باشرت هيئة الهلال الأحمر السعودي في منطقة القصيم بلاغًا عاجلًا عن مريضة تعاني من أعراض سكتة دماغية أثناء وجودها مع ذويها داخل مركبة على أحد الطرق بمحافظة الرس، حيث تحركت الفرق الإسعافية على الفور إلى الموقع لتقديم الرعاية اللازمة وإنقاذ الحالة في أسرع وقت ممكن.
إقرأ ايضاً:المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني بين أفضل ست جهات حكومية.. تفاصيل غير معلنة عن المبادنادي الهلال يتلقى صدمة مدوية قبل موقعة السد.. إنزاجي في ورطة بسبب غياب مفاجئ
عند وصول الطاقم الطبي إلى المريضة، تبين أنها في بداية العقد الرابع من عمرها وتظهر عليها علامات واضحة تدل على إصابتها بسكتة دماغية، الأمر الذي استدعى تفعيل “مسار السكتة الدماغية”، وهو نظام طبي متكامل يهدف إلى تسريع نقل المصابين بهذه الحالات إلى المستشفيات المتخصصة لضمان حصولهم على العلاج الفوري.
يُعد هذا المسار من المبادرات النوعية التي أطلقتها هيئة الهلال الأحمر السعودي بالتعاون مع وزارة الصحة، نظرًا لأهمية التدخل السريع في مثل هذه الحالات الحساسة، إذ يساهم بشكل مباشر في تقليل الضرر الناتج عن توقف تدفق الدم إلى الدماغ وتجنب تلف أنسجته الحيوية.
تم اتخاذ الإجراءات الطبية الطارئة في موقع البلاغ فورًا، مع التنسيق بين فرق الإسعاف الأرضي والجوي لضمان نقل المريضة بأقصى سرعة ممكنة، حيث جرى تحديد نقطة التقاء آمنة بين الفريقين لتنفيذ عملية النقل بسلاسة ودقة.
وبمجرد تأمين موقع الهبوط، تولت طائرة الإسعاف الجوي نقل المريضة من الموقع إلى مستشفى بريدة المركزي، وهو أحد المراكز الطبية المتخصصة في استقبال حالات السكتة الدماغية ضمن المسار المعتمد من وزارة الصحة.
أسهم هذا التنسيق العالي بين الفرق الميدانية وغرفة العمليات في تقليص زمن النقل بشكل لافت، إذ انخفض من ساعتين عبر الإسعاف الأرضي إلى 23 دقيقة فقط عبر الإسعاف الجوي، ما كان له أثر بالغ في الحفاظ على سلامة المريضة واستقرار حالتها قبل وصولها للمستشفى.
وأكدت هيئة الهلال الأحمر أن هذا النوع من الاستجابة السريعة يعكس جاهزية منظومة الطوارئ في المملكة وكفاءة التنسيق بين الجهات الصحية المختلفة ضمن رؤية السعودية 2030، التي تضع صحة الإنسان وجودة حياته في صدارة الأولويات.
وأوضح مدير فرع هيئة الهلال الأحمر بالقصيم، خالد بن صالح الخضر، أن تفعيل مسار السكتة الدماغية ساعد بشكل ملموس في تحسين فرص التعافي للمرضى وتقليل نسب الإعاقة التي قد تترتب على التأخر في علاج هذه الحالات الحرجة.
وأشار إلى أن مثل هذه المبادرات تأتي ضمن سلسلة من البرامج المتخصصة التي أطلقتها الهيئة لتطوير خدمات الطوارئ الطبية ورفع مستوى الجاهزية في التعامل مع الحالات عالية الخطورة في مختلف مناطق المملكة.
وبيّن الخضر أن الكوادر الإسعافية في القصيم تخضع لتدريبات مستمرة على التعامل مع مسارات الإصابات الحرجة، ومنها مسار السكتة الدماغية، لضمان تقديم الإسعافات الأولية الدقيقة والفعالة قبل الوصول إلى المراكز المتخصصة.
كما شدد على أهمية وعي المواطنين بأعراض السكتة الدماغية مثل صعوبة الكلام، ارتخاء أحد جانبي الوجه، وضعف مفاجئ في الأطراف، مؤكداً أن سرعة الاتصال بالرقم 997 أو استخدام تطبيق “أسعفني” قد تنقذ حياة المريض وتقلل من المضاعفات الخطيرة.
وأضاف أن غرفة العمليات والتحكم بالهيئة تعمل على مدار الساعة، وتدار بأنظمة رقمية متقدمة تتيح تحديد موقع البلاغ بدقة وتوجيه الفرق الميدانية الأقرب إلى الحالة في ثوانٍ معدودة.
وتابع قائلاً إن تجربة استخدام الإسعاف الجوي أثبتت فعاليتها الكبيرة في تقليص زمن الاستجابة للحالات الطارئة، خصوصًا في المناطق البعيدة أو التي تتسم بصعوبة التضاريس أو ازدحام الطرق.
وأشار إلى أن الهيئة مستمرة في تطوير أسطولها الجوي وتوسيع نطاق عمله ليغطي جميع مناطق المملكة، بما يضمن وصول الرعاية الطبية المتقدمة إلى المرضى في أسرع وقت ممكن.
ونوه بأن التعاون الوثيق مع مستشفيات وزارة الصحة والجهات الأمنية والإدارية يسهم في نجاح مثل هذه العمليات الميدانية، من خلال سرعة تأمين مواقع الهبوط وتنظيم حركة المرور أثناء تنفيذ المهام الطارئة.
وأكد أن النتائج الإيجابية لمثل هذه الاستجابات الميدانية تبرهن على التقدم الكبير الذي حققته المملكة في مجال خدمات الطوارئ والرعاية العاجلة خلال السنوات الأخيرة.
واختتم الخضر تصريحه متمنيًا للمريضة تمام الشفاء، داعيًا الجميع إلى نشر الوعي الصحي حول أعراض السكتة الدماغية وأهمية سرعة الإبلاغ عند الاشتباه بها، مشددًا على أن الوقت في مثل هذه الحالات يعني حياة.
تأتي هذه الواقعة لتجسد التزام هيئة الهلال الأحمر السعودي برسالتها الإنسانية وجهودها المستمرة لتقديم خدمة إسعافية متكاملة وسريعة لكل محتاج، انطلاقًا من مبادئ العناية والاحتراف التي تميز عملها الميداني في مختلف أنحاء المملكة.
