هيئة الاتصالات والفضاء والتقنية
"هيئة الاتصالات" تحقّق إنجازاً تاريخياً.. تقنية 6G تنقل المملكة إلى مستوى لم يصله أحد!
كتب بواسطة: فادية حكيم |

في إنجاز نوعي جديد يعكس تسارع الخطى التقنية في المملكة، أعلنت هيئة الاتصالات والفضاء والتقنية عن نجاح أول تجربة من نوعها في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للنطاق الترددي 7 جيجاهرتز، والذي يُعد أحد النطاقات الرئيسة المرشحة لتقنيات الجيل السادس (6G)، وذلك بالتعاون مع شركة الاتصالات السعودية “stc” وشركة “نوكيا”.
إقرأ ايضاً:"نادي النصر" يواجه غوا الهندي اليوم.. مفاجأة غياب رونالدو تثير التساؤلات!مختص يحذر المرضى.. هذا الاستخدام الشائع لـ"شات جي بي تي" قد يضللك تمامًا!

تأتي هذه الخطوة ضمن جهود المملكة لتعزيز مكانتها كقوة رقمية رائدة، واستشراف مستقبل الاتصالات اللاسلكية، في وقت يشهد فيه العالم سباقًا متسارعًا نحو تطوير شبكات الجيل السادس التي تعد بوابة التحول التكنولوجي القادم.

وأوضحت الهيئة أن التجربة تهدف إلى اختبار قدرات النطاق الجديد على دعم تطبيقات الجيل السادس، والتي تشمل سرعات غير مسبوقة في نقل البيانات، وزمن استجابة شبه لحظي، إلى جانب تمكين الاتصال الذكي بين الإنسان والآلة في بيئات متعددة.

كما بيّنت أن نطاق التردد المستخدم في التجربة يتراوح بين 7.125 و8.4 جيجاهرتز، وهو من أكثر النطاقات الواعدة لتقنيات 6G وفق التوصيات العالمية الصادرة عن الاتحاد الدولي للاتصالات، ما يجعل المملكة في موقع متقدم ضمن خارطة الابتكار الدولي.

وأكدت الهيئة أن نجاح هذه التجربة يمثّل انطلاقة عملية نحو استكشاف إمكانات الطيف الترددي الجديد، ويعزز مكانة المملكة كمحور قيادي في صياغة السياسات والتنظيمات المتعلقة بإدارة الطيف الترددي عالميًا.

وتسعى هيئة الاتصالات من خلال هذه التجارب إلى ضمان جاهزية المملكة المستقبلية لتقنيات الجيل السادس، وبناء منظومة رقمية تستوعب التطبيقات فائقة التطور في مجالات الذكاء الاصطناعي والواقع الممتد وإنترنت الأشياء الصناعي.

وتأتي هذه الخطوة في إطار الإستراتيجية الوطنية للاتصالات والفضاء والتقنية التي ترتكز على تمكين بنية تحتية رقمية عالمية المستوى، تواكب متطلبات الاقتصاد الرقمي وتدعم مستهدفات رؤية السعودية 2030.

ويُتوقع أن تسهم تجربة النطاق 7 جيجاهرتز في تمكين قطاعات جديدة مثل المدن الذكية والمركبات ذاتية القيادة، فضلًا عن دعم أنظمة المراقبة البيئية والاتصال الفضائي المتقدم.

من جانبها، أكدت شركة “نوكيا” أن نتائج الاختبارات أظهرت كفاءة عالية للنطاق في تحقيق سرعات نقل بيانات تتجاوز عشرة أضعاف سرعات شبكات الجيل الخامس، مع استقرار عالٍ في الأداء حتى في البيئات المزدحمة.

أما شركة “stc”، فقد أشارت إلى أن هذه التجربة تعكس التزامها المستمر بالابتكار وتطوير الشبكات، بما يعزز من جودة الخدمات الرقمية المقدمة للعملاء في المملكة والمنطقة.

وترى الهيئة أن التعاون مع الشركاء العالميين يعد خطوة أساسية في بناء منظومة بحثية وتقنية تدعم نقل المعرفة وتوطين الابتكار في قطاع الاتصالات السعودي.

ويأتي هذا الإنجاز ضمن سلسلة من المبادرات الطموحة التي أطلقتها الهيئة خلال العام الجاري، مثل مبادرة “تمكين الطيف” ومختبر “الاتصال الذكي”، الهادفة إلى استكشاف حلول جديدة للاتصال المستقبلي.

وتعكس التجربة التوجه السعودي المتسارع نحو التحول الرقمي الشامل، حيث لم تعد المملكة مستهلكًا للتقنية فحسب، بل أصبحت فاعلًا أساسيًا في تطوير معاييرها العالمية.

كما تسهم مثل هذه الخطوات في جذب الاستثمارات الأجنبية وتعزيز البيئة التنافسية في السوق المحلي، ما ينعكس إيجابًا على اقتصاد المملكة ومكانتها الإقليمية.

ويشير محللون إلى أن اختبار نطاق 7 جيجاهرتز يمثل بوابة لإطلاق حقبة جديدة من الاتصال المتكامل، تجمع بين شبكات الجيل السادس والتقنيات السحابية والذكاء الاصطناعي.

ومن المنتظر أن تُعلن الهيئة لاحقًا عن مراحل إضافية من الاختبارات تشمل استخدام تقنيات “الموجات المليمترية” ودمجها في بيئات تجريبية متنوعة.

كما تخطط الهيئة لإطلاق منصة بحثية وطنية متخصصة في الجيل السادس، تهدف إلى توحيد الجهود البحثية والأكاديمية لدعم الابتكار المحلي.

وبذلك، تؤكد المملكة عبر هيئة الاتصالات والفضاء والتقنية ريادتها في تبني أحدث الابتكارات، واضعةً الأسس لشبكات المستقبل التي ستربط الإنسان والآلة والفضاء في منظومة رقمية واحدة.

أحدث الأخبار
اخر الاخبار