أكد وكيل وزارة الصحة للصحة السكانية الدكتور عبدالله عسيري، على أهمية الحصول على لقاح الإنفلونزا الموسمية حتى للأشخاص الذين أُصيبوا بها مؤخرًا، موضحًا أن تعدد السلالات المنتشرة هذا الموسم يجعل الوقاية ضرورية أكثر من أي وقت مضى.
إقرأ ايضاً:راحة مؤقتة تكلف حياتك.. تحذير عاجل من طقطقة الرقبة العنيفة التي تضغط على الشرايين الحساسة"أمن سيبراني" لـ 200 موظف وموظفة في عسير.. التدريب التقني والمهني يطلق مبادرة جديدة
وأوضح عسيري في مداخلة تلفزيونية ببرنامج «يا هلا» على قناة روتانا خليجية، أن الإصابة السابقة بالإنفلونزا لا تمنح مناعة شاملة، لأن الإنسان عادة ما يُصاب بإحدى سلالات الفيروس فقط، بينما تبقى هناك ثلاث سلالات أخرى يمكن أن تُصيبه لاحقًا في الموسم ذاته.
وبيّن أن اللقاح المتوفر في المملكة هذا العام صُمم ليغطي أربع سلالات مختلفة من فيروس الإنفلونزا، ما يجعله وسيلة فعالة لتقليل خطر العدوى أو مضاعفاتها المحتملة خاصة للفئات الأكثر عرضة مثل كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة.
وأشار إلى أن إحدى هذه السلالات الأربع هي السائدة حاليًا في المملكة، لكن من الممكن أن تتغير خلال الأسابيع أو الأشهر المقبلة، وهو ما يستدعي التحصين المسبق لتجنب انتشار السلالات الجديدة بشكل مفاجئ.
وأضاف أن هذا التنوع في الفيروسات يجعل من الصعب التنبؤ بنمط السلالة المهيمنة طوال الموسم، ما يبرز أهمية اللقاح الذي صُمم بطريقة تغطي الاحتمالات المختلفة للانتشار الفيروسي.
ولفت إلى أن اللقاحات الحديثة يتم تحديثها سنويًا بناءً على توصيات منظمة الصحة العالمية بعد متابعة دقيقة لأنماط انتشار الإنفلونزا عالميًا، وهو ما يضمن أقصى درجات الفعالية الممكنة.
كما دعا المواطنين والمقيمين إلى المسارعة في الحصول على اللقاح من مراكز الرعاية الصحية المنتشرة في مختلف مناطق المملكة، مشددًا على أن الوقاية أفضل وسيلة لمواجهة موجات الإنفلونزا المتكررة.
وأكد أن وزارة الصحة تتابع باهتمام حركة الفيروسات الموسمية داخل المملكة وخارجها، وتعمل على تحديث استراتيجياتها الوقائية بما يتناسب مع المستجدات الوبائية.
وأوضح أن الحصول على اللقاح لا يمنع فقط الإصابة بالمرض، بل يقلل كذلك من شدة الأعراض وفترة التعافي، ما ينعكس إيجابًا على النظام الصحي ككل.
وأضاف أن المواطنين الذين تلقوا اللقاح العام الماضي عليهم أيضًا التطعيم هذا الموسم، لأن الفيروسات تتغير سنويًا مما يجعل اللقاح السابق غير كافٍ للحماية من السلالات الجديدة.
وأشار إلى أن المملكة تشهد في الوقت الحالي نشاطًا متزايدًا في الإصابات التنفسية، بعضها ناتج عن فيروسات الإنفلونزا وبعضها الآخر عن فيروسات تنفسية مختلفة مثل RSV.
وبيّن أن موسم الشتاء عادة ما يشهد ارتفاعًا في معدلات انتشار العدوى، مما يجعل التطعيم في هذه الفترة خطوة استباقية لحماية الصحة العامة.
وأكد أن وزارة الصحة توفر اللقاح بشكل مجاني لجميع الفئات، وأن مراكز التطعيم مجهزة بالكامل لتسهيل وصول المواطنين والمقيمين للخدمة دون عناء.
وأوضح أن من يتلقى اللقاح يحتاج إلى نحو أسبوعين لتكوين مناعة كافية، مما يعني أن التطعيم المبكر يضمن حماية أفضل قبل ذروة الموسم.
وشدد على أن الالتزام بالإجراءات الوقائية مثل غسل اليدين وارتداء الكمامة في الأماكن المزدحمة يظل مكملًا ضروريًا لفعالية اللقاح.
وأضاف أن الوزارة تعتمد على حملات توعوية واسعة لتثقيف المجتمع حول أهمية اللقاح، خصوصًا بين الفئات الأكثر عرضة للمضاعفات مثل الأطفال وكبار السن.
وأشار إلى أن التعاون المجتمعي هو ركيزة نجاح الجهود الصحية في مواجهة الإنفلونزا الموسمية وغيرها من الأمراض المعدية.
وختم عسيري حديثه بالتأكيد على أن أخذ لقاح الإنفلونزا الموسمية ليس مجرد خيار شخصي بل مسؤولية مجتمعية تسهم في حماية الجميع والحد من عبء الأمراض الموسمية على النظام الصحي الوطني.