شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا ملحوظًا اليوم، لتتجاوز نسبة 1.6% في ظل تزايد توقعات الأسواق بخفض أسعار الفائدة الأمريكية، ما عزز الإقبال على المعدن النفيس كملاذ آمن في أوقات التقلبات الاقتصادية.
إقرأ ايضاً:المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني بين أفضل ست جهات حكومية.. تفاصيل غير معلنة عن المبادنادي الهلال يتلقى صدمة مدوية قبل موقعة السد.. إنزاجي في ورطة بسبب غياب مفاجئ
وجاء هذا الارتفاع في وقت يترقب فيه المستثمرون قرارات مجلس الاحتياطي الفيدرالي المقبلة، وسط مؤشرات على تباطؤ النمو واحتواء التضخم، وهو ما يدعم احتمالات التوجه نحو سياسة نقدية أكثر مرونة.
وسجل الذهب في المعاملات الفورية 4318.50 دولارًا للأوقية، في حين قفزت العقود الأمريكية الآجلة تسليم ديسمبر بنسبة 2.8% لتصل إلى 4333.10 دولارًا للأوقية، وهو أعلى مستوى منذ عدة أسابيع.
ويرى محللون أن هذا الصعود يعكس تحولًا في شهية المستثمرين نحو الأصول الآمنة، خصوصًا بعد التراجع الأخير في عوائد السندات الأمريكية، مما جعل الذهب خيارًا أكثر جاذبية في الوقت الراهن.
كما ساهمت التوترات الجيوسياسية المتزايدة في بعض مناطق العالم في دعم الطلب على الذهب، إذ يميل المستثمرون عادة إلى تعزيز محافظهم بأصول أقل مخاطرة عند اشتداد الأزمات.
وأشار خبراء إلى أن استمرار ارتفاع الأسعار قد يدفع بعض البنوك المركزية، ولا سيما في آسيا، إلى زيادة احتياطاتها من الذهب كوسيلة للتحوط ضد تقلبات العملات.
وفي أسواق المعادن الأخرى، حققت الفضة مكاسب قوية، حيث ارتفعت بنسبة 1.3% لتصل إلى 52.53 دولارًا للأوقية، مدعومة بالطلب الصناعي المتزايد على المعادن الثمينة.
أما البلاتين فقد ارتفع هو الآخر بنسبة 1.3% مسجلًا 1630.24 دولارًا للأوقية، في حين شهد البلاديوم صعودًا طفيفًا بنسبة 0.4% ليبلغ 1479.51 دولارًا للأوقية.
ويأتي هذا الأداء الإيجابي للمعادن الثمينة بعد فترة من التقلبات التي شهدتها الأسواق العالمية نتيجة عدم وضوح توجهات السياسة النقدية الأمريكية.
ويؤكد المحللون أن خفض الفائدة المحتمل سيؤدي إلى تراجع العائد الحقيقي على الدولار، ما يمنح الذهب دفعة قوية نحو مستويات أعلى خلال الأسابيع المقبلة.
وتشير توقعات المؤسسات المالية الكبرى إلى إمكانية تجاوز الذهب مستوى 4400 دولار للأوقية إذا استمرت المؤشرات الاقتصادية الأمريكية في التراجع.
كما يعزز ضعف الدولار الأمريكي الطلب على الذهب، إذ يجعل المعدن الأصفر أقل تكلفة لحائزي العملات الأخرى في الأسواق العالمية.
ويرى خبراء أن الفترة الحالية تمثل فرصة جيدة للمستثمرين الراغبين في تنويع محافظهم الاستثمارية بعيدًا عن الأصول عالية المخاطر.
وفي الوقت نفسه، يحذر بعض المحللين من أن أي تأخير في خفض أسعار الفائدة قد يؤدي إلى تصحيح مؤقت في أسعار الذهب خلال المدى القصير.
لكن الاتجاه العام يبقى صاعدًا، خصوصًا مع التوجه المتزايد للبنوك المركزية نحو شراء الذهب كوسيلة لتقليل الاعتماد على الدولار.
ومن المتوقع أن تواصل الأسواق مراقبة البيانات الاقتصادية الأمريكية، خاصة تلك المتعلقة بالتضخم وسوق العمل، لتحديد المسار المقبل لحركة الذهب.
ويبدو أن المستثمرين في طريقهم لتوسيع مراكزهم في الذهب خلال الربع الأخير من العام، استباقًا لأي قرارات قد تصدر عن الاحتياطي الفيدرالي.
وتبقى التوقعات الإيجابية مسيطرة على سوق المعادن الثمينة في الوقت الراهن، مع استمرار حالة عدم اليقين في الاقتصاد العالمي.