شهدت محافظة القويعية حادثًا مأساويًا أعاد التذكير بخطورة الطرق الجبلية والمنعطفات غير الآمنة، حيث أدى انحراف مركبة تقل عددًا من الطالبات إلى وفاة طالبة في عمر الزهور وإصابة أربعة آخرين بإصابات متفرقة، في مشهدٍ هزّ مشاعر الأهالي.
إقرأ ايضاً:"هيئة الغذاء والدواء" تُدشّن دستور الأدوية السعودي..خطوة سعودية تغيّر موازين صناعة الدواء "نادي الهلال" يكتب فصلاً جديدًا في تاريخه.. رقم أفريقي "يتهاوى" أمام الثنائي الذهبي!
وقع الحادث ظهر الأحد على طريق بعيثران – فيضة أعبلية، وهو طريق يشهد كثافة مرورية يومية لطلاب المدارس والعاملين، إذ انحرفت مركبة من نوع "فان" كانت تقل مجموعة من الطالبات في طريق عودتهن إلى منازلهن.
وأشارت المعلومات الأولية إلى أن الحادث نتج عن فقدان السيطرة على المركبة عند أحد المنعطفات الخطرة، ما أدى إلى انقلابها واحتراقها بالكامل في مشهد مؤلم، وسط محاولات عاجلة لإنقاذ من بداخلها.
وأكدت مصادر مطلعة أن الجهات الأمنية والإسعافية هرعت فور تلقي البلاغ إلى موقع الحادث، حيث باشرت أعمال الإطفاء والإنقاذ، وتمكنت من إخماد النيران وإخراج المصابين.
ولقيت طالبة في المرحلة الابتدائية مصرعها في موقع الحادث رحمها الله، فيما تم نقل السائق وثلاثة ركاب آخرين إلى مستشفى القويعية العام لتلقي العلاج اللازم.
وأوضحت التقارير الطبية أن الإصابات تراوحت بين المتوسطة والخفيفة، فيما يخضع أحد المصابين للملاحظة نتيجة إصابة في الرأس.
وشهدت المستشفى توافد عدد كبير من الأهالي للاطمئنان على المصابين، وسط حالة من الحزن البالغ التي خيّمت على المحافظة بأكملها.
وأُديت صلاة الجنازة على الفقيدة عصر اليوم في أحد مساجد القويعية، وسط حضور كبير من الأهالي والزميلات والمعلمات اللاتي ودعنها بدموع غلب عليها الألم والدعاء.
وعبّر عدد من سكان المنطقة عن بالغ حزنهم وأسفهم للحادث، داعين الله أن يتغمد الطالبة بواسع رحمته وأن يشفي المصابين ويعين ذويهم على مصابهم.
كما أعاد الحادث طرح التساؤلات حول سلامة الطرق في القرى الجنوبية من المحافظة، خصوصًا طريق بعيثران – أعبلية المعروف بكثرة منعطفاته الحادة وضعف الإنارة عليه.
وطالب الأهالي بضرورة إعادة تأهيل الطريق وتوسيع حاراته ووضع لوحات تحذيرية إضافية، للحد من تكرار الحوادث التي تحصد الأرواح بين الحين والآخر.
وأشار عدد من المواطنين إلى أن الطريق يشهد مرور مركبات نقل مدرسي يوميًا، ما يجعل من تحسينه ضرورة ملحّة وليست خيارًا ثانويًا.
كما دعا بعض أولياء الأمور إلى دراسة بدائل أكثر أمانًا لمسارات النقل المدرسي، خصوصًا في المناطق ذات التضاريس الوعرة والمنعطفات الجبلية.
من جانبها، فتحت الجهات المرورية تحقيقًا في أسباب الحادث لتحديد العوامل التي أدت إلى فقدان السيطرة على المركبة، والتأكد من مدى التزام السائق بأنظمة السلامة.
وأوضح مصدر مروري أن التحقيقات ستشمل فحص المركبة ومراجعة تقارير الصيانة والالتزام بإجراءات السلامة، خاصة فيما يتعلق بنقل الطلاب.
وأكد المصدر ذاته أن نتائج التحقيق ستسهم في تعزيز الجهود الرامية لتقليل حوادث النقل المدرسي ووضع حلول عاجلة للطرق عالية الخطورة.
ويأتي هذا الحادث ضمن سلسلة من الحوادث التي شهدتها بعض المحافظات مؤخرًا، ما يعزز الحاجة لتكامل الجهود بين المرور والتعليم والنقل لحماية الطلاب.
ويأمل أهالي القويعية أن تكون هذه الحادثة المؤلمة نقطة تحول في تحسين البنية التحتية للطرق الداخلية وتأمينها بما يضمن سلامة الجميع.