في خطوة استراتيجية تعزز مكانة المملكة في مجال التصنيع المتقدم، أعلنت الشركة السعودية للكهرباء انضمامها كمستثمر استراتيجي في شركة "نامي" الوطنية الابتكارية الصناعية، بالشراكة مع "دُسر" وشركة "3D Systems" الأمريكية الرائدة عالميًا في حلول التصنيع بالإضافة، وذلك ضمن توجه يستهدف تسريع التحول الصناعي وتعزيز قدرات الهندسة العكسية في المملكة.
إقرأ ايضاً:"حرس الحدود" يحذر البحارة.. هذا الإجراء قد ينقذ حياتك في عرض البحر!"الشركة السعودية للكهرباء" تنضم كمستثمر استراتيجي في "نامي".. خطوة قد تغير مستقبل التصنيع

تمثل هذه الخطوة دعمًا مباشرًا لرؤية "نامي" التي تأسست بهدف قيادة التحول في التصنيع الوطني عبر توطين التقنيات الحديثة، ونقل المعرفة الصناعية إلى داخل المملكة، لتصبح لاعبًا محوريًا في دعم القطاعات الحيوية بما يتماشى مع مستهدفات رؤية السعودية 2030.

منذ انطلاقها، ركزت "نامي" على تبني تقنيات الطباعة ثلاثية الأبعاد لتلبية احتياجات قطاعات الطاقة، الطيران والدفاع، السيارات، والصناعات الطبية، ساعيةً لتقديم حلول مبتكرة تدعم الصناعات المحلية وتقلل الاعتماد على الواردات الأجنبية.

وخلال الأعوام الماضية، طورت "نامي" بنية متكاملة لتصنيع المكونات المتقدمة باستخدام الطباعة بالبوليمرات والمعادن، حيث أنشأت مركزًا متخصصًا في الرياض مجهزًا بأحدث أنظمة الطباعة من شركة 3D Systems، مما أتاح لها تقديم خدمات تصنيع دقيقة لمجموعة واسعة من العملاء المحليين.

ومن بين أبرز التقنيات المستخدمة في المركز طابعات DMP Factory 500 وDMP Flex 350 Dual للمكونات المعدنية، إلى جانب SLS 380 وSLA 750 وFigure 4 لمنتجات البوليمر، وهو ما سيسهم في تطوير التعاون مع الشركة السعودية للكهرباء ومختلف القطاعات الصناعية.

تتيح هذه القدرات إنتاج مكونات عالية الأداء مثل شفرات المضخات والمراوح والمبادلات الحرارية، مع تقليل الحاجة لتخزين كميات كبيرة من قطع الغيار، بما يدعم توجه "السعودية للكهرباء" نحو رقمنة المخزون وخفض تكاليف الإمداد.

ويأتي استثمار الشركة السعودية للكهرباء في "نامي" كجزء من رؤيتها لتعزيز التحول الرقمي، وتوطين الصناعات الداعمة لقطاع الطاقة، مع رفع مرونة سلاسل الإمداد الوطنية لضمان استدامة التشغيل.

ويُنظر إلى هذه الشراكة باعتبارها خطوة تعزز الثقة في "نامي" كمحرك رئيسي لتقنيات التصنيع بالإضافة داخل المملكة، وتفتح آفاقًا جديدة للنمو في مجالات متعددة تتقاطع مع احتياجات الاقتصاد الوطني.

وأكد فيصل الطبيّب، رئيس مجلس إدارة "نامي"، أن انضمام "السعودية للكهرباء" يمثل دفعة قوية لمسيرة الشركة في دعم الثورة الصناعية الرابعة، مشيرًا إلى أن الشراكة تسهم في تحقيق التكامل بين الابتكار الرقمي والتصنيع المحلي.

وأوضح أن "نامي" تسعى من خلال هذا التعاون إلى بناء منظومة وطنية متكاملة للتصنيع الإضافي، تعمل على ربط البحث والتطبيق بالاحتياجات الفعلية للقطاعات الصناعية في المملكة.

وبعد إتمام الصفقة، تعتزم "نامي" إطلاق مبادرات لتطوير مخزون رقمي لقطع الغيار الخاصة بـ"السعودية للكهرباء"، إلى جانب إنشاء سلسلة إمداد متقدمة تغطي قطاع الطاقة والقطاعات الصناعية الأخرى.

كما تخطط الشركة لتوسيع قدراتها الإنتاجية في المملكة بما يسهم في تسريع رقمنة قطاع الصيانة والتوريد، ورفع الكفاءة التشغيلية للشركات الوطنية في مجالات الطاقة والصناعة.

وقال المهندس محمد سويدان، الرئيس التنفيذي لـ"نامي"، إن ثقة "السعودية للكهرباء" في الشركة تعكس الدور المتنامي للتصنيع الإضافي في دعم التوطين، وتعزيز مرونة سلاسل الإمداد على مستوى المملكة.

وأشار سويدان إلى أن هذا التعاون يمثل نموذجًا عمليًا للشراكة بين الكيانات الوطنية الرائدة في توطين التقنية، بما يعزز السيادة الصناعية ويخفض الاعتماد على الموردين الخارجيين.

وتأتي هذه الخطوة ضمن توجه أوسع لدعم الابتكار الصناعي، حيث تسعى "نامي" لتسريع دمج تقنيات التصنيع بالإضافة في عمليات الطاقة والأنظمة الذكية المعتمدة على البيانات والتحليل الرقمي.

كما ستسهم الشراكة في تعزيز منظومة الحوكمة داخل "نامي" من خلال تبني معايير وإجراءات الشركة السعودية للكهرباء، بما يرفع كفاءة الإدارة التشغيلية ويضمن جودة الإنتاج الصناعي.

ويُتوقع أن يؤدي الطلب المستمر من "السعودية للكهرباء" إلى تقليل المخاطر الاستثمارية في البنية التحتية للطباعة ثلاثية الأبعاد، وتحفيز الشركات المحلية على الدخول في هذا المجال الواعد.

وتفتح هذه الخطوة الباب أمام تسارع وتيرة التوطين الصناعي في المملكة، من خلال بناء منظومة إنتاج وطنية تعتمد على التكنولوجيا المتقدمة وتخدم مختلف القطاعات الاقتصادية الحيوية.

وتؤكد "نامي" التزامها بالعمل جنبًا إلى جنب مع شركائها لتوسيع قاعدة المعرفة التقنية، وتطوير منتجات مبتكرة تدعم رؤية المملكة نحو اقتصاد قائم على الابتكار والاستدامة الصناعية.