عاش الإيطالي سيموني إنزاغي، المدير الفني لنادي الهلال السعودي، أوقاتًا عصيبة خلال مواجهة فريقه الأخيرة أمام السد القطري في دوري أبطال آسيا للنخبة، بعدما وجد نفسه أمام أزمة حقيقية في مركز الظهير الأيمن بسبب غياب الخيارات الأساسية التي يعوّل عليها في هذا الخط.
إقرأ ايضاً:"القيادة السعودية" تحسم الجدل الديني.. خطوة مفصلية في تعيين "المفتي العام"!جامعة الحدود الشمالية تفجر مفاجأة علمية.. تقنية ترفع كفاءة الألواح الشمسية بأكثر من 5%!

فقد اضطر إنزاغي إلى الاعتماد على حلول اضطرارية بعد إصابة البرتغالي جواو كانسيلو، الظهير الأيمن الأساسي، وتعرض البديل حمد اليامي لوعكة عضلية مفاجئة، مما أجبره على الدفع بالظهير الأيسر متعب الحربي في مركز غير معتاد بالنسبة له خلال مواجهة السد التي انتهت بفوز الهلال بثلاثة أهداف مقابل هدف.

هذه التغييرات الدفاعية غير المألوفة وضعت الجهاز الفني في اختبار صعب، خاصة مع اقتراب موقعة الكلاسيكو أمام الاتحاد بعد يومين فقط، في قمة الجولة السادسة من دوري روشن السعودي، وهي مباراة تترقبها جماهير الفريقين بشغف كبير لما تحمله من طابع تنافسي وتاريخي طويل.

ويستضيف ملعب مدينة الملك عبد الله الرياضية في جدة "الإنماء" المواجهة المنتظرة، وسط أجواء مشحونة بالتحدي، حيث يسعى الاتحاد إلى استعادة توازنه بعد نتائج متذبذبة، بينما يطمح الهلال لمواصلة سلسلة انتصاراته المتتالية التي وضعته بين فرق المقدمة مبكرًا هذا الموسم.

إثر نهاية مواجهة السد، تحدث إنزاغي في المؤتمر الصحفي عن معضلة الظهير الأيمن، مؤكدًا أنه لم يكن راضيًا تمامًا عن أداء متعب الحربي في هذا المركز، موضحًا في الوقت ذاته أنه لا ينوي تجربة المدافع السنغالي كاليدو كوليبالي في هذا الدور الدفاعي المختلف عن مهامه الأصلية.

لكن الأخبار السارة لم تتأخر كثيرًا على الجهاز الفني، إذ شهدت تدريبات الهلال الجماعية مساء الأربعاء 22 أكتوبر عودة حمد اليامي إلى المشاركة الطبيعية، بعد أن أنهى برنامجه العلاجي والتأهيلي بنجاح، لتتبدد بذلك مخاوف الفريق قبل الكلاسيكو المنتظر.

وأثبتت الفحوصات الطبية الأخيرة جاهزية اليامي التامة، ليمنح إنزاغي خيارًا موثوقًا في الرواق الأيمن، خصوصًا أن اللاعب يتمتع بخبرة ميدانية واسعة وقدرة على التوازن بين الواجبين الدفاعي والهجومي، وهو ما يعزز استقرار المنظومة الدفاعية للهلال.

ويُنتظر أن يكون اليامي ضمن التشكيلة الأساسية التي ستخوض اللقاء أمام الاتحاد، في ظل قناعة المدرب بضرورة وجوده من بداية المباراة لضمان الانسجام التكتيكي المطلوب خلال مجريات اللقاء المرتقب جماهيريًا وإعلاميًا.

ويُعد حمد اليامي من اللاعبين الذين أثبتوا حضورهم بقوة في السنوات الأخيرة، إذ خاض مع الهلال 74 مباراة في مختلف البطولات، سجل خلالها هدفين وقدم ثلاث تمريرات حاسمة، فيما تبلغ قيمته السوقية وفق موقع "ترانسفير ماركت" نحو 300 ألف يورو.

أما في الموسم الحالي فقد شارك في 7 مباريات صنع خلالها هدفًا واحدًا، ما يعكس تأثيره الإيجابي على أداء الفريق رغم محدودية مشاركاته بسبب الإصابات المتكررة التي عانى منها منذ بداية الموسم.

وتأتي عودة اليامي في وقت مثالي بالنسبة لإنزاغي الذي يسعى إلى تعزيز الاستقرار الفني وتحقيق انتصاره السادس على التوالي في جميع المسابقات، في حين يأمل الاتحاد في إنهاء حالة التذبذب التي رافقته في الجولات الماضية.

ويحتل الهلال المركز الرابع في جدول ترتيب دوري روشن السعودي برصيد 11 نقطة جمعها من ثلاثة انتصارات وتعادلين، بينما يأتي الاتحاد خلفه مباشرة في المركز الخامس بفارق نقطة واحدة من ثلاثة انتصارات وتعادل وخسارة.

ويُتوقع أن تشهد المباراة مواجهة تكتيكية مثيرة بين إنزاغي ونظيره محمد حمدي، المدير الفني للاتحاد، خصوصًا أن كلا الفريقين يعتمدان على أسلوب هجومي يعتمد على الأطراف والاختراقات السريعة من العمق.

وتمثل المواجهة فرصة ذهبية للهلال لتأكيد تفوقه التاريخي على الاتحاد في المواجهات المباشرة خلال السنوات الأخيرة، حيث نجح "الزعيم" في فرض سيطرته على الكلاسيكو في أغلب المناسبات المحلية والقارية.

في المقابل، يدخل الاتحاد اللقاء بدوافع كبيرة لاستعادة الثقة بعد أن خسر أمام النصر بهدفين نظيفين في الجولة الرابعة، قبل أن يكتفي بالتعادل مع الفيحاء في الجولة الماضية، وهو ما جعله تحت ضغط جماهيري متزايد.

وتحمل المواجهة أهمية مضاعفة للمدربين، إذ يسعى إنزاغي لتأكيد بصمته الفنية في موسمه الأول مع الهلال، بينما يريد محمد حمدي أن يثبت قدرته على مقارعة الكبار وإعادة الاتحاد إلى المنافسة الحقيقية على اللقب.

ويرى المتابعون أن استعادة اليامي لعافيته تمنح الهلال أريحية كبيرة على مستوى الخيارات التكتيكية، وتعيد التوازن لخط الدفاع الذي يُعد أحد مفاتيح تفوق الفريق خلال المواسم الأخيرة في الدوري المحلي والبطولات القارية.

ومع اقتراب صافرة البداية، تتجه الأنظار نحو جدة حيث ينتظر عشاق الكرة السعودية واحدة من أكثر مباريات الموسم إثارة، في ظل التكافؤ الكبير بين الفريقين والرغبة المشتركة في تحقيق الفوز وبسط النفوذ على صدارة الدوري.