كشف المدافع الإسباني إيمريك لابورت، عن كواليس تجربته في الدوري السعودي مع نادي النصر، مؤكدًا أن فترته في الرياض كانت مليئة بالتحديات رغم تأقلمه السريع على الحياة في المملكة، مشيرًا إلى أن الأجواء داخل الفريق لم تكن مستقرة بالشكل المطلوب لتحقيق النجاح.
إقرأ ايضاً:"دوري روشن" يشتعل قبل الجولة الثامنة.. و"الهلال" و"النصر" في سباق لا يعرف الرحمة!"الأمن العام" يوسع خدماته عبر "أبشر".. وهذه هي المفاجأة لعشاق اقتناء اللوحات المميزة!
وأوضح لابورت في حديثه عبر بودكاست "The Rest Is Football"، أنه لم يجد صعوبة في التكيف مع المجتمع السعودي أو ثقافته، بل كان يعيش تجربة مختلفة ومثيرة، لكن المشكلات الإدارية والفنية داخل النادي جعلت مهمته أكثر تعقيدًا مما كان يتصور.
وأضاف أن كثرة التغييرات التي شهدها النصر خلال الموسمين الماضيين أثرت بشكل مباشر على استقرار الفريق، لافتًا إلى أن تبدّل المدربين والطاقم الإداري باستمرار جعل الانسجام صعبًا داخل غرفة الملابس.
وأشار إلى أن اللاعب مهما كانت خبرته وقدرته الفنية، لا يمكنه تقديم أفضل ما لديه في بيئة تفتقر إلى الاستقرار الإداري والتنظيمي، وهو ما عاشه بنفسه خلال فترته مع النصر.
وأكد لابورت أن ذلك الوضع انعكس على أداء الفريق في البطولات المحلية والقارية، حيث كان الطموح عاليًا لكن الظروف لم تساعد على تحقيق النتائج المنتظرة.
وكشف أن رحيله لم يكن بسبب خلافات شخصية أو مشاكل مادية، بل جاء نتيجة شعوره بأن الوقت قد حان لخوض تجربة جديدة أكثر اتزانًا ووضوحًا في الأهداف.
وعن اختياره العودة إلى ناديه السابق أتلتيك بيلباو، أوضح أن القرار كان عاطفيًا إلى حد كبير، فالنادي الباسكي يمثل له البيت الأول والمكان الذي بدأ فيه مسيرته الكروية.
وقال لابورت إن اللعب مجددًا بقميص بيلباو منحه شعورًا بالانتماء والراحة النفسية، خاصة بعد فترة مليئة بالتحديات في السعودية.
وفي سياق حديثه عن زميله السابق كريستيانو رونالدو، لم يُخفِ لابورت إعجابه الكبير بالنجم البرتغالي، واصفًا إياه بأنه مثال حي على الانضباط والاحتراف الحقيقي في عالم كرة القدم.
وأضاف أن رونالدو لا يكلّ عن العمل اليومي للحفاظ على لياقته البدنية، وأنه لا يزال يقدم أداءً مبهرًا رغم تجاوزه الأربعين من عمره.
وأشار إلى أن ما يميز رونالدو عن بقية اللاعبين هو قدرته على الجمع بين القوة البدنية الهائلة والذكاء في التمركز داخل الملعب، مما يجعله دائمًا في المكان المثالي لتسجيل الأهداف.
وأكد أن وجود رونالدو في غرفة ملابس النصر كان له أثر إيجابي على اللاعبين، إذ كان الجميع يتعلم من طريقته في التدريب والالتزام والانضباط.
كما أوضح أن النجم البرتغالي لم يكن مجرد قائد فني، بل رمزًا للجدية والإصرار، وأن حضوره رفع من مستوى المسؤولية لدى زملائه داخل الفريق.
وبيّن لابورت أن تجربة اللعب إلى جانب لاعب بحجم رونالدو كانت تجربة استثنائية لن تُنسى في مسيرته، لأنها منحته نظرة مختلفة عن مفهوم الاحتراف الحقيقي.
ورغم كل الصعوبات التي واجهها، عبّر المدافع الإسباني عن امتنانه لجماهير النصر، مؤكدًا أنهم كانوا دائمًا داعمين له حتى في الأوقات العصيبة.
كما أثنى على مستوى الدوري السعودي الذي وصفه بالمتطور، مشيرًا إلى أنه بات يجذب النجوم العالميين ويقدّم منافسة قوية لا تقل عن الدوريات الأوروبية.
وختم لابورت حديثه بالتأكيد على أنه سيحتفظ بذكريات جميلة من فترة وجوده في المملكة، متمنيًا التوفيق للنصر في مواصلة مشواره نحو البطولات القادمة.
رحيل لابورت يعكس جانبًا من التحديات التي تواجهها بعض الأندية السعودية في إدارة النجوم الكبار، في ظل سعيها لتحقيق التوازن بين الطموح الفني والاستقرار الإداري.