أكدت دراسة أكاديمية حديثة أعدّتها الباحثة أميرة فارس العبود من كلية إدارة الأعمال والمحاسبة بجامعة لنكولن الماليزية، أن إدارة الابتكار تمثل المفتاح الحقيقي لتحقيق التميز المؤسسي في وزارة الثقافة السعودية، مشيرة إلى أن الابتكار بات اليوم ضرورة استراتيجية في بيئة العمل الحكومي وليس مجرد خيار تكميلي.
إقرأ ايضاً:"الهلال" يكرّم "سالم الدوسري" بطريقة غير متوقعة بعد إنجازه الآسيوي الكبير!"دله الصحية" تشارك بتوقيعها في "معرض الصحة العالمي 2025"
وأوضحت الدراسة، التي حملت عنوان “دور إدارة الابتكار في تحقيق التميز المؤسسي – دراسة ميدانية على العاملين في وزارة الثقافة بالمملكة العربية السعودية”، أن أبعاد إدارة الابتكار كافة أثرت بصورة إيجابية ودالة إحصائيًا في رفع مستوى التميز المؤسسي بالوزارة.
وشملت تلك الأبعاد دعم القيادة العليا وتعزيز ثقافة الابتكار وتوفير الموارد اللازمة، إلى جانب توظيف الأدوات التقنية والتقييمية الحديثة التي تساعد في تحسين بيئة العمل وتطوير الأداء المؤسسي بشكل مستدام.
وبيّنت النتائج أن القيادة العليا في وزارة الثقافة تولي اهتمامًا كبيرًا لمبادرات الابتكار وتدعمها بشكل فعّال، ما أسهم في خلق بيئة عمل محفزة على التفكير الإبداعي وتبادل الخبرات بين الإدارات المختلفة.
كما أظهرت الدراسة أن الوزارة نجحت في بناء فرق عمل متخصصة في مجال الابتكار المؤسسي، تسهم في تطوير الأفكار وتحويلها إلى مبادرات قابلة للتنفيذ تخدم الأهداف الثقافية والتنموية للمملكة.
وأشارت النتائج إلى أن الوزارة تعتمد أدوات تقييم فعالة لمتابعة الأداء والابتكار، غير أن الدراسة لفتت إلى الحاجة لتعزيز نظام الحوافز لتشجيع المشاركة الإبداعية بشكل أوسع بين الموظفين.
وأكدت الباحثة أن التميز المؤسسي لا يتحقق إلا عبر استراتيجية شاملة لإدارة الابتكار تتضمن التحفيز والتخطيط والتقييم المستمر لضمان استدامة التطوير.
وأوضحت أن وزارة الثقافة تمضي بخطى ثابتة نحو بناء بيئة إدارية أكثر مرونة وابتكارًا، بما ينسجم مع مستهدفات رؤية المملكة 2030 الهادفة إلى رفع كفاءة الأداء الحكومي.
كما بيّنت الدراسة أن الثقافة المؤسسية التي تشجع على المبادرة والمخاطرة المحسوبة تعد من أهم عوامل نجاح الابتكار في المؤسسات العامة.
وأشارت إلى أن توفير الموارد البشرية والمادية الملائمة يمثل حجر الزاوية في تحويل الأفكار الإبداعية إلى واقع ملموس داخل الوزارة.
وأضافت أن تمكين القيادات المتوسطة وصناع القرار من أدوات إدارة الابتكار يعزز من فاعلية السياسات ويختصر الوقت في تحقيق النتائج المرجوة.
وأكدت العبود أن الوزارة تمتلك قاعدة بشرية مؤهلة وقادرة على تطوير أفكار جديدة، شريطة استمرار الدعم المؤسسي والتدريب المستمر للعاملين في مجالات الابتكار.
وركزت الدراسة على أهمية التحول الرقمي في دعم الابتكار من خلال تحسين تدفق المعلومات وتسهيل عمليات التواصل والتخطيط والتنفيذ داخل الوزارة.
وأوضحت أن الاستثمار في الأدوات التكنولوجية الحديثة يسهم في رفع كفاءة إدارة الموارد ويعزز من ثقافة الشفافية والإبداع في بيئة العمل.
كما دعت الدراسة إلى بناء نظام قياس أداء متطور يعتمد على معايير عالمية لتقييم جهود الابتكار ومخرجاته داخل المؤسسات الحكومية.
وحثت على اعتماد برامج تحفيزية عادلة وواضحة تشجع الموظفين على الابتكار وتربط بين الأداء المتميز والمكافأة المستحقة.
وأكدت الباحثة في ختام دراستها أن الابتكار هو بوابة استدامة التميز في مؤسسات القطاع العام، وأن وزارة الثقافة السعودية تقدم نموذجًا رائدًا في هذا المجال على مستوى المنطقة.
ورأت أن استمرار هذا النهج سيجعل من الوزارة مركزًا قياديًا في تطوير الممارسات الإبداعية الحكومية بما يعزز مكانة المملكة عالميًا في مجالات الثقافة والإدارة.