ناقشت جلسات اليوم الثاني من منتدى جوي فوروم 2025 ضمن فعاليات موسم الرياض التحولات المتسارعة في صناعة الترفيه العالمية، مستعرضةً الدور السعودي في صياغة مشهد ترفيهي متكامل يعكس مكانة المملكة كوجهة رئيسة للإبداع والابتكار في هذا القطاع الحيوي.
إقرأ ايضاً:المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني بين أفضل ست جهات حكومية.. تفاصيل غير معلنة عن المبادنادي الهلال يتلقى صدمة مدوية قبل موقعة السد.. إنزاجي في ورطة بسبب غياب مفاجئ
وتطرقت الجلسة الأولى التي حملت عنوان "هندسة المشهد الترفيهي العالمي" إلى مفهوم الترفيه بوصفه لغة عالمية عابرة للحدود، تجمع الشعوب حول المشاعر المشتركة والشغف بالفن والثقافة، مؤكدة أن الترفيه أصبح عنصرًا من عناصر القوة الناعمة للدول.
وأكد المشاركون أن مرحلة جائحة كوفيد-19 كانت نقطة تحول محورية في الصناعة الترفيهية، إذ أعادت تشكيل المعايير العالمية، ورسخت أهمية التكنولوجيا والمنصات الرقمية في التواصل مع الجمهور، وفتحت آفاقًا جديدة للإنتاج الإبداعي.
وأوضح المتحدثون أن المملكة استثمرت تلك المرحلة في تطوير البنية التحتية وتنظيم الفعاليات الكبرى، لتصبح في موقع ريادي عالمي بعد الجائحة، بفضل خططها الطموحة ومبادراتها النوعية في قطاع الترفيه.
وأشاروا إلى أن موسم الرياض أصبح منصة دولية كبرى تستقطب أشهر العلامات التجارية والمفاهيم الترفيهية العالمية، مؤكدين أنه نموذج متكامل للتخطيط الإستراتيجي للفعاليات من حيث التنوع والابتكار والتفاعل مع الجمهور.
وبيّنوا أن الموسم يُبرمج محتواه قبل انطلاقه بفترة طويلة، مع إتاحة المجال لإضافة فعاليات جديدة بشكل مستمر خلال أيامه، بما يعكس ديناميكية الصناعة وقدرتها على التجدد سنويًا لتلبية أذواق الزوار المتنوعة.
وفي جلسة "ريادة الأعمال في الاقتصاد الإبداعي" استعرض المتحدثون تجارب ريادية ناجحة في مجالات الترفيه والتقنية والإنتاج الإعلامي، مؤكدين أن النجاح في هذا القطاع لا يتحقق بالشهرة العابرة بل بالعمل الجاد والالتزام والابتكار المستمر.
وتطرقت الجلسة إلى أهمية الجمع بين الرؤية المستقبلية بعيدة المدى وفهم التفاصيل اليومية لإدارة المشاريع، مشيرة إلى أن المرونة والتأقلم مع التغيرات السريعة يشكلان حجر الزاوية في نجاح المشاريع الإبداعية الحديثة.
وشدد المشاركون على أن الترفيه يمثل لغة عالمية توحّد الشعوب من خلال الإبداع، مؤكدين أن المملكة عبر موسم الرياض تسهم في ترسيخ هذا الدور عالميًا وتعزز مكانتها كمركز رائد في مجالات الترفيه والابتكار.
وفي موازاة الجلسات، يشكل المعرض المصاحب لمنتدى Joy Forum 2025 واجهة عالمية تجمع كبرى الشركات والمؤسسات المتخصصة في مجالات الترفيه والألعاب والرياضة والإعلام والإنتاج الموسيقي والسينمائي في مكان واحد بالعاصمة الرياض.
ويستقطب المعرض اهتمامًا واسعًا من المهتمين بصناعة الترفيه محليًا ودوليًا، بوصفه منصة تجمع الخبراء والمستثمرين وتتيح تبادل التجارب والأفكار بما يسهم في رسم ملامح مستقبل القطاع عالميًا.
وتشارك الهيئة العامة للترفيه في المعرض بصفتها الممكّن والمشرّع الرئيس للقطاع في المملكة، من خلال تحفيز الاستثمارات وتسهيل الشراكات وتمكين الكفاءات الوطنية بما ينسجم مع أهداف رؤية السعودية 2030.
ويضم المعرض عددًا من الكيانات العالمية المتخصصة في صناعة المحتوى والإنتاج الفني والألعاب والأنيميشن، إضافة إلى شركات رائدة في تطوير المدن الترفيهية، بما يعكس اهتمام الأسواق العالمية بالفرص الاستثمارية في السعودية.
كما يشهد المعرض حضورًا مميزًا لمؤسسات رياضية وإعلامية تسهم في تطوير المحتوى الرقمي والبث المرئي والمسموع، إلى جانب شركات تقنية مبتكرة تعزز التكامل بين مجالات الترفيه والإعلام والتقنية الحديثة.
ويبرز الحضور المحلي من خلال مشاركة شركات سعودية متخصصة في تنظيم الفعاليات الكبرى والإنتاج الإعلامي وصناعة الألعاب الرقمية، ما يعكس تطور المحتوى المحلي وقدرته على المنافسة في الأسواق الإقليمية والعالمية.
ويحتفي المعرض كذلك بالمشروعات الوطنية الضخمة ضمن منظومة المدن الترفيهية المستقبلية التي يجري تطويرها لتكون محركات رئيسة للنمو الاقتصادي ومراكز جذب عالمية تجمع بين الترفيه والرياضة والثقافة في بيئة واحدة متكاملة.
ويُعد المعرض منصة استراتيجية لاستعراض أحدث الابتكارات في مجالات الإنتاج السينمائي والتقنيات التفاعلية، إلى جانب كونه ملتقى لصناع القرار والمبدعين لتبادل الخبرات وبناء الشراكات الإقليمية والدولية.
ويختتم المنتدى فعالياته بالتأكيد على أن موسم الرياض تجاوز كونه مهرجانًا ترفيهيًا ليصبح مشروعًا وطنيًا طموحًا يعيد تعريف مفهوم الترفيه في المنطقة، ويجعل المملكة مركزًا عالميًا للإبداع الثقافي والابتكار الفني في القرن الحادي والعشرين.