في خطوة جديدة تعكس طموحات المملكة في تعزيز موقعها اللوجستي العالمي، أعلنت الهيئة العامة للموانئ «موانئ» عن انضمام خدمة الشحن الملاحية الجديدة «CRX» التي تديرها شركة «Zhonggu Logistics» إلى ميناء جدة الإسلامي، وذلك في إطار سعيها المتواصل لزيادة كفاءة الموانئ السعودية وتوسيع شبكاتها البحرية.
إقرأ ايضاً:"أمانة العاصمة المقدسة" تتحرك بقوة.. 332 موقعًا تحت الإغلاق في حملة غير مسبوقة!"المنتخب السعودي" يكتب سيناريو مجنونًا في نهائي غرب آسيا.. الجمهور لم يصدق النهاية!
تأتي هذه الإضافة لتدعم موقع المملكة كمركز رئيسي في حركة التجارة الإقليمية والعالمية، عبر ربط ميناء جدة الإسلامي بخمس موانئ محورية في آسيا وإفريقيا والشرق الأوسط، مما يعزز من مرونة سلاسل الإمداد ويدعم تدفق البضائع بسلاسة أكبر.
وتشمل الخدمة الجديدة موانئ نينغبو ونانشا في الصين، وميناء عدن في اليمن، وميناء السخنة في مصر، إضافة إلى ميناء العقبة في الأردن، لتشكّل حلقة ربط بحرية فريدة بين القارات الثلاث آسيا وأفريقيا وأوروبا.
وتبلغ الطاقة الاستيعابية لخدمة «CRX» نحو 1500 حاوية قياسية، وهو ما يعكس التزام «موانئ» بتوسيع قدراتها التشغيلية واستقطاب خدمات بحرية حديثة تلبي متطلبات التجارة العالمية المتسارعة.
وأكدت الهيئة العامة للموانئ أن هذه الخطوة تأتي امتدادًا لجهودها المستمرة في تطوير البنية التحتية للموانئ السعودية، بما يسهم في تحقيق مستهدفات الاستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجستية التي تسعى لترسيخ مكانة المملكة كمركز لوجستي عالمي متكامل.
ويُعد ميناء جدة الإسلامي محورًا رئيسيًا في هذا التحول، إذ يحتل موقعًا استراتيجيًا على ساحل البحر الأحمر، ما يجعله نقطة التقاء رئيسية لخطوط الملاحة الدولية العابرة بين الشرق والغرب.
كما يضم الميناء أكثر من 62 رصيفًا متعددة الأغراض، مما يتيح له استقبال مختلف أنواع السفن والبضائع، ويمنحه مرونة تشغيلية كبيرة تسهم في تعزيز دوره ضمن منظومة الموانئ الإقليمية.
وأشار بيان «موانئ» إلى أن إضافة خدمة «CRX» تمثل نقلة نوعية في مستوى التنافسية اللوجستية للمملكة، من خلال جذب مزيد من الشركات العالمية وتوسيع نطاق الربط البحري بالموانئ الدولية الحيوية.
وتعكس هذه الخطوة أيضًا مدى اهتمام المملكة بتطوير قطاع النقل البحري كأحد المحركات الأساسية لتنويع الاقتصاد الوطني وتقليل الاعتماد على النفط، بما يتماشى مع توجهات رؤية السعودية 2030.
ويرى خبراء النقل أن توسيع شبكة الخطوط الملاحية في الموانئ السعودية يفتح آفاقًا جديدة أمام المستثمرين، ويزيد من فرص التصدير وإعادة التصدير، مما يعزز مكانة المملكة كممر تجاري دولي مؤثر.
ويُنتظر أن تسهم خدمة «CRX» في تقليص أزمنة العبور البحري وتحسين كفاءة سلاسل الإمداد، خاصة بالنسبة للبضائع القادمة من الأسواق الآسيوية والمتجهة إلى إفريقيا وأوروبا عبر البحر الأحمر.
كما ستساعد هذه الخدمة في تعزيز موقع ميناء جدة الإسلامي كميناء رئيسي في عمليات المناولة وإعادة التوزيع، وهو ما سينعكس إيجابًا على التجارة السعودية والإقليمية.
من جانب آخر، تسعى «موانئ» إلى رفع تصنيف المملكة في مؤشرات الأداء الدولية، عبر تحسين تجربة العملاء وتبسيط الإجراءات وتعزيز كفاءة الخدمات المقدمة للمستوردين والمصدرين.
وتأتي هذه المبادرات ضمن خطة شاملة لتطوير قطاع الموانئ، تشمل التحول الرقمي وتبني أحدث التقنيات في عمليات التفريغ والشحن، مما يسهم في تحقيق الاستدامة التشغيلية والبيئية.
وتؤكد الهيئة العامة للموانئ أن جميع هذه الجهود تندرج ضمن التوجه العام للمملكة لجعل البحر الأحمر محورًا اقتصاديًا حيويًا يخدم التجارة العالمية ويربط الأسواق الإقليمية ببعضها البعض.
ويُعد إطلاق خدمة «CRX» مثالًا حيًا على نجاح التعاون بين القطاعين العام والخاص في دعم مشاريع النقل والخدمات اللوجستية داخل المملكة، بما يعزز تنافسية الاقتصاد السعودي عالميًا.
ويأتي هذا الإعلان أيضًا في وقت تشهد فيه الموانئ السعودية طفرة تطويرية كبيرة، من خلال زيادة طاقاتها الاستيعابية وتحسين كفاءتها التشغيلية لجذب المزيد من خطوط الشحن الدولية.
وبهذه الخطوة، يرسّخ ميناء جدة الإسلامي مكانته كأحد أهم الموانئ على البحر الأحمر، وكبوابة بحرية رئيسية تربط المملكة بالعالم، ضمن منظومة نقل متطورة تدعم التنمية المستدامة.