توقع المركز الوطني للأرصاد في تقريره المفصل عن حالة الطقس ليومنا هذا، بمشيئة الله تعالى، أن الفرصة لا تزال مهيأة بشكل واسع لهطول أمطار رعدية تتراوح شدتها بين المتوسطة والغزيرة على عدد من مناطق المملكة، وهي أمطار قد تؤدي إلى نتائج خطيرة أبرزها جريان السيول القوية، وهذا يستدعي أخذ أقصى درجات الحيطة والحذر.
إقرأ ايضاً:"أمانة الطائف" تطلق مشروعًا مفاجئًا.. تعرف على تفاصيل صيانة شوارع حي الوسام!"المملكة" تؤكد ريادتها في قطاع التعدين.. واكتشافات قد تغيّر خارطة الاستثمار العالمي!

وتركز هذه التوقعات المباشرة حول الأمطار الرعدية على أربع مناطق رئيسية، وهي جازان وعسير والباحة، بالإضافة إلى منطقة مكة المكرمة، ما يشير إلى أن حالة عدم الاستقرار الجوي تغطي نطاقاً جغرافياً واسعاً ومؤثراً على الحركة اليومية لسكان هذه المناطق الحيوية والهامة، وهذا يتطلب رفع حالة التأهب من قبل الجهات المعنية.

ومن المتوقع أن تكون هذه الأمطار مصحوبة بظواهر جوية إضافية مثل تساقط "زخات من البرد" على بعض الأجزاء، إلى جانب نشاط ملحوظ في حركة الرياح السطحية، ما يزيد من صعوبة الأحوال الجوية ويهدد بزيادة منسوب المياه في الأودية والمنحدرات، وهذا يفرض الابتعاد عن المناطق المنخفضة.

ولم يغفل التقرير عن احتمالية "تكوّن الضباب" على تلك المناطق الأربع المشمولة بتوقعات الأمطار الغزيرة، وكذلك على الأجزاء الشرقية من المملكة، حيث يُعد الضباب ظاهرة جوية تسبب انخفاضاً حاداً ومفاجئاً في مدى الرؤية الأفقية، ما يشكل خطراً مباشراً على سلامة مرتادي الطرق.

في الوقت ذاته، يستمر تأثير الرياح النشطة والمثيرة للأتربة والغبار على منطقتي الشرقية والرياض، ما يؤدي إلى تدني مدى الرؤية الأفقية، ويهدد بالتأثير على المصابين بأمراض الجهاز التنفسي والحساسية، وهذا يستوجب منهم اتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة والبقاء في المنازل إذا أمكن ذلك.

وانتقل التقرير إلى تفصيل حالة الأجواء البحرية، مشيراً إلى أن حركة الرياح السطحية على البحر الأحمر ستكون شمالية غربية إلى شمالية، وتتراوح سرعتها بين 15-40 كيلومتراً في الساعة على الجزءين الشمالي والأوسط، وهذا يستدعي متابعة مستمرة من قبل الملاحة البحرية في هذين الجزءين.

بينما تكون حركة الرياح على الجزء الجنوبي من البحر الأحمر متغيرة، حيث تهب غربية إلى جنوبية غربية بسرعة 10-25 كيلومتراً في الساعة، لكنها قد تصل إلى سرعة 50 كيلومتراً في الساعة مع بدء تشكل السحب الرعدية الممطرة، وهذا يشمل كذلك المنطقة الممتدة باتجاه خليج العقبة، وهذا يرفع من مستوى التحذير البحري.

وفيما يخص ارتفاع الموج، يتراوح ارتفاع الموج على الجزء الشمالي والأوسط من البحر الأحمر بين نصف المتر والمترين، في حين يكون الموج خفيفاً إلى متوسطاً على الجزء الجنوبي، لكنه قد يصل ارتفاعه إلى مترين أيضاً مع تشكل السحب الرعدية الممطرة في الجنوب وكذلك باتجاه خليج العقبة، وهذا يؤكد على شدة التقلب الجوي هناك.

وعليه، فإن حالة البحر ستكون خفيفة إلى متوسطة الموج على الجزءين الشمالي والأوسط من البحر الأحمر، وتبقى خفيفة عموماً في الجزء الجنوبي، لكنها قد تصل إلى متوسطة الموج مع احتمالية تشكل السحب الرعدية الممطرة، وهذا يتطلب من الصيادين والبحارة الحذر الشديد في جميع أجزاء البحر الأحمر.

أما بالنسبة لحركة الرياح السطحية في الخليج العربي، فقد توقع المركز أن تكون رياحاً شمالية غربية إلى غربية، وبسرعة منخفضة نسبياً تتراوح بين 10-25 كيلومتراً في الساعة، ما يمنح استقراراً نسبياً في أجواء المنطقة البحرية هناك، وهذا يقلل من احتمالية التقلبات الشديدة.

ويصاحب هذه الرياح في الخليج العربي ارتفاع متواضع للموج، يتراوح من نصف المتر إلى متر واحد فقط، ما يجعل حالة البحر عموماً خفيفة الموج، وهذا يعني أن الأجواء البحرية في الخليج العربي تُعد أكثر استقراراً وهدوءاً مقارنةً بالبحر الأحمر اليوم، وهذا يسهل من حركة النقل البحري هناك.

وتؤكد هذه التوقعات التي أصدرها المركز الوطني للأرصاد على ضرورة متابعة النشرات الجوية والتحديثات المستمرة، لا سيما في المناطق المشمولة بتحذيرات الأمطار الغزيرة وجريان السيول والضباب الكثيف، وذلك لاتخاذ القرارات اللازمة لضمان سلامة الأرواح والممتلكات، وهذا يرسخ مفهوم السلامة العامة.

كما يجب على قائدي المركبات في مناطق الشرقية والرياض اتخاذ التدابير اللازمة للتعامل مع الرياح النشطة والأتربة المثارة، وتخفيف السرعة عند تدني مدى الرؤية الأفقية، بينما يجب على المسافرين بحراً توخي الحذر الشديد، خاصة في الجزء الجنوبي من البحر الأحمر وخليج العقبة، بسبب التغير المفاجئ في سرعة الرياح وارتفاع الموج.

وفي الختام، يوضح التقرير أن التقلبات الجوية تتوزع على عدة أجزاء من المملكة، ما بين الأمطار الغزيرة في الغرب والجنوب الغربي، والرياح المثيرة للأتربة في الوسط والشرق، ما يؤكد أن اليوم يحمل في طياته تحديات جوية تستدعي الانتباه والالتزام بتعليمات السلامة الرسمية الصادرة من الجهات المعنية.