في ظل الارتفاع المستمر في أسعار الذهب عالميًا، طرح تساؤلًا يشغل بال العديد من المستهلكين في السعودية حول الخيار الأمثل بين شراء السبائك الذهبية أو اقتناء المجوهرات الذهبية، وذلك في وقت بات فيه الذهب أحد أبرز أدوات الادخار والاستثمار الآمن.
إقرأ ايضاً:المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني بين أفضل ست جهات حكومية.. تفاصيل غير معلنة عن المبادنادي الهلال يتلقى صدمة مدوية قبل موقعة السد.. إنزاجي في ورطة بسبب غياب مفاجئ
فالإجابة على هذا التساؤل تعتمد على الهدف من الشراء، إذ يختلف قرار الشراء كليًا بين من يبحث عن استثمار يحافظ على قيمة ماله، ومن يرغب في اقتناء الذهب بغرض الزينة أو الاستخدام الشخصي.
حيث إنّ السبائك الذهبية تعد الخيار المفضل للراغبين في الاستثمار طويل الأمد، لكونها تحافظ على القيمة الحقيقية للنقود مع مرور الزمن، وتتميز بنقائها العالي كونها مصنوعة من ذهب عيار 24 وهو الأنقى والأكثر طلبًا عالميًا.
فالسبائك الذهبية تتوافر بأوزان مختلفة تبدأ من عشرة غرامات وتصل إلى مئات الغرامات، وتُعتبر خيارًا مثاليًا للادخار، لأنها تخضع لمعيار عالمي ثابت يسهل تداولها داخل المملكة وخارجها دون تعقيدات.
كما أنّ السبائك الذهبية لا تُفرض عليها ضريبة القيمة المضافة البالغة 15%، كما أن تكلفة المصنعية فيها منخفضة للغاية مقارنة بالمجوهرات، مما يجعلها استثمارًا أكثر كفاءة من الناحية الاقتصادية.
المستثمرين في الذهب غالبًا ما يتجهون نحو السبائك لحماية أموالهم من التضخم، إذ إن انخفاض قيمة العملة لا يؤثر على قيمة الذهب الذي يحتفظ بثباته أو يرتفع بمرور الوقت، مما يجعله درعًا ضد التقلبات المالية.
فمن يسعى لجعل أمواله تنمو مع مرور السنوات عليه التفكير بالسبائك كخيار استثماري، نظرًا لما تمنحه من أمان واستقرار وقابلية للتحويل السريع إلى سيولة وقت الحاجة.
وفي المقابل، المجوهرات الذهبية تُصنع أساسًا بغرض الزينة، وقد تكون وسيلة ادخار محدودة فقط في حال الاحتفاظ بها لفترات طويلة جدًا، لكنها لا تُعد استثمارًا ماليًا فعليًا بسبب ارتفاع تكاليفها الإضافية.
أما الذهب المشغول يخضع لضريبة القيمة المضافة بنسبة 15%، إلى جانب تكلفة المصنعية التي تصل أحيانًا إلى 60 ريالًا للغرام الواحد أو أكثر، وهي تكلفة لا تُسترد عند إعادة البيع.
كما أنّ التاجر عند شراء المجوهرات المستعملة من الزبون لا يدفع مقابل المصنعية، بل يحتسب السعر وفق قيمة الذهب الخام فقط، مما يؤدي إلى خسارة واضحة في قيمة القطعة عند بيعها.
أما المجوهرات تُصنع عادة من عيارات أقل مثل 21 أو 18، لتكون أكثر صلابة ومناسبة للارتداء اليومي، وهذا ما يجعلها أقل نقاءً من السبائك التي تصنع من ذهب نقي 24 قيراطًا.
فشراء المجوهرات يُفضل عندما يكون الهدف الزينة أو الإهداء، بينما السبائك هي الخيار الأمثل عندما تكون الغاية الادخار أو الاستثمار طويل المدى.
على أنّ معرفة السعر العادل للذهب قبل الشراء خطوة مهمة، إذ يعتمد السعر على ثلاثة عناصر رئيسية هي سعر الذهب الخام، وأجرة التصنيع، وربح التاجر، إضافة إلى الضريبة التي تُضاف على المجموع النهائي.
وهو ما يحث المستهلكين على استخدام حاسبة الذهب الإلكترونية قبل الشراء، لمعرفة السعر الحقيقي للقطعة ومقارنته بالسعر المعروض في السوق، خصوصًا في حال كانت القطعة ثقيلة الوزن أو مرتفعة المصنعية.
فاختيار الوقت المناسب للشراء لا يقل أهمية عن نوع الذهب نفسه، لأن الأسعار تتأثر بعوامل اقتصادية مثل حركة الدولار وأسعار الفائدة والعرض والطلب في الأسواق العالمية.
كما أنّ ضعف الدولار الأمريكي عادةً ما يؤدي إلى ارتفاع أسعار الذهب، بينما قوته قد تدفع الأسعار للهبوط مؤقتًا، ما يجعل تلك الفترات فرصة جيدة للشراء لمن يفكر في الاستثمار الذهبي طويل المدى.
مع ضرورة عدم التسرع في قرارات الشراء أو البيع، مؤكدة أن الذهب أصل ادخاري وليس سلعة للمضاربة السريعة، وأن أفضل وقت للشراء هو عندما يكون الفرد مستعدًا ماليًا وقادرًا على الاحتفاظ به لفترة طويلة.
فالقاعدة الأهم في عالم الذهب هي أن «الذهب لا يُشترى بعجلة ولا يُباع بخوف»، موضحة أن الوعي المالي ومعرفة الهدف من الشراء هما ما يحددان إن كانت السبيكة استثمارًا ذكيًا أو إن كانت المجوهرات مجرد زينة جميلة.