في خطوة تعكس التوجه السعودي المتسارع نحو ريادة الذكاء الاصطناعي عالميًا، أعلن صندوق الاستثمارات العامة وأرامكو السعودية عن توقيع مذكرة أحكام غير ملزمة، تمهد الطريق لاستحواذ أرامكو على حصة أقلية مؤثرة في شركة "هيوماين"، إحدى الشركات التابعة للصندوق والمتخصصة في تطوير قدرات الذكاء الاصطناعي الشاملة.
إقرأ ايضاً:"صندوق الاستثمارات العامة" يوقّع "اتفاقاً ضخماً" مع جهة بريطانية.. الرقم تجاوز كل التوقعات"الهيئة الملكية للعُلا" تكشف عن مشروع غير مسبوق.. مطاعم عالمية في قلب الصحراء!
وتأتي هذه المذكرة لتضع إطارًا استراتيجيًا للتعاون بين عملاقي الاستثمار والطاقة في المملكة، بما يضمن توظيف القدرات المشتركة في بناء منظومة ذكاء اصطناعي متقدمة تواكب الطموحات الوطنية المتماشية مع رؤية 2030.
ووفقًا للمذكرة، سيعمل الطرفان على دعم "هيوماين" بالأصول والخبرات والإمكانات التقنية، مع احتفاظ الصندوق بالأغلبية، لضمان نمو الشركة بشكل متسارع وتعزيز قيمتها في الأسواق العالمية.
ويمثل هذا التعاون خطوة مهمة في مسار المملكة نحو التحول إلى مركز عالمي لتقنيات البيانات والذكاء الاصطناعي، عبر جذب الاستثمارات النوعية وتحفيز الابتكار المحلي في واحد من أكثر القطاعات نموًا في العالم.
وأكد يزيد بن عبدالرحمن الحميّد، نائب محافظ صندوق الاستثمارات العامة، أن توحيد أصول الذكاء الاصطناعي بين الصندوق وأرامكو تحت مظلة "هيوماين" سيُعزز الابتكار المحلي ويرفع من تنافسية المملكة في الأسواق العالمية.
وأضاف أن هذا الدمج سيسهم في تسريع وتيرة الاستثمار في التقنيات المستقبلية، وتوسيع قاعدة الملكية الفكرية السعودية في مجالات الذكاء الاصطناعي المتقدمة.
كما أشار الحميّد إلى أن المبادرة تتماشى مع إستراتيجية الصندوق في دعم القطاعات الحيوية وتوطين التقنيات الحديثة، بما يسهم في تعزيز الاقتصاد الرقمي وتحقيق الاستدامة الاقتصادية.
من جهته، أوضح المهندس أمين بن حسن الناصر، رئيس أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين، أن دخول الشركة في "هيوماين" يمثل امتدادًا لجهود أرامكو في تبني الحلول التقنية لتعزيز كفاءة أعمالها على المستويين المحلي والعالمي.
وبيّن الناصر أن هذه الشراكة ستتيح لأرامكو استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي المتقدمة في إدارة الانبعاثات ورفع كفاءة الإنتاج، بما يتوافق مع التوجهات العالمية نحو الطاقة المستدامة.
وأشار إلى أن البنية التحتية التي تمتلكها "هيوماين" ستدعم التحول الرقمي في قطاعات الطاقة والصناعة، وتفتح المجال أمام حلول مبتكرة تخدم أهداف الاستدامة.
وأوضح الصندوق أن مذكرة الأحكام تمثل خطوة أولى في سلسلة من الإجراءات المستقبلية التي تشمل توقيع اتفاقيات ملزمة والحصول على الموافقات التنظيمية اللازمة لإتمام الصفقة.
وتنسجم هذه الخطوة مع رؤية الصندوق الهادفة إلى دعم الابتكار وتوطين المعرفة، عبر تأسيس شركات قادرة على منافسة كبرى الكيانات العالمية في مجالات التقنية الحديثة.
يُذكر أن "هيوماين" أُطلقت في مايو 2025 كمبادرة سعودية طموحة لبناء قدرات الذكاء الاصطناعي الشامل من خلال مراكز بيانات متقدمة وبنية تحتية فائقة الأداء.
وتضم الشركة فريقًا من الخبراء المتخصصين في تطوير نماذج لغوية متعددة الوسائط، من بينها أحد أقوى نماذج اللغة العربية في العالم، ما يجعلها لاعبًا محوريًا في سوق التقنية الإقليمية.
كما توفر "هيوماين" حلولًا تقنية مبتكرة تدعم قطاعات متنوعة مثل الطاقة، التعليم، والرعاية الصحية، ما يعزز من قيمة استثمارات الصندوق في الاقتصاد المعرفي.
وفي إطار التطوير المستمر، انتقلت الشركة السعودية للذكاء الاصطناعي (سكاي) المملوكة للصندوق مؤخرًا إلى "هيوماين"، لتصبح جزءًا من منظومتها التقنية المتنامية.
وتُسهم هذه الخطوة في توحيد الجهود الوطنية لبناء نظام متكامل للذكاء الاصطناعي، يجمع بين البحث والتطوير والتطبيقات التجارية تحت مظلة واحدة.
وبذلك تؤكد المملكة من خلال هذا التعاون بين الصندوق وأرامكو، التزامها بتحقيق موقع قيادي عالمي في الاقتصاد الرقمي والتقنيات المستقبلية.
ومع استمرار المملكة في الاستثمار في البنية التحتية الرقمية وتعزيز الشراكات الإستراتيجية، تواصل السعودية ترسيخ مكانتها كمركز عالمي لتقنيات الذكاء الاصطناعي والابتكار.