالية، وهذا هو القرار الإداري المطلوب.
ولم يتوقف جستنيه عند هذا الحد، بل وجه رسالة تحذير صارمة إلى الجهاز الفني والإداري، مؤكداً أنه إذا استمر كريم بنزيما في تقديم مستويات ضعيفة مشابهة، فإن قرار استبداله وتغييره في التشكيلة الأساسية يجب أن يكون أمراً مطروحاً بقوة، وهو ما يفتح الباب أمام تساؤلات حول مدى استمرارية اللاعب في قيادة هجوم "العميد"، في أصعب المراحل.
الجدل حول أداء بنزيما ليس جديداً، حيث واجه النجم الفرنسي موجة من الانتقادات خلال الأسابيع الماضية بسبب تذبذب مستواه وقلة إنتاجيته التهديفية، خصوصاً عند مقارنته بأدائه البارع الذي كان يقدمه في صفوف ريال مدريد، ما يضع ضغوطاً هائلة على اللاعب لإثبات جدارته بالثقة والراتب الضخم الذي يتقاضاه من النادي السعودي.
ويعد إهدار ركلة الجزاء في مباراة الفيحاء ليس مجرد خطأ فردي، بل هو مؤشر على وجود مشكلة في التركيز الذهني أو ربما ضغط نفسي كبير يواجهه بنزيما في الفترة الحالية، ما يتطلب تدخلاً سريعاً من المدرب للتحدث معه وإعادة ترتيب أولويات تسديد الركلات داخل الفريق، قبل أن تتفاقم الأزمة وتؤثر على غرفة الملابس.
تأتي هذه المطالبات بضرورة تهميش بنزيما عن تسديد ركلات الجزاء، لتعكس حالة الغليان الجماهيري والإعلامي التي تعيشها مدينة جدة، حيث يرى كثيرون أن الاتحاد يمتلك عناصر أخرى ذات جودة عالية يمكنها تحمل مسؤولية تنفيذ هذه الركلات الحساسة، لضمان استغلال كل فرصة ممكنة لحصد النقاط، وهذا هو منطق المنافسة.
وقد يضطر مدرب الاتحاد بالفعل إلى الاستجابة لضغوط الشارع الرياضي واتخاذ قرار شجاع بمنع بنزيما من التسديد مستقبلاً، حتى لو كان يحمل شارة القيادة، فالأولوية في كرة القدم الحديثة هي لمصلحة الفريق والنتائج، وليست لمكانة اللاعب أو نجوميته التاريخية، وهو ما يضع المدرب في موقف صعب أمام نجم كبير.
ويشير الناقد الرياضي المخضرم في حديثه إلى أن مستوى بنزيما الحالي لا يخدم طموحات الاتحاد في المنافسة على لقب دوري روشن أو البطولات الآسيوية، ما يستوجب مراجعة شاملة لدور اللاعب داخل المنظومة التكتيكية، وإيجاد بدائل هجومية أو تغيير في طريقة اللعب، وهذا يقتضي تعديلات جذرية في خطة المدرب.
إن مستوى الأداء الذي وصفه جستنيه بالـ "سيئ جداً" يطرح تساؤلات حول التزام النجم الفرنسي أو مدى جاهزيته البدنية والذهنية للموسم الطويل والشاق، وهو الأمر الذي يتطلب من الجهاز الطبي والفني للنادي فتح تحقيق داخلي لمعرفة الأسباب الحقيقية وراء هذا التراجع الملحوظ، قبل أن يكون ثمنه غالياً للغاية في نهاية الموسم.
ويربط كثيرون في الوسط الرياضي ما يحدث لبنزيما بضغط "المنافسة التاريخية" مع الأهداف التي يسجلها النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، ما يجعل الأداء الضعيف للنجم الفرنسي يوضع تحت مجهر المقارنات السلبية، ما يزيد من تعقيد الموقف ويزيد من حجم الانتقادات الموجهة إليه من كل الأطراف.
إن المطالبة الصريحة باستبدال بنزيما إذا استمرت مستوياته الضعيفة هي بمثابة إطلاق "جرس إنذار" شديد اللهجة لإدارة النادي، التي دفعت مبالغ طائلة لضمه، حيث ترى الإدارة أن النجم الفرنسي كان يجب أن يكون "قاطرة" الفريق لتحقيق الألقاب، لا مصدر إحباط ونقاط مفقودة في مسيرة الفريق الطموحة.