أكد وكيل وزارة الصحة للصحة السكانية الدكتور عبدالله عسيري، أن المملكة تشهد هذا العام بداية مبكرة لموسم الإصابات بالإنفلونزا الموسمية مقارنة بالعام الماضي، مشيرًا إلى أن هذا الارتفاع المبكر يدعو إلى رفع مستوى الحذر والاهتمام بالوقاية.
إقرأ ايضاً:راحة مؤقتة تكلف حياتك.. تحذير عاجل من طقطقة الرقبة العنيفة التي تضغط على الشرايين الحساسة"أمن سيبراني" لـ 200 موظف وموظفة في عسير.. التدريب التقني والمهني يطلق مبادرة جديدة
وأوضح عسيري، خلال مداخلة له في برنامج "يا هلا" على قناة روتانا خليجية، أن النمط السائد من الفيروس هذا الموسم يختلف في شدته عن المعتاد، إذ يتسبب بارتفاع واضح في درجات الحرارة وآلام المفاصل والعضلات بصورة تفوق ما كان يُسجّل في المواسم السابقة.
وأشار إلى أن هذه السلالة النشطة من الفيروس تُعد من أكثر الأنواع انتشارًا في نصف الكرة الشمالي خلال الفترة الحالية، ما يفسر الزيادة الملحوظة في الحالات مبكرًا مع بداية فصل الخريف.
وبيّن عسيري أن وزارة الصحة تتابع عن كثب تطورات الوضع الوبائي داخل المملكة، وتعمل على رصد الأنماط الفيروسية بدقة من خلال المختبرات المرجعية الوطنية لضمان سرعة الكشف والاستجابة.
وأضاف أن الوزارة اعتمدت خططًا وقائية وتوعوية موجهة إلى الفئات الأكثر عرضة للإصابة، خصوصًا كبار السن، والأطفال، والمصابين بالأمراض المزمنة، لضمان تقليل مضاعفات الإنفلونزا الموسمية.
وشدد وكيل الوزارة على أن جميع السلالات المنتشرة حاليًا مشمولة بالكامل بلقاح الإنفلونزا الموسمية المعتمد في المملكة، ما يجعل التطعيم الوسيلة الأنجع للحماية من العدوى وتقليل حدة الأعراض.
ودعا عسيري المواطنين والمقيمين إلى المبادرة بالحصول على اللقاح من مراكز الرعاية الصحية الأولية المنتشرة في مختلف المناطق، لاسيما قبل حلول ذروة الموسم المتوقع خلال الأسابيع المقبلة.
وأشار إلى أن المملكة توفر اللقاحات مجانًا لجميع الفئات المستهدفة، وذلك ضمن جهودها المستمرة لتعزيز الصحة العامة والوقاية من الأمراض الموسمية المعدية.
ولفت إلى أن التجارب أثبتت أن التطعيم السنوي ضد الإنفلونزا يقلل بشكل كبير من احتمالية دخول المستشفيات، ويحد من انتشار الفيروس في التجمعات السكانية والمدارس ومواقع العمل.
وأوضح أن بعض الأشخاص يستهينون بأعراض الإنفلونزا ويخلطون بينها وبين نزلات البرد العادية، إلا أن الفيروس الموسمي يسبب في كثير من الأحيان مضاعفات قد تصل إلى الالتهاب الرئوي لدى الفئات الهشة.
وأكد أن الوزارة تواصل حملاتها التوعوية عبر وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي لتصحيح المفاهيم الخاطئة حول اللقاح وتشجيع المجتمع على التطعيم.
كما نوّه إلى أهمية الالتزام بالإجراءات الوقائية الأخرى، مثل غسل اليدين بانتظام، وتغطية الفم والأنف عند السعال أو العطس، وتجنب مخالطة المصابين.
وبيّن أن الإنفلونزا الموسمية ليست مجرد وعكة عابرة كما يعتقد البعض، بل قد تكون سببًا في مضاعفات خطيرة لدى من يعانون ضعف المناعة أو أمراض القلب والرئة.
وأوضح أن اللقاحات المستخدمة في المملكة معتمدة من هيئات عالمية، وتخضع لرقابة صارمة من الهيئة العامة للغذاء والدواء لضمان فعاليتها وسلامتها.
وأشار إلى أن التعاون بين وزارة الصحة والجهات التعليمية والجهات الحكومية الأخرى يهدف إلى تسهيل وصول اللقاح لجميع الفئات المستهدفة بسهولة وسرعة.
وقال إن الوزارة تعمل أيضًا على تعزيز جاهزية المستشفيات والمراكز الصحية للتعامل مع أي ارتفاع محتمل في الحالات خلال ذروة الموسم الشتوي.
واختتم عسيري حديثه بالتأكيد على أن الوقاية مسؤولية مشتركة، وأن الوعي المجتمعي هو السلاح الأقوى للحد من انتشار الأمراض المعدية الموسمية.
ودعا الجميع إلى التعامل بجدية مع أعراض الإنفلونزا وعدم التردد في مراجعة الطبيب عند الشعور بالحمى أو الإرهاق الشديد لضمان التشخيص والعلاج المبكر.