ضبطت القوات الخاصة للأمن البيئي ثلاثة مقيمين من الجنسية اليمنية في منطقة الرياض، بعد تورطهم في تخزين كميات كبيرة من الحطب المحلي بلغت 184 مترًا مكعبًا، في مخالفة صريحة لأنظمة حماية البيئة التي تحظر استغلال الموارد الطبيعية بطرق غير نظامية.
إقرأ ايضاً:"مستشفى الملك عبدالعزيز" يحذر.. تعرف على الأعراض الخفية لنوبات الصرع"إيداع" تنفذ عملية كبرى اليوم.. تفاصيل تطبيق الزيادة في أسهم شركة المناولة للشحن
وجاءت عملية الضبط ضمن الجهود الميدانية المستمرة التي تنفذها القوات لمراقبة الأنشطة المهددة للبيئة، حيث جرى رصد المخالفة والتعامل معها وفق الإجراءات النظامية المعتمدة بما يضمن ردع المخالفين وحماية الغطاء النباتي المحلي.
وأكدت القوات أنه تم اتخاذ جميع الإجراءات القانونية بحق المتورطين وتسليم الكميات المضبوطة للجهات المختصة، في إطار سلسلة من الحملات الهادفة إلى الحد من ممارسات الاحتطاب الجائر التي تؤثر سلبًا على البيئة والتنوع الحيوي.
ويُعد تخزين الحطب المحلي أو الاتجار به من أبرز المخالفات البيئية التي تواجهها الجهات المعنية، إذ يؤدي إلى تدهور الغطاء النباتي وتهديد التوازن البيئي الذي تعمل المملكة على الحفاظ عليه ضمن برامجها الوطنية.
وأوضحت القوات الخاصة للأمن البيئي أن الأنظمة المعمول بها تنص على فرض غرامة مالية تصل إلى 16 ألف ريال لكل متر مكعب من الحطب أو الفحم المحلي يتم تخزينه أو تداوله بطريقة غير نظامية.
كما شددت على أن تطبيق العقوبات يهدف إلى تعزيز الالتزام بالقوانين البيئية، وردع كل من يسهم في الإضرار بالموارد الطبيعية التي تعد ثروة وطنية يجب الحفاظ عليها للأجيال القادمة.
وبيّنت أن حماية الغطاء النباتي تأتي في مقدمة أولوياتها الميدانية، لما يمثله من أهمية كبرى في مكافحة التصحر وتخفيف آثار التغير المناخي وتحسين جودة الهواء في مختلف مناطق المملكة.
وتنفذ القوات خططًا رقابية مكثفة تشمل جولات ميدانية ونقاط تفتيش متنقلة لرصد أي مخالفات تتعلق بالاحتطاب أو النقل أو التخزين، بالتعاون مع الجهات البيئية والأمنية ذات العلاقة.
وأشارت إلى أن هذه الجهود تتكامل مع مبادرات وزارة البيئة والمياه والزراعة التي تهدف إلى زيادة المساحات الخضراء ودعم مشروعات إعادة التشجير وتحقيق الاستدامة البيئية.
ودعت القوات جميع المواطنين والمقيمين إلى التعاون والإبلاغ عن أي مخالفات بيئية من شأنها الإضرار بالحياة الفطرية أو الموارد الطبيعية، مؤكدة أن المشاركة المجتمعية ركيزة أساسية في نجاح جهود الحماية.
كما حثت على التواصل عبر الرقم 911 في مناطق مكة المكرمة والمدينة المنورة والرياض والمنطقة الشرقية، أو عبر الرقمين 999 و996 في بقية مناطق المملكة للإبلاغ عن أي حالة احتطاب أو تخزين مخالف.
وأكدت القوات أن جميع البلاغات يتم التعامل معها بسرية تامة دون أي مسؤولية على المبلّغ، بما يشجع على رفع مستوى الوعي البيئي وتعزيز الرقابة المجتمعية على الموارد الطبيعية.
ويأتي هذا التحرك ضمن منظومة متكاملة لتطبيق نظام البيئة ولوائحه التنفيذية، التي تهدف إلى تنظيم استخدام الموارد الوطنية وضمان استدامتها بما يتوافق مع مستهدفات رؤية السعودية 2030.
وتسعى القوات الخاصة للأمن البيئي من خلال هذه الحملات إلى الحد من الأنشطة غير النظامية التي تضعف الغطاء النباتي وتؤثر على التوازن البيئي في المناطق البرية والريفية.
ويعكس ذلك التزام المملكة بتطبيق أعلى المعايير البيئية في إطار استراتيجيتها الوطنية للبيئة التي تهدف إلى تحقيق تنمية مستدامة تحافظ على الموارد وتحسن جودة الحياة.
كما تمثل هذه الجهود جزءًا من المبادرات الوطنية الكبرى مثل مبادرة السعودية الخضراء التي تهدف إلى زراعة مليارات الأشجار وتعزيز الاستدامة البيئية في مختلف مناطق المملكة.
وأكدت القوات أن استمرار الرقابة والتوعية يشكلان عاملين أساسيين لضمان الحد من المخالفات، وأن العقوبات ستطبق بكل حزم على كل من يعبث بالبيئة أو يستنزف مواردها دون وجه حق.
وتختتم القوات دعوتها بالتأكيد على أن حماية البيئة مسؤولية جماعية تتطلب التزامًا مجتمعيًا واسعًا، وأن الحفاظ على الغطاء النباتي يسهم في بناء مستقبل أكثر استدامة للمملكة وأجيالها القادمة.