جاءت خطوة توقيع مذكرة التفاهم بين المعهد الصناعي الثانوي وفرع الكلية التقنية بشرورة وجمعية العناية بالمساجد لتؤكد التزام المؤسسات التعليمية في المحافظة بتعزيز دورها المجتمعي وتوسيع نطاق مسؤوليتها تجاه البيئة المحلية، في إطار توجه وطني يعزز التكامل بين القطاعات التعليمية والخيرية لخدمة الصالح العام.
إقرأ ايضاً:"الهلال" يكرّم "سالم الدوسري" بطريقة غير متوقعة بعد إنجازه الآسيوي الكبير!"دله الصحية" تشارك بتوقيعها في "معرض الصحة العالمي 2025"
ووقّع الاتفاقية المهندس فيصل النهدي ممثلًا عن المعهد والكلية، والأستاذ مبارك الكربي ممثلًا عن الجمعية، حيث شهدت مراسم التوقيع حضور عدد من منسوبي التعليم والتدريب والتطوع في محافظة شرورة، في أجواء اتسمت بروح التعاون والرغبة المشتركة في تقديم مبادرات نوعية تخدم المجتمع المحلي.
وتهدف المذكرة إلى فتح آفاق جديدة أمام المتدربين والمتخرجين في مجالات التدريب العملي والصيانة الفنية، عبر إشراكهم في أعمال تطوعية تركز على صيانة المساجد والعناية بمرافقها، بما يعزز مفهوم التعلم التطبيقي ويربطه بقيم العطاء والمسؤولية.
ويأتي هذا التعاون ضمن الجهود الرامية إلى تمكين الشباب من اكتساب مهارات عملية تخدم احتياجات المجتمع، في الوقت الذي تعزز فيه المؤسسات التعليمية من رسالتها التنموية عبر مبادرات ذات أثر ملموس ومستدام.
كما تركز المذكرة على الاستفادة من الكوادر الفنية المؤهلة لدى الطرفين في تنفيذ برامج صيانة دورية للمساجد، تشمل الأنظمة الكهربائية والميكانيكية والإنشائية، لضمان استمرار جاهزية بيوت الله واستقبال المصلين في أفضل صورة ممكنة.
وإلى جانب الأعمال الميدانية، تشمل الاتفاقية إطلاق حملات توعوية موجهة للمجتمع تهدف إلى نشر ثقافة الحفاظ على مرافق المساجد، وإبراز دورها الروحي والاجتماعي في حياة الأفراد والجماعات.
وتعتزم الجهات المشاركة تنظيم ورش عمل تدريبية لتأهيل المتدربين على إجراءات الصيانة الوقائية، وتعريفهم بمتطلبات السلامة داخل المساجد، بما يواكب المعايير الحديثة في بيئة العمل التطوعي والفني.
كما تهدف المبادرة إلى بناء جسور تعاون مستدام بين المؤسسات التعليمية والجمعيات الخيرية في محافظة شرورة، لتكون نموذجًا يحتذى به في مجالات التكامل المجتمعي والتنمية البشرية.
ويُتوقع أن تفتح المذكرة فرصًا جديدة للتوظيف لخريجي الكلية والمعهد، من خلال الربط بين التدريب الفني واحتياجات المجتمع المحلي في مجالات الصيانة والخدمات الفنية.
ويؤكد هذا التعاون أن الدور المجتمعي للمؤسسات التعليمية لا يقتصر على قاعات الدراسة، بل يمتد إلى ميادين العمل الحقيقي حيث تُترجم المهارات إلى أعمال نافعة تعود بالفائدة على الوطن والمواطن.
ويرى القائمون على المشروع أن إشراك الشباب في المبادرات التطوعية يسهم في غرس قيم الانتماء الوطني، ويعزز وعيهم بأهمية العمل الجماعي والمشاركة في بناء مجتمع متكافل ومستدام.
كما تُعد الاتفاقية نموذجًا عمليًا لتفعيل مفهوم الشراكة بين القطاعين العام وغير الربحي، بما يتماشى مع مستهدفات رؤية المملكة 2030 التي تدعم التكامل بين مختلف الجهات لتحقيق التنمية المتوازنة.
ومن المنتظر أن تُسهم هذه المبادرة في تحسين بيئة المساجد من الناحية الفنية والخدمية، بما يرفع من جودة الخدمات المقدمة للمصلين، ويعزز الجانب الجمالي والحضاري للمحافظة.
وأكد المهندس فيصل النهدي أن هذا التعاون يمثل خطوة استراتيجية نحو ربط التدريب بالتطبيق العملي، موضحًا أن المتدربين سيكتسبون خبرات واقعية تسهم في تعزيز فرصهم المستقبلية في سوق العمل.
من جانبه، ثمّن الأستاذ مبارك الكربي مبادرة المعهد والكلية، مؤكدًا أن الجمعية حريصة على فتح أبوابها للشراكات التي تخدم بيوت الله وتعزز مفهوم العمل الخيري المنظم.
وأشار إلى أن التعاون مع المؤسسات التعليمية يمنح الجمعيات الأهلية دفعة نوعية في تنفيذ مشروعاتها التنموية، بفضل ما يمتلكه المتدربون من مهارات فنية قادرة على إحداث فرق حقيقي على أرض الواقع.
ويجسد هذا المشروع التكامل بين التعليم والتطوع في خدمة التنمية المحلية، ليصبح نموذجًا يحتذى في تفعيل طاقات الشباب وتسخيرها لخدمة الدين والوطن والمجتمع.
ويعكس توقيع المذكرة التزام الأطراف المشاركة بمبدأ المسؤولية المشتركة، وإيمانها بأن التنمية المستدامة تبدأ من المبادرات الصغيرة التي تصنع أثرًا كبيرًا في حياة الناس.