أطلقت المملكة العربية السعودية كيانًا استثماريًا جديدًا تحت اسم "إكساب السعودية"، خلال فعاليات مبادرة مستقبل الاستثمار 2025 في الرياض، في خطوة تعكس توجهًا وطنيًا نحو إعادة تعريف مفهوم الاستثمار العالمي ليجمع بين الجدوى الاقتصادية والأثر التنموي العابر للحدود.
إقرأ ايضاً:بعد الفوز على "النصر".. "كونسيساو" يطالب نجوم "الاتحاد" بخطوة غير متوقعة!"رئيس الغذاء والدواء" يعلن عن مشروع ذكي يغيّر قواعد إدارة الأدوية في المملكة!
يأتي هذا الإطلاق بتوجيه من القيادة الرشيدة، تأكيدًا على التزام المملكة بمواصلة دعم الاقتصاد العالمي وتعزيز مبادئ الشمولية والاستدامة، بما يتماشى مع مستهدفات رؤية السعودية 2030 الهادفة إلى بناء اقتصاد متنوع ومؤثر على الساحة الدولية.
تحمل "إكساب السعودية" شعارها الرسمي "نستثمر في مستقبل مشترك"، وهو شعار يعكس رؤيتها العميقة في الجمع بين تحقيق العوائد المستدامة وإحداث أثر اجتماعي واقتصادي إيجابي في المجتمعات المستفيدة من استثماراتها حول العالم.
وقد جاء تأسيس الكيان الجديد في وقت يشهد فيه الاقتصاد العالمي تحولات هيكلية متسارعة، حيث تسعى فيه المؤسسات الاستثمارية إلى تحقيق توازن بين النمو المالي والمسؤولية الاجتماعية، وهو ما تسعى إليه "إكساب" من خلال نموذجها المبتكر في إدارة رأس المال.
وخلال حفل الإطلاق، استعرض الرئيس التنفيذي الأستاذ يزيد اليحيى الخطوط العريضة للرؤية الاستراتيجية للشركة، مشيرًا إلى أن "إكساب السعودية" ستتبنى نهجًا مرنًا ومتقبلًا للمخاطر، بما يتيح استثمار رأس المال بكفاءة في الأسواق الناشئة والواعدة.
وأوضح اليحيى أن الشركة ستعمل على إقامة شراكات استراتيجية طويلة الأمد مع كيانات اقتصادية محلية ودولية، بهدف تعزيز القدرات الإنتاجية في تلك الأسواق، وتوليد فرص استثمارية تسهم في خلق نمو شامل ومستدام.
كما أشار إلى أن "إكساب" ستعتمد على منهجية قائمة على التحليل العميق للمخاطر والعوائد، لضمان توجيه الاستثمارات نحو القطاعات الأكثر تأثيرًا في التنمية البشرية والاقتصادية.
ويُتوقع أن تسهم الشركة في دعم التحولات الاقتصادية الكبرى التي يشهدها العالم، خاصة في مجالات التكنولوجيا والطاقة المتجددة والبنية التحتية، من خلال مشاريع نوعية ذات بعد استراتيجي عالمي.
وأكدت "إكساب السعودية" خلال مشاركتها في مبادرة مستقبل الاستثمار على التزامها بتعزيز الحضور السعودي في المشهد المالي الدولي، عبر مبادرات تدمج بين الابتكار والاستدامة والمسؤولية.
وترى الشركة أن دورها لا يقتصر على ضخ رأس المال فقط، بل يمتد إلى بناء منظومات اقتصادية متكاملة ترفع من كفاءة الأسواق وتدعم تمكين الأفراد والمجتمعات في مختلف الدول.
وتسعى "إكساب" لأن تكون شريكًا موثوقًا للحكومات والقطاع الخاص على حد سواء، من خلال طرح حلول تمويلية واستثمارية متطورة تعزز النمو بعيد المدى وتدعم التحول الاقتصادي العالمي.
ويؤكد نهج الشركة الجديد على رؤية المملكة في أن تكون الرياض مركزًا عالميًا لرأس المال الاستثماري المسؤول، ومختبرًا للأفكار الاقتصادية الحديثة التي توازن بين الربحية والأثر الإنساني.
كما يمثل تأسيس الكيان ترجمة عملية للتوجه السعودي نحو الاستثمار كوسيلة للتأثير الإيجابي، وليس مجرد غاية مالية، وهو ما يضع "إكساب" في موقع ريادي بين مؤسسات الاستثمار الدولية.
ومن المتوقع أن يكون للشركة حضور واسع في الأسواق الإقليمية والعالمية، عبر مشاريع تتنوع بين البنية التحتية المستدامة والتقنيات الحديثة وتمويل الابتكار وريادة الأعمال.
ويأتي إطلاق "إكساب السعودية" في وقت تعمل فيه المملكة على توسيع نفوذها الاقتصادي الخارجي، من خلال مؤسسات استثمارية كبرى تسعى لتكريس مفهوم التنمية الشاملة العابرة للحدود.
كما يعزز الكيان الجديد من مكانة السعودية كدولة رائدة في توظيف رأس المال بشكل يوازن بين المكاسب المالية والمسؤولية الاجتماعية، بما يدعم سمعة المملكة كمحرك أساسي للنمو العالمي.
وتطمح "إكساب" لأن تكون منصة استثمارية رائدة تواكب التغيرات الاقتصادية وتستجيب للتحديات المستقبلية بمرونة وابتكار، مع المحافظة على قيم الشفافية والانضباط المالي.
واختتمت الشركة مشاركتها بالتأكيد على أن انطلاقتها تمثل بداية فصل جديد في مسيرة الاستثمار السعودي العالمي، حيث يتلاقى الطموح الوطني مع الرؤية الكونية لبناء مستقبل اقتصادي مشترك ومستدام.
