أسعار الذهب
"الأسواق العالمية" على صفيح ساخن.. سرّ الانتعاش المفاجئ في "المعدن الأصفر"
كتب بواسطة: زهور النجار |

شهدت أسواق المعادن العالمية صباح اليوم الأربعاء انتعاشًا ملحوظًا في أسعار الذهب، بعد موجة تراجع حادة دفعت المعدن النفيس إلى أدنى مستوياته في أسبوع كامل، الأمر الذي حفّز المتداولين على العودة للشراء بحثًا عن فرص استثمارية سريعة.
إقرأ ايضاً:"محمد الدويش" يهاجم منتقدي "النصر".. والعبارة الأخيرة تشعل التفاعل"ريال مدريد" يهتز من الداخل.. كواليس صادمة تضع فينيسيوس على أبواب "دوري روشن"

وسجّل الذهب في المعاملات الفورية ارتفاعًا بنسبة 0.8 بالمئة ليصل إلى 3961.85 دولار للأوقية، ليعوّض جزءًا من خسائره السابقة، وسط حالة ترقب حذرة في الأسواق العالمية حول اتجاه الدولار الأمريكي والسياسات النقدية القادمة.

وكان المعدن الأصفر قد شهد يوم الثلاثاء هبوطًا بأكثر من 1.5 بالمئة، في تراجع وصفه محللون بأنه الأكبر منذ نهاية أكتوبر، بعد ضغوط قوية من ارتفاع الدولار وتزايد التوقعات بتأجيل خفض الفائدة الأمريكية.

في المقابل ارتفعت العقود الأمريكية الآجلة للذهب تسليم ديسمبر بنسبة 0.2 بالمئة لتسجل 3970.10 دولار للأوقية، ما يعكس وجود إقبال محدود من المستثمرين الذين يرون في الأسعار الحالية نقطة دخول مناسبة.

وحافظ الدولار الأمريكي على استقراره بالقرب من أعلى مستوى له في ثلاثة أشهر، وهو ما يضيف ضغوطًا على الذهب الذي يتحرك عادة في الاتجاه المعاكس لقوة العملة الأمريكية، ما يجعل المشهد أكثر تعقيدًا أمام المستثمرين.

وشهدت الأسهم الآسيوية في التعاملات المبكرة عمليات بيع مكثفة مشابهة لما حدث في وول ستريت، إذ أدت مخاوف المستثمرين من المبالغة في تقييم أسهم التكنولوجيا إلى موجة تراجع عريضة ضربت مؤشرات الأسواق.

ووفقًا لتقرير وكالة رويترز، فإن الذهب لا يزال يتعرض لضغوط مستمرة بسبب تضاؤل فرص خفض أسعار الفائدة مجددًا هذا العام، وهو ما يجعل التوقعات تميل نحو إمكانية هبوط المعدن إلى مستوى 3900 دولار للأوقية في حال صدرت بيانات توظيف أمريكية قوية.

ويرى محللون أن الأسواق أصبحت شديدة الحساسية تجاه أي مؤشرات اقتصادية جديدة، خصوصًا مع استمرار حالة الإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة، ما يعطل نشر البيانات الرسمية من المؤسسات الفيدرالية.

وبسبب هذا التوقف المؤقت، يركز المستثمرون حاليًا على التقارير الصادرة عن الجهات الخاصة مثل مؤسسة إيه دي بي التي ستصدر تقريرها حول التوظيف في وقت لاحق من اليوم، وسط توقعات بزيادة عدد الوظائف الجديدة.

ويعتقد خبراء السوق أن أي قراءة قوية من إيه دي بي ستزيد الضغوط على الذهب، لأنها قد تدعم بقاء الفائدة مرتفعة لفترة أطول، ما يقلل من جاذبية المعدن كملاذ استثماري آمن مقارنة بالأصول ذات العائد.

في المقابل، يرى فريق آخر من المحللين أن الأسعار الحالية قد تشكل قاعدة ارتداد قوية للذهب، خاصة في ظل المخاوف المستمرة بشأن النمو العالمي وتذبذب الأسواق الأمريكية التي تعاني من ضغوط سياسية واقتصادية متزايدة.

وأشار بعض المراقبين إلى أن المستثمرين الأفراد بدأوا يعودون تدريجيًا إلى شراء الذهب الفعلي، مدفوعين بمخاوف التضخم واحتمال اتساع الأزمة المالية الحكومية في الولايات المتحدة خلال الأسابيع المقبلة.

وفي الأسواق الآسيوية، أظهر الطلب على السبائك والعملات الذهبية تحسنًا طفيفًا، مدعومًا بموسم الأعراس في الهند واقتراب الأعياد في الصين، ما ساهم جزئيًا في رفع الأسعار بعد موجة الخسائر الأخيرة.

أما بالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، فقد ارتفعت الفضة بنسبة 1.2 بالمئة لتصل إلى 47.68 دولار للأوقية، بينما صعد البلاتين بنسبة 0.1 بالمئة ليسجل 1537.10 دولار، في حين زاد البلاديوم بنسبة 0.2 بالمئة ليبلغ 1394.75 دولار.

ويرى محللون أن التحركات المتباينة للمعادن النفيسة تعكس حالة من الترقب وعدم اليقين بين المتعاملين الذين يوازنون بين مخاطر السوق وفرص الأرباح السريعة في ظل التقلبات العالمية.

ويعتبر الذهب عادة مؤشرًا نفسيًا حساسًا لحالة الاقتصاد العالمي، إذ يميل إلى الارتفاع عند الأزمات والتوترات الجيوسياسية، وينخفض عند عودة الثقة للأسواق المالية والأسهم الكبرى.

ومع استمرار العوامل السياسية والاقتصادية الضاغطة، لا يستبعد الخبراء أن يظل الذهب متذبذبًا في نطاق ضيق بين 3900 و4000 دولار للأوقية خلال الأيام المقبلة حتى تتضح الصورة بشأن السياسات الأمريكية.

ويختتم الخبراء توقعاتهم بالتأكيد على أن أي مفاجآت في بيانات التوظيف أو مؤشرات التضخم قد تقلب الموازين سريعًا، لتحدد ما إذا كان الذهب سيستعيد بريقه كملاذ آمن أم سيواصل مسار التراجع المؤقت.

وفي ظل هذا المشهد المتقلب، يبقى الذهب مرآة لقلق المستثمرين وثقتهم، متأرجحًا بين الضغوط الاقتصادية والعوامل النفسية التي تجعل من كل جلسة تداول فصلًا جديدًا في قصة المعدن الأصفر.

أحدث الأخبار
اخر الاخبار