استثمار
"الخبير المالي" يوجّه نصيحة ذهبية.. لا تبدأ استثمارك قبل أن تعرف هذه القاعدة!
كتب بواسطة: سلوى سعيد |

أكد الدكتور أيمن الحسن، المهتم بنشر الثقافة المالية، أن الخطوة الأولى نحو استثمار ناجح تبدأ من مبدأ بسيط لكنه جوهري، وهو أن الاستثمار لا يجب أن يكون بأموال مقترضة، بل بالفائض من الدخل الشخصي أو المؤسسي فقط.
إقرأ ايضاً:رابطة الدوري السعودي للمحترفين تكشف عن خطوة استراتيجية لتطوير صحة لاعبي كرة القدم.. تفاصيلالالتزام البيئي يطلق مرحلة جديدة من التعاون مع العُلا.. بنود الاتفاقية تكشف توجه غير مسبوق

وأوضح الحسن خلال مداخلة تلفزيونية في برنامج «يا هلا» على قناة روتانا خليجية، أن اللجوء إلى القروض بهدف الاستثمار يعد مغامرة مالية غير محسوبة، مشيرًا إلى أن ما يسمى بـ«الرافعة المالية» قد تضاعف الأرباح في بعض الحالات، لكنها أيضًا تضاعف حجم المخاطرة.

وبيّن أن الاعتماد على الأموال المقترضة يضع المستثمر أمام التزامات ثابتة تجاه البنك، في حين أن العائد الاستثماري قد لا يكون مضمونًا أو ثابتًا بنفس القدر، وهو ما يجعل الموقف المالي هشًا أمام أي تقلبات في السوق.

وأضاف أن التجارب العملية أثبتت أن الأسواق لا تسير دائمًا في الاتجاه المتوقع، فالتقلبات المفاجئة قد تتسبب في خسائر غير متوقعة، خاصة عندما تكون الأموال المستثمرة ليست ملكًا للمستثمر.

وأشار إلى أن المشكلة الكبرى تظهر عندما يحين موعد السداد، إذ يطالب البنك بحقوقه بغض النظر عن وضع المشروع أو الأرباح المحققة، مما قد يؤدي إلى تراكم الديون والإفلاس.

وأوضح أن الاستثمار بالفائض المالي يمنح المستثمر حرية القرار دون ضغوط زمنية أو التزامات قهرية، ويتيح له القدرة على انتظار العائد المناسب دون الخوف من المطالبات البنكية.

وأكد أن من يملك فائضًا ماليًا حقيقيًا يمكنه تحمل بعض الخسائر المؤقتة، بينما المستثمر الذي يعتمد على القروض لا يمتلك هذه المساحة من الأمان المالي.

وأضاف أن الحكمة المالية تكمن في معرفة الحدود بين الطموح والمغامرة، وبين التوسع المدروس والمخاطرة المفرطة، لأن الاستثمار في جوهره لعبة توازن دقيقة بين العائد والمخاطر.

وأشار إلى أن كثيرًا من الشركات انهارت لأنها لم تفصل بين التمويل الاستثماري الذاتي والتمويل القائم على الديون، مما جعلها عاجزة عن مواجهة الأزمات.

وبيّن أن الإدارة السليمة للمال تبدأ من تحديد أولويات الإنفاق، ثم توجيه الفائض نحو استثمارات مدروسة تحقق نموًا مستدامًا على المدى الطويل.

كما شدد على أهمية بناء ثقافة مالية لدى الأفراد والأسر لفهم الفرق بين «الادخار» و«الاستثمار»، وبين «التمويل الذكي» و«الديون الاستهلاكية».

وأوضح أن الاستثمار ليس مجرد مضاربة أو سعي سريع للربح، بل هو عملية طويلة الأمد تحتاج إلى وعي وإدارة للمخاطر وتقدير للتقلبات الاقتصادية.

وأضاف أن القروض يجب أن تُستخدم في حالات محددة فقط، مثل التوسع في مشروع قائم يحقق أرباحًا ثابتة، وليس في مشاريع ناشئة غير مضمونة النتائج.

وأكد أن السوق السعودي يشهد فرصًا واعدة في قطاعات متنوعة، لكن النجاح فيها مرهون بقدرة المستثمر على التخطيط السليم واختيار الوقت والمجال المناسب.

وأشار إلى أن رؤية المملكة 2030 فتحت أبوابًا للاستثمار الآمن والمنظم عبر مبادرات وبرامج اقتصادية تدعم الأفراد والمؤسسات.

وأضاف أن الشفافية في التعامل المالي والتقارير الدقيقة من أهم أدوات السيطرة على المخاطر وتفادي القرارات العاطفية في الاستثمار.

واختتم الحسن حديثه بالتأكيد على أن الاستثمار الحقيقي يبدأ من الوعي، لا من المال فقط، فالمستثمر الناجح هو من يعرف متى يستثمر ومتى يتوقف.

ودعا إلى نشر الوعي المالي بين فئات المجتمع كافة لبناء جيل يدرك قيمة الإدارة المالية الرشيدة ويبتعد عن فخ القروض الاستثمارية.

أحدث الأخبار
اخر الاخبار