شهدت محافظة أحد رفيدة حادثًا مأساويًا، إذ لقي مواطن مصرعه بعد سقوطه من أحد المنحدرات الوعرة في جبل الخنصر الواقع جنوب مركز الحبلة، وذلك أثناء ممارسته رياضة الهايكنج التي تشهد إقبالًا متزايدًا من عشاق المغامرات الجبلية في المنطقة.
 إقرأ ايضاً:"طبي جدة" يوجه "تحذيراً صحياً".. التغذية العلاجية التي قد تغيّر مستقبلك الصحي!"ewpartners" تكشف عن صفقة ضخمة.. 80 مليون دولار لتوطين الصناعات ... إليكم التفاصيل!
بدأت فصول الحادث حين كان المواطن يمارس هوايته المفضلة في تسلق المسارات الجبلية الوعرة، قبل أن يفقد توازنه ويسقط من ارتفاع شاهق، ما أدى إلى وفاته في موقع الحادث رغم الجهود السريعة التي بُذلت لإنقاذه.
وفور تلقي غرفة العمليات البلاغ من شهود عيان، تحركت الجهات الأمنية والإسعافية في محافظة أحد رفيدة إلى الموقع بسرعة، مدعومة بفرق الإنقاذ المتخصصة والمجهزة بأدوات البحث في التضاريس الجبلية الصعبة.
واجهت الفرق الميدانية أثناء عمليات البحث تحديات كبيرة بسبب وعورة الجبل وكثافة الصخور، مما تطلب استخدام معدات تسلق وحبال خاصة للوصول إلى موقع السقوط الذي يصعب بلوغه بالمركبات.
عملت فرق الدفاع المدني بالتعاون مع فرق الإسعاف على تمشيط المنطقة باستخدام أجهزة تحديد المواقع، مع الاستعانة بطائرات الدرون لتحديد موقع الضحية بدقة وسط المنحدرات الحادة.
استمرت عمليات الإنقاذ لساعات طويلة امتدت حتى ساعات الصباح الأولى من يوم الخميس، وسط ظروف مناخية متقلبة وضباب كثيف غطى قمم الجبل وأعاق الرؤية.
بعد جهود مضنية تمكنت الفرق الميدانية أخيرًا من الوصول إلى الجثمان وانتشاله بحذر، ليتم نقله إلى المستشفى العام بمحافظة أحد رفيدة لاستكمال الإجراءات النظامية اللازمة.
أعربت الجهات المختصة عن حزنها العميق للحادث، مؤكدة في الوقت ذاته أهمية اتباع تعليمات السلامة أثناء ممارسة رياضة الهايكنج التي تتطلب استعدادًا بدنيًا ومعدات متخصصة وخبرة في التعامل مع التضاريس الجبلية.
وشددت على ضرورة التنسيق المسبق مع الجهات المعنية قبل الانطلاق في الرحلات الجبلية، خاصة في المناطق الوعرة التي تكثر فيها المنحدرات والانزلاقات الصخرية.
وتُعد منطقة الحبلة وجبال أحد رفيدة من الوجهات الطبيعية التي تجذب المغامرين، لما تمتاز به من مناظر خلابة ومرتفعات شاهقة، غير أن المخاطر تظل قائمة في حال تجاهل إجراءات السلامة.
وأشارت مصادر ميدانية إلى أن المواطن كان يمارس الرياضة بمفرده دون مرافقة مجموعة أو دليل متخصص، ما صعّب عملية تحديد موقعه بعد السقوط وأطال زمن البحث.
وأكدت تقارير الإنقاذ أن هذه الحوادث ليست الأولى من نوعها في المنطقة، إذ سبق أن سجلت وقائع مشابهة بسبب المغامرة في مسارات غير مؤهلة أو عدم توفر أدوات الأمان.
تعمل الجهات الأمنية في عسير حاليًا على استكمال التحقيقات لمعرفة تفاصيل الحادث بدقة، والتأكد من عدم وجود أي شبهة جنائية أو عوامل خارجية ساهمت في السقوط.
من جانبهم، دعا سكان المنطقة إلى تعزيز التوعية بمخاطر التسلق الفردي وتكثيف الرقابة على المواقع الجبلية التي يرتادها الهواة دون تراخيص أو تجهيزات مناسبة.
كما طالب المهتمون بالرياضات الجبلية بإنشاء مسارات آمنة ومحددة للهايكنج مزودة بعلامات إرشادية ونقاط إسعاف طارئة في المناطق الوعرة.
ويؤكد هذا الحادث الحاجة إلى تعاون أكبر بين الجهات السياحية والأمنية لتأمين مواقع المغامرات الطبيعية بما يتوافق مع خطط تطوير السياحة الداخلية في عسير.
وتعكس الحادثة أهمية تعزيز ثقافة السلامة الجبلية بين الشباب الذين يقبلون على هذه الرياضة بحثًا عن التحدي والاستكشاف، دون إدراك كافٍ لمخاطر الطبيعة الجبلية.
رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته، وألهم ذويه الصبر والسلوان، فيما تبقى الحادثة تذكيرًا مؤلمًا بضرورة التزام الحذر عند خوض مغامرات الطبيعة.
 
                 
                             
                             
                             
                             
                            