تحركت فرق الجوالين التابعة للمركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية بسرعة اليوم السبت، بعد تلقي بلاغ عن مركبة علقت في الرمال داخل محمية نفوذ العريق، وهي واحدة من المحميات الطبيعية ذات التضاريس الصعبة والكثبان العالية التي تتطلب خبرة ميدانية للتعامل معها.
إقرأ ايضاً:"دوري روشن السعودي" يشتعل بعد الجولة السابعة.. مفاجأة في سباق الهدافين ورونالدو يترقب الان"الطرد القاتل" يضرب الاتحاد في ديربي جدة.. غياب قلب الوسط الدفاعي يجرب المدرب على تغييرات
تمكنت الفرق من تحديد موقع المركبة عبر تتبع آثارها في الصحراء، وهو إجراء دقيق يعتمد على تقنيات ميدانية متقدمة إلى جانب الخبرة البشرية في قراءة مسارات الإطارات واتجاهها، ما ساهم في تسريع عملية الوصول إلى الشابين المحاصرين.
وأوضح المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية أن البلاغ ورد صباح اليوم، مشيرًا إلى أن طاقم الإنقاذ الميداني تعامل مع الحالة فورًا لضمان سلامة الشابين اللذين دخلا منطقة وعرة يصعب الخروج منها دون دعم متخصص.
تبيّن أن المركبة علقت في منطقة كثبان متحركة، وهي من أكثر المناطق خطورة في المحمية نظرًا لتغير شكل الرمال باستمرار، ما يجعل التحرك فيها أمرًا محفوفًا بالمخاطر حتى للمركبات المجهزة بالدفع الرباعي.
وأكد المركز أن عملية الإنقاذ تمت بنجاح ودون أي إصابات، إذ جرى إخراج المركبة وتأمين الشابين بعد ساعات من العمل المتواصل وسط ظروف مناخية قاسية تتسم بحرارة مرتفعة ورياح خفيفة أثرت على الرؤية الميدانية.
أشار البيان إلى أن المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية يعتمد منظومة مراقبة متكاملة داخل المحميات، تشمل فرقًا ميدانية مزودة بأجهزة تحديد المواقع والاتصال اللاسلكي، ما يسمح بالتعامل السريع مع الحالات الطارئة.
وتعد محمية نفوذ العريق من أبرز المحميات البرية في المملكة، وتقع شمال منطقة القصيم، وتتميز بتنوعها البيئي وثرائها بالحياة الفطرية التي تتطلب إجراءات صارمة للحفاظ عليها.
وشدد المركز على أهمية التزام الزوار بالتعليمات الخاصة بدخول المحميات، مؤكدًا أن التنقل في المناطق الوعرة دون تنسيق مسبق يعرض الأرواح للخطر ويعرقل جهود الحفاظ على النظام البيئي.
تأتي هذه الواقعة لتعيد التذكير بخطورة المغامرات غير المحسوبة داخل المناطق الطبيعية، حيث تتسبب الرمال الناعمة في كثير من الحوادث المشابهة سنويًا، خاصة خلال مواسم التخييم والرحلات البرية.
وأشاد المركز بجهود الجوالين الذين أثبتوا كفاءة عالية في تنفيذ عمليات البحث والإنقاذ، مؤكدًا أنهم يمثلون خط الدفاع الأول لحماية الأرواح والطبيعة في آنٍ واحد.
كما دعا المركز جميع مرتادي المناطق البرية إلى تجهيز مركباتهم بالمعدات اللازمة للطوارئ، مثل أجهزة تحديد المواقع ووسائل الاتصال الاحتياطية، لضمان سرعة الاستجابة في حال التعرض لأي طارئ.
ويعمل المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية ضمن رؤية المملكة 2030 على تعزيز الوعي البيئي وتشجيع السياحة المستدامة، من خلال تطوير المحميات وتحسين بنيتها التحتية بما يحقق التوازن بين الترفيه والحفاظ على البيئة.
وأوضحت الإدارة أن التنسيق مع الجهات الأمنية والدفاع المدني جزء أساسي من منظومة السلامة داخل المحميات، حيث يتم تبادل المعلومات فورًا عند ورود أي بلاغ طارئ.
ولفتت إلى أن معظم حالات التعثر في الرمال تنتج عن التوغل العشوائي في مناطق غير مخصصة للزوار، وهو ما تعمل الجهات المختصة على الحد منه عبر تكثيف الحملات التوعوية والعلامات الإرشادية.
من جانب آخر، أشارت تقارير بيئية إلى أن محمية نفوذ العريق تُعد موئلًا مهمًا لأنواع نادرة من الكائنات الصحراوية، ما يجعل الحفاظ عليها مسؤولية وطنية تتشارك فيها الجهات الحكومية والمجتمع المحلي.
ويذكر أن المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية نفذ خلال الأشهر الماضية عدة عمليات مشابهة، شملت إنقاذ مركبات وأشخاص تائهين في محميات مختلفة، ما يعكس جاهزية الفرق الميدانية العالية.
وفي ختام بيانه، عبّر المركز عن امتنانه للمواطنين الذين يلتزمون بالإبلاغ الفوري عن أي حوادث أو مخالفات داخل المحميات، مؤكدًا أن هذا التعاون يسهم في تعزيز الأمن البيئي والمحافظة على موارد الوطن الطبيعية.
وتبقى تجربة اليوم شاهدًا جديدًا على كفاءة أجهزة الإنقاذ السعودية في التعامل مع الحوادث الميدانية في أصعب الظروف، بما يعكس التزام المملكة بحماية الإنسان والبيئة ضمن إطارها التنموي الشامل.