أسعار النفط العالمي
"أسواق النفط" تشتعل مجددًا.. السر وراء قفزة خام برنت إلى 64 دولارًا
كتب بواسطة: محمود العادل |

شهدت أسواق الطاقة العالمية اليوم ارتفاعًا جديدًا في أسعار النفط، مدفوعة بموجة من التفاؤل بشأن احتمالية انتهاء الإغلاق الحكومي الأمريكي خلال الأيام المقبلة.
إقرأ ايضاً:راحة مؤقتة تكلف حياتك.. تحذير عاجل من طقطقة الرقبة العنيفة التي تضغط على الشرايين الحساسة"أمن سيبراني" لـ 200 موظف وموظفة في عسير.. التدريب التقني والمهني يطلق مبادرة جديدة

ويُتوقع أن يؤدي هذا التطور المحتمل إلى تحفيز الطلب على الوقود في الولايات المتحدة، التي تُعد أكبر مستهلك للنفط في العالم، ما أعاد الثقة مؤقتًا إلى الأسواق النفطية.

وأظهرت بيانات التداول أن العقود الآجلة لخام برنت ارتفعت بمقدار سبعة وأربعين سنتًا أي بنسبة 0.74% لتسجل نحو 64.10 دولارًا للبرميل مع بداية التعاملات.

كما صعد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بمقدار خمسين سنتًا أي بنسبة 0.84% ليصل إلى مستوى 60.25 دولارًا للبرميل في تداولات شهدت نشاطًا ملحوظًا للمضاربين.

ويرى محللون أن هذا الارتفاع الطفيف يعكس حالة من التفاؤل الحذر في الأسواق، إذ إن العوامل السياسية في واشنطن أصبحت ذات تأثير مباشر على تحركات أسعار النفط.

ويعتقد مراقبون أن أي اتفاق داخل الكونجرس الأمريكي لإنهاء الإغلاق الحكومي سيعزز الاستهلاك المحلي للطاقة ويعطي دفعة قوية للطلب على النفط الخام.

كما يشير محللون إلى أن الأسواق بدأت تتفاعل مع التوقعات بعودة الأنشطة الاقتصادية في الولايات المتحدة إلى طبيعتها بعد فترة من التباطؤ المرتبط بالأزمة السياسية.

ويُعد تحسن الطلب الأمريكي عنصرًا حاسمًا في توازن السوق العالمي، خصوصًا أن الولايات المتحدة تستهلك نحو خُمس الإنتاج النفطي العالمي.

في المقابل، ما زالت المخاوف بشأن ارتفاع الإمدادات العالمية قائمة، إذ تواصل بعض الدول المنتجة زيادة إنتاجها لتأمين حصصها في السوق الدولية.

وأشار متعاملون إلى أن الفائض في المعروض النفطي يظل عامل ضغط رئيسي يمنع الأسعار من تحقيق قفزات كبيرة رغم الأجواء الإيجابية الحالية.

كما تتابع الأسواق عن كثب تحركات منظمة أوبك وشركائها، وسط توقعات بأن يتخذ التحالف قرارات جديدة لضبط الإنتاج خلال الفترة المقبلة.

وتشير بعض التقارير إلى أن استمرار زيادة إنتاج النفط الصخري الأمريكي قد يحد من تأثير أي خفض محتمل في الإمدادات من جانب المنتجين الآخرين.

ويرى خبراء أن الأسعار الحالية لا تزال ضمن النطاق المتوازن الذي يرضي المنتجين والمستهلكين على حد سواء، رغم الضغوط الناتجة عن تباطؤ الاقتصاد العالمي.

كما أن التوترات الجيوسياسية في بعض مناطق الإنتاج قد تسهم في إبقاء الأسعار عند مستويات مرتفعة نسبيًا خلال الأشهر المقبلة.

ويؤكد محللون أن الأسواق باتت أكثر حساسية لأي تطورات اقتصادية أو سياسية في الولايات المتحدة نظرًا لتأثيرها المباشر على مؤشرات الطلب العالمي.

ويُتوقع أن تستمر أسعار النفط في التقلب ضمن نطاق ضيق حتى تتضح ملامح الاتفاق الأمريكي حول الإغلاق الحكومي، وهو العامل الأكثر تأثيرًا حاليًا في السوق.

ويرى بعض الخبراء أن وصول خام برنت إلى 64 دولارًا للبرميل يعد إشارة على استقرار نفسي للمستثمرين بعد مرحلة من التذبذب السعري خلال الأسابيع الماضية.

وفي ختام التعاملات المبكرة، يتطلع المتعاملون إلى بيانات المخزون الأمريكية القادمة لمعرفة الاتجاه الحقيقي للطلب، والتي ستحدد مسار الأسعار خلال الفترة القصيرة المقبلة.