البجع الأبيض
"هيئة الحياة الفطرية" تكشف مفاجأة الخريف..مئات "البجع الأبيض" تختار شمال المملكة وجهةً له
كتب بواسطة: صلاح الأحمر |

رصدت الفرق الميدانية في محمية الملك سلمان بن عبدالعزيز الملكية أكثر من 300 طائر من البجع الأبيض خلال موسم هجرة الخريف لعام 2025، في حدث يسلط الضوء على الأهمية البيئية للمحمية.
إقرأ ايضاً:"أمانة الطائف" تطلق مشروعًا مفاجئًا.. تعرف على تفاصيل صيانة شوارع حي الوسام!"المملكة" تؤكد ريادتها في قطاع التعدين.. واكتشافات قد تغيّر خارطة الاستثمار العالمي!

وتعد المحمية إحدى المحطات الأساسية على أحد أهم مسارات الهجرة العالمية، حيث تتوقف الطيور المهاجرة للاستراحة والتغذية خلال رحلتها بين آسيا وأوروبا وأفريقيا، ما يجعلها نقطة جذب مهمة للباحثين وعشاق الطبيعة على حد سواء.

ويتميز البجع الأبيض بكونه من أكبر الطيور القادرة على الطيران، إذ يبلغ باع جناحيه بين 226 و360 سم، ويعتبر رابع أثقل طائر في العالم، ما يمنحه حضورًا بارزًا في أي موقع يزوره.

وتشكل الطيور المهاجرة نحو 88% من إجمالي الأنواع المسجلة في المحمية، بينما تمثل الطيور المقيمة 12% فقط، ما يعكس الدور الحيوي للمحمية في دعم التنوع البيولوجي الموسمي.

وتصنف المحمية ضمن المناطق المعترف بها عالميًا كمناطق مهمة للطيور والتنوع البيولوجي، حيث تندرج ضمن خمسة مواقع رئيسية تحظى بحماية دولية، ما يعزز مكانتها على خارطة الحفاظ على الطبيعة.

وتنفذ فرق الرصد برامج مستمرة لرصد الطيور وتسجيل بيانات هجرتها، بما يضمن استدامة هذه الموائل وحماية الأنواع المهددة، وهو ما يتماشى مع رؤية المملكة 2030 في الحفاظ على البيئة.

وتسهم هذه الجهود في تعزيز البحث العلمي، إذ توفر المحمية بيانات دقيقة لدراسة سلوك الطيور وتحديد نمط تنقلها عبر القارات، مما يساعد في وضع استراتيجيات حماية أفضل.

ويشارك في عمليات الرصد متخصصون محليون ودوليون، يستفيدون من تقنيات متقدمة في تتبع الطيور عبر الأقمار الصناعية وأجهزة تحديد المواقع، ما يزيد دقة البيانات ويعزز الفهم البيئي.

وتعد المحمية نموذجًا للتنمية المستدامة، حيث تجمع بين حماية الحياة البرية وتوفير فرص للزوار للاستمتاع بالطبيعة دون الإضرار بالأنظمة البيئية الحساسة.

وتشير الإحصاءات إلى أن عدد الطيور المهاجرة التي تزور المحمية سنويًا يصل إلى مئات الآلاف، ما يجعلها محطة لا غنى عنها في شبكات الهجرة العالمية للطيور.

ويعكس توافد البجع الأبيض وكثافة أعداد الطيور المهاجرة نجاح السياسات الوطنية في الحفاظ على المواطن الطبيعية، بالإضافة إلى الجهود الدولية لحماية الأنواع المهددة.

ويُنظر إلى المحمية أيضًا كمركز للتوعية البيئية، حيث تنظم برامج تعليمية للطلاب والزوار لتعريفهم بأهمية الطيور ودورها في النظم البيئية.

ويؤكد الخبراء أن استمرار هذه الظاهرة يعكس صحة المواطن الطبيعية وتوافر الغذاء والمياه الملائمة للطيور خلال هجراتها الطويلة.

ويتميز الموقع بتنوع موائله بين البحيرات والمستنقعات، ما يوفر بيئة مثالية للطيور للراحة والتكاثر قبل مواصلة رحلاتها عبر القارات.

وتتيح المحمية فرصًا للبحث العلمي في مجالات علوم الطيور، التنوع البيولوجي، وتأثير التغير المناخي على الهجرات، ما يعزز دور المملكة في الدراسات البيئية العالمية.

ويشارك في إدارة المحمية عدد من الجمعيات والمنظمات البيئية، التي تسهم في برامج الحماية والمراقبة لضمان الحفاظ على التوازن البيئي.

وتعمل السلطات على تطوير البنية التحتية البيئية في المحمية، بما في ذلك مراكز رصد حديثة ومسارات للزوار، دون التأثير على الطيور ومواطنها الطبيعية.

ويُعد موسم هجرة الخريف فرصة لرصد التغيرات البيئية ومتابعة تأثير العوامل المناخية على سلوك الطيور، وهو ما يجعل البيانات الميدانية قيمة علمية عالية.

وتظل محمية الملك سلمان نموذجًا رائدًا في حماية التنوع البيولوجي على مستوى المنطقة، حيث تجمع بين المحافظة على الحياة البرية وتعزيز الوعي البيئي بين المجتمع المحلي والزوار.

أحدث الأخبار
اخر الاخبار