أكد الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للغذاء والدواء الدكتور هشام بن سعد الجضعي أن المملكة تسعى بخطى واثقة لتكون في طليعة الدول التي توظف تقنيات الذكاء الاصطناعي في المجال الرقابي على الأدوية، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة تأتي ضمن توجهات رؤية السعودية 2030 التي تضع الابتكار والتحول التقني في صميم منظومتها التنموية.
إقرأ ايضاً:"حرس الحدود" يحذر البحارة.. هذا الإجراء قد ينقذ حياتك في عرض البحر!"الشركة السعودية للكهرباء" تنضم كمستثمر استراتيجي في "نامي".. خطوة قد تغير مستقبل التصنيع
وأوضح الجضعي أن الهيئة تعمل على دمج أدوات الذكاء الاصطناعي في منظوماتها الرقابية بما يعزز دقة المراقبة وجودة المنتجات الدوائية في السوق المحلي والعالمي، لافتًا إلى أن الهدف هو بناء منظومة رقابية استباقية تسهم في حماية الصحة العامة وتحسين كفاءة الإجراءات التنظيمية.
جاء ذلك خلال ترؤسه وفد المملكة المشارك في القمة السنوية لتحالف السلطات التنظيمية لائتلاف الأدوية الدولية (ICMRA 2025)، حيث مثّل الهيئة في واحدة من أبرز المنصات العالمية التي تجمع صناع القرار والمنظمين في قطاع الدواء.
وشارك الجضعي في رئاسة جلسة حوارية محورية بعنوان «الذكاء الاصطناعي في الممارسات التنظيمية.. استشراف المستقبل»، إلى جانب الرئيس التنفيذي لهيئة تنظيم الأدوية ومنتجات الرعاية الصحية البريطانية لورانس تالون، في نقاش ركّز على الاتجاهات المستقبلية للتنظيم الدوائي الذكي.
وعُقدت الجلسة في مقر وكالة الأدوية الأوروبية بمدينة أمستردام عاصمة مملكة هولندا، وسط حضور رفيع المستوى من ممثلي الهيئات الدوائية العالمية، ما أتاح منصة لتبادل التجارب الدولية في مجال حوكمة التقنيات الحديثة.
وناقشت الجلسة المبادئ التنظيمية اللازمة لضبط استخدام الذكاء الاصطناعي في الصناعة الدوائية، وأبرز التحديات التقنية والأخلاقية المرتبطة بتطبيقاته، إضافة إلى سبل بناء منظومات رقابية قادرة على اتخاذ قرارات دقيقة وسريعة.
كما تم خلال النقاش استعراض نماذج عملية لتطبيق الذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات الضخمة الخاصة بسلامة الأدوية، ودوره في تعزيز سرعة الاستجابة للمخاطر الدوائية المحتملة قبل وصولها إلى الأسواق.
وأشاد الحضور بالتجربة السعودية في تطوير منظومة رقابية رقمية متكاملة داخل الهيئة العامة للغذاء والدواء، التي أثبتت قدرتها على مواكبة التطور التقني العالمي في إدارة ملف الأدوية والمنتجات الصحية.
وأكد الجضعي أن توظيف الذكاء الاصطناعي في العمل الرقابي ليس خيارًا ترفيهيًا بل ضرورة استراتيجية لضمان جودة الدواء وتسريع الابتكار في الإجراءات التنظيمية، مشيرًا إلى أن الهيئة تركز على بناء الكفاءات الوطنية المتخصصة في هذا المجال.
وأوضح أن المملكة تشارك بفعالية في الجهود الدولية لتطوير معايير تنظيمية مشتركة لاستخدام الذكاء الاصطناعي، بما يعزز الشفافية والثقة بين الهيئات الرقابية العالمية ويسهم في توحيد الممارسات التنظيمية.
وشدد على أهمية أن تكون أنظمة الذكاء الاصطناعي خاضعة لرقابة دقيقة تضمن موثوقية المخرجات وتحافظ على سلامة البيانات الحساسة المرتبطة بالأدوية والمرضى على حد سواء.
وأشار إلى أن التعاون مع وكالات الأدوية الدولية يفتح آفاقًا واسعة أمام الهيئة للاستفادة من أفضل الممارسات العالمية، وتبادل الخبرات في مجال التحليل الرقمي وصنع القرار المبني على البيانات.
وبيّن أن المملكة تتجه لتوسيع استخدام الذكاء الاصطناعي في مراقبة سلاسل التوريد الدوائي، بهدف رصد أي تجاوزات أو مخالفات قد تؤثر على جودة المنتجات أو سلامتها في الأسواق المحلية.
كما أشار إلى أن تطبيقات الذكاء الاصطناعي تتيح مراقبة مستمرة ودقيقة لمراحل إنتاج الدواء بدءًا من المواد الخام وحتى المنتج النهائي، مما يعزز الثقة لدى المستهلكين والمستثمرين في القطاع الصحي.
وجاءت القمة التي عُقدت خلال الفترة من 21 إلى 23 أكتوبر بمشاركة عشرات الهيئات التنظيمية من مختلف دول العالم، في إطار السعي لتعزيز التعاون الدولي في بناء أنظمة رقابية أكثر تكاملًا وابتكارًا.
وتضم أجندة القمة سلسلة من الاجتماعات والجلسات التي تبحث تعزيز القدرات المؤسسية للجهات الرقابية، وتبادل البيانات والخبرات الفنية حول أحدث الابتكارات التنظيمية في قطاع الدواء.
ويُعدّ تحالف (ICMRA) منصة عالمية تجمع بين هيئات تنظيم الأدوية بهدف توحيد الجهود لمواجهة التحديات المتزايدة في مجالات سلامة الأدوية وتطوير اللوائح والأنظمة ذات العلاقة.
ويؤكد هذا الحضور السعودي النشط أن المملكة ماضية في ترسيخ مكانتها كمركز مؤثر في المشهد التنظيمي الدوائي العالمي، بما يتوافق مع أهدافها الاستراتيجية في دعم الاقتصاد المعرفي وتعزيز مكانتها كقوة تنظيمية رائدة.