يصادف يوم السادس والعشرين من يوليو من كل عام اليوم الدولي للحفاظ على أشجار المانجروف، حيث تُعد غابات المانجروف واحدةً من أهم النظم البيئية البحرية على كوكب الأرض، هذه النباتات الملحية الفريدة تتواجد على السواحل بين منطقتي المد والجزر، وتمتاز بقدرتها العالية على تحمل ملوحة مياه البحر، مما يجعلها أنظمةً بيئيةً بالغة التعقيد، و ذات أهمية حيوية للاستقرار البيئي الساحلي.
إقرأ ايضاً:"الهلال" يكرّم "سالم الدوسري" بطريقة غير متوقعة بعد إنجازه الآسيوي الكبير!"دله الصحية" تشارك بتوقيعها في "معرض الصحة العالمي 2025"
وقد أكد مسؤولان بفرع وزارة البيئة والمياه والزراعة بالمنطقة الشرقية أن غابات المانجروف المنتشرة على سواحل المملكة تمثل أحد أهم النظم البيئية الحيوية، وتُعد بمثابة خط دفاع طبيعي فائق الأهمية في مواجهة الآثار المدمرة للتغير المناخي، مما يُبرز دورها الاستراتيجي في حماية البيئة، ويُقدم ذلك دليلاً على مدى تأثيرها الإيجابي على المناخ.
وأشار المسؤولان إلى قدرتها الهائلة على تخزين الكربون، وهو ما يُسهم بشكل فعال في التخفيف من الاحتباس الحراري، وحماية المناطق الساحلية من الظواهر الجوية المتطرفة، مثل العواصف وارتفاع منسوب مياه البحر، هذه القدرة الفريدة تُعطيها قيمةً بيئيةً واقتصاديةً كبيرةً، و تُقدم ذلك دليلاً على مدى أهمية المانجروف في مواجهة التغيرات المناخية.
وتحتضن سواحل المملكة على البحر الأحمر والخليج العربي بيئاتٍ غنيةً ومتنوعةً بالمانجروف، حيث ينمو نوعا القرم والقندل على ساحل البحر الأحمر، وهما من الأنواع الشائعة والمعروفة، بينما ينمو نوع القرم فقط على ساحل الخليج العربي، وقد تم تسجيل تنوعٍ أحيائيٍ مذهلٍ في هذه البيئات، يضم ما لا يقل عن 70 نوعًا من الأسماك، و80 نوعًا من الطيور، وأكثر من 170 نوعًا من القشريات والرخويات، مما يجعل حمايتها وتنميتها أولويةً وطنيةً، لتحقيق الاستدامة البيئية، و يُقدم ذلك دليلاً على مدى أهمية التنوع البيولوجي.
وفي هذا السياق، أوضح رئيس قسم التوعية البيئية وتعزيز القدرات بالفرع، الأخصائي منير الصاخن، أن هذه الغابات تلعب دورًا محورياً في التخفيف من آثار تغير المناخ، حيث يمكن للهكتار الواحد من أشجار المانجروف تخزين ما يقارب 3750 طناً من الكربون، وهو ما يعادل إزالة الانبعاثات الكربونية الناتجة عن 2650 سيارة من الطريق لمدة عام كامل، هذه الأرقام تُبرز القدرة الاستثنائية للمانجروف في امتصاص الكربون، و تُقدم ذلك دليلاً على مدى أهميتها البيئية.
وأضاف الصاخن أن هذه الأشجار تعمل كحاجز طبيعي يقلل من ارتفاع الأمواج بنسبة تتراوح بين 50 إلى 90 بالمئة، مما يوفر حماية مباشرة للمناطق الساحلية ضد العواصف وارتفاع منسوب مياه البحر، مما يُقلل من التآكل الساحلي، ويُحافظ على استقرار الشواطئ، و يُقدم ذلك دليلاً على مدى أهمية المانجروف في حماية السواحل.
من جهته، أشار مدير إدارة البيئة بالفرع، المهندس أكرم المرهون، إلى أن المنافع البيئية لغابات المانجروف تتجاوز ذلك بكثير، فهي تشكل موطناً طبيعياً للعديد من الكائنات الحية، ومنطقة حضانة وتغذية حيوية لصغار الأسماك واللافقاريات البحرية، مما يُسهم بشكل مباشر في تعزيز التنوع الأحيائي البحري، واستدامة الثروة السمكية، و يُقدم ذلك دليلاً على مدى أهمية المانجروف في النظام البيئي البحري.
ولفت المرهون إلى أن هذه الغابات تعمل أيضاً كمرشحات طبيعية لتنقية المياه من الملوثات، فضلاً عن كونها عنصراً جذاباً رئيسياً للسياحة البيئية، بفضل ما تُضفيه من جمال فريد على الشواطئ، مما يُعزز من دورها الاقتصادي والسياحي، و يُقدم ذلك دليلاً على مدى أهمية المانجروف في تنقية المياه، و يُظهر مدى تأثيرها على السياحة.
وقال المهتم بالبيئة وأشجار المانجروف، المهندس الكيميائي حسين الحجري، إن الحفاظ على غابات أشجار المانجروف مهم للغاية، فهي "أكبر مستودع طويل الأجل للكربون"، حيث تختزن نحو 93% من ثاني أكسيد الكربون المتواجد في الكرة الأرضية، فهذه الشجرة تعتبر من أهم مقومات التوازن البيئي في السواحل، إذ تمتلك "العصى السحرية للبيئة البحرية والبرية"، و تُقدم ذلك دليلاً على مدى أهمية المانجروف في تخزين الكربون.
وبين الحجري أنها تسهم في توازن البيئة الساحلية، وتمد أذرعها للبيئة البرية، فتقوم بتخزين الكربون، والحفاظ على التنوع البيولوجي، وتعتبر "الحاضن الأول للبيئة البحرية"، موضحاً أن لها دوراً في استدامة الثروة السمكية، والتي تعتبر رافداً اقتصادياً هاماً يدعم تحقيق الأمن الغذائي، فهذه الشجرة تستطيع أن تمتص غاز ثاني أكسيد الكربون على ما يزيد عن 6 أضعاف امتصاص الغابات الاستوائية، مما يُبرز قدرتها الاستثنائية، و يُقدم ذلك دليلاً على مدى مساهمة المانجروف في التوازن البيئي.
ولفت الحجري إلى أن فروع أشجار المانجروف العلوية تُعشش الطيور فيها، مما يوفر لها ملاذاً آمناً، أما الجذور فتلتصق فيها الرخويات وتعيش صغار الأسماك واللافقريات عليها، فهي مجمع إلى آلاف الأنواع من الكائنات الحية، فهي غذاء للأسماك واللافقريات، وبطريق غير مباشر يستفيد منها الإنسان والبيئة، مما يُظهر مدى أهمية المانجروف في دعم الحياة البحرية.
وبين الحجري أيضاً أن أشجار المانجروف تعمل على تحسين جودة المياه من خلال تنقيتها وامتصاص العناصر المغذية، كما تعمل الأشجار على امتصاص النيتروجين والفوسفور والكربون من المياه، مما يقلل من تلوث المياه وتحسين البيئة المائية، وهذا يساهم في الحفاظ على صحة النظام البيئي.
كما أن هذا الشجر له فوائد عديدة فمن فوائده تقلل من الاحتباس الحراري، كما أنها تقلل من شدة الأمواج بنسبة تتراوح بين 70 إلى 90 %، مما يُعزز من دورها في حماية السواحل، و يُقدم ذلك دليلاً على مدى أهمية المانجروف في الحماية البيئية.