ذهب
"الأسواق العالمية" تهتز.. و"أسعار الذهب" تسجل ارتفاعًا مفاجئًا لهذا السبب الغامض!
كتب بواسطة: محمود العادل |

شهدت أسعار الذهب اليوم ارتفاعًا ملحوظًا تجاوز نسبة 1%، في تعافٍ لافت بعد جلستين متتاليتين من الخسائر، مدفوعةً بزيادة الإقبال على المعدن النفيس كملاذ آمن في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية التي تهز الأسواق العالمية.
إقرأ ايضاً:"حرس الحدود" يحذر البحارة.. هذا الإجراء قد ينقذ حياتك في عرض البحر!"الشركة السعودية للكهرباء" تنضم كمستثمر استراتيجي في "نامي".. خطوة قد تغير مستقبل التصنيع

ويأتي هذا الارتفاع في وقت يترقب فيه المستثمرون حول العالم صدور بيانات التضخم الأمريكية يوم غدٍ الجمعة، لما تمثله من مؤشرات حاسمة على مسار السياسة النقدية المقبلة لمجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، وتأثيرها المباشر على حركة أسعار الفائدة.

وسجّل الذهب في المعاملات الفورية ارتفاعًا بنسبة 1.2% ليصل إلى مستوى 4143.80 دولارًا للأوقية، بعدما كان قد لامس أدنى مستوى له في أسبوعين خلال الجلسة السابقة، وهو ما أعاد بعض الزخم الإيجابي إلى السوق.

أما العقود الآجلة الأمريكية للذهب تسليم ديسمبر فقد شهدت قفزة أكبر بنسبة 2.3% لتصل إلى 4160.50 دولارًا للأوقية، ما يعكس توقعات المستثمرين باستمرار الطلب على المعدن في المدى القريب.

ويرى محللون أن هذا الصعود يعكس حالة من الحذر في الأسواق العالمية، حيث تتجه رؤوس الأموال نحو الأصول الآمنة في مواجهة الغموض الاقتصادي والسياسي المتزايد.

كما أن حالة الترقب المرتبطة ببيانات التضخم الأمريكية تضيف مزيدًا من التوتر إلى التداولات، إذ يمكن أن تحدد ما إذا كان الفيدرالي سيبقي على أسعار الفائدة المرتفعة لفترة أطول أو يبدأ في خفضها تدريجيًا.

ويشير بعض المراقبين إلى أن الذهب لا يزال يجد دعمًا قويًا من استمرار التوترات في الشرق الأوسط وأوروبا الشرقية، إلى جانب ضعف أداء بعض العملات الرئيسية أمام الدولار.

في الوقت ذاته، ساهمت مخاوف تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي في تعزيز جاذبية الذهب كأداة للتحوط من المخاطر، خاصةً في ظل ارتفاع أسعار الطاقة والسلع الأساسية.

أما بالنسبة لبقية المعادن النفيسة، فقد شهدت تداولاتها اليوم تحركات متفاوتة تعكس تفاوت الطلب بين المستثمرين والمؤسسات الصناعية.

فقد ارتفعت أسعار الفضة في المعاملات الفورية بنسبة 1.6% لتصل إلى 49.29 دولارًا للأوقية، مدعومة بتزايد الطلب الصناعي وتفاؤل الأسواق بمشروعات الطاقة النظيفة.

كما صعد البلاتين بنسبة 1.2% مسجلًا 1640.61 دولارًا للأوقية، وسط مؤشرات على تحسن الطلب في قطاعات السيارات والمجوهرات.

في المقابل، تراجع البلاديوم بنسبة طفيفة بلغت 0.1% ليصل إلى 1457.08 دولارًا للأوقية، متأثرًا بتراجع الطلب الصناعي وتبدّل أولويات المستثمرين.

ويُعد هذا التحرك في أسعار المعادن انعكاسًا مباشرًا لتغير المزاج العام في الأسواق العالمية، التي تتأرجح بين القلق من التضخم وتوقعات التيسير النقدي.

وتشير التقديرات إلى أن استمرار تصاعد التوترات السياسية قد يدفع أسعار الذهب إلى مزيد من الارتفاع خلال الأسابيع المقبلة، مع احتمال تجاوزها مستويات قياسية جديدة.

في المقابل، يحذر محللون من أن أي مفاجأة إيجابية في بيانات التضخم الأمريكي قد تحد من هذا الزخم، عبر تعزيز توقعات خفض الفائدة بوتيرة أبطأ.

ويرى خبراء الأسواق أن الذهب يمر بمرحلة “توازن حذر”، إذ تتجاذبه قوتان متعاكستان: المخاطر الجيوسياسية التي تدعمه، وضغوط السياسة النقدية التي قد تكبحه.

ومن المتوقع أن تستمر هذه الحالة من التذبذب حتى تتضح الصورة بشأن قرارات الفيدرالي المقبلة، وما إذا كان الاقتصاد الأمريكي قادرًا على الهبوط السلس دون ركود.

وفي ظل هذا المشهد المتقلب، يوصي خبراء الاستثمار بالحذر في التعامل مع المعدن الأصفر، مع مراقبة دقيقة للمؤشرات الاقتصادية القادمة التي ستحدد مسار الأسعار.

يبقى الذهب في نهاية المطاف مرآةً لتقلبات الأسواق العالمية، ومؤشرًا على مستوى القلق السائد بين المستثمرين في أوقات الأزمات وعدم اليقين.

أحدث الأخبار
اخر الاخبار