إنقاذ بحري
"حرس الحدود" بمكة المكرمة ينقذ مواطنًا من وضع خطير.. تفاصيل اللحظات العصيبة في البحر
كتب بواسطة: فادية حكيم |

قدّمت فرق البحث والإنقاذ التابعة لحرس الحدود في منطقة مكة المكرمة عملاً إنسانيًا ميدانيًا مميزًا، بعد أن نجحت في إنقاذ مواطن تعرّض لوعكة صحية مفاجئة أثناء وجوده في عرض البحر، حيث تم التعامل مع الموقف بسرعة واحترافية عالية لضمان سلامته ونقله إلى المستشفى لتلقي الرعاية اللازمة.
إقرأ ايضاً:"الهلال" يكرّم "سالم الدوسري" بطريقة غير متوقعة بعد إنجازه الآسيوي الكبير!"دله الصحية" تشارك بتوقيعها في "معرض الصحة العالمي 2025"

فور تلقي البلاغ، باشرت الفرق المتخصصة مهامها الميدانية على وجه السرعة، وتمكنت من تحديد موقع القارب والوصول إليه في وقت قياسي رغم صعوبة الظروف البحرية، مما يعكس الجاهزية العالية والاستجابة الفورية التي يتميز بها أفراد حرس الحدود في مثل هذه الحالات.

وأوضح بيان رسمي صادر عن المديرية العامة لحرس الحدود أن الطاقم البحري تعامل مع الحالة الصحية للمواطن في الموقع، حيث قدّم المسعفون الإسعافات الأولية بشكل عاجل قبل أن يتم نقله بأمان إلى أقرب ميناء، ومن ثم إلى المستشفى لاستكمال الإجراءات الطبية.

وأكدت المديرية أن نجاح هذه العملية يعود إلى التنسيق المتكامل بين مركز القيادة والسيطرة ووحدات البحث والإنقاذ الميدانية، إلى جانب سرعة التواصل مع الجهات الصحية لتأمين النقل الطبي في الوقت المناسب.

كما شددت المديرية على أهمية التزام جميع مرتادي البحر بتعليمات وإرشادات السلامة البحرية، خاصة عند الإبحار لمسافات طويلة أو في أوقات غير مستقرة مناخيًا، مشيرة إلى أن الوعي المسبق يقلل من احتمالات التعرض للمخاطر المفاجئة.

ونبهت كذلك إلى ضرورة تجهيز القوارب والمراكب بصندوق إسعافات أولية متكامل يحتوي على المستلزمات الضرورية للتعامل مع الحالات الطارئة، باعتباره أحد أهم عناصر السلامة التي لا يجوز إهمالها أثناء الرحلات البحرية.

وتحرص المديرية العامة لحرس الحدود على تفعيل برامج توعوية دورية تستهدف الصيادين والهواة ورواد البحر، لتثقيفهم بأساليب الوقاية وكيفية التعامل مع الحوادث الصحية أو الميكانيكية المفاجئة في عرض البحر.

ويُعد هذا التدخل جزءًا من سلسلة جهود ميدانية ينفذها حرس الحدود لحماية الأرواح وتقديم المساعدة الفورية في الحالات الطارئة، ضمن إطار مهامه الوطنية التي تجمع بين البعد الأمني والإنساني في آن واحد.

وتأتي هذه الجهود في سياق رؤية المملكة 2030 التي تضع سلامة الإنسان وجودة الحياة ضمن أولوياتها، وتشجع على تعزيز ثقافة المسؤولية والالتزام بالإجراءات الوقائية في جميع الأنشطة البحرية والترفيهية.

وتعمل قيادة حرس الحدود في مكة المكرمة على تطوير منظومة الاستجابة السريعة للحوادث البحرية عبر تحديث أسطولها من الزوارق وتدريب كوادرها على أحدث تقنيات الإنقاذ والإسعاف الميداني.

كما تسعى إلى توسيع نطاق التغطية البحرية من خلال إنشاء نقاط مراقبة إضافية على السواحل والمراسي لضمان سرعة الوصول إلى مواقع البلاغات وتقليل زمن الاستجابة في الحالات الحرجة.

وتؤكد البيانات الرسمية أن فرق الإنقاذ البحرية في المملكة تنفذ سنويًا عشرات العمليات المشابهة، تشمل إنقاذ مصابين أو متعطلين في عرض البحر أو التعامل مع حالات فقدان الاتصال أثناء الإبحار.

ويشير الخبراء إلى أن ارتفاع الوعي المجتمعي بمخاطر البحر يسهم بشكل كبير في تقليل عدد الحوادث، لاسيما مع تنامي ثقافة الالتزام بارتداء سترات النجاة واستخدام أدوات الملاحة الحديثة.

من جانب آخر، تحرص المديرية على التعاون المستمر مع وزارة الصحة والهلال الأحمر لتنسيق عمليات الإخلاء الطبي، وضمان وصول الحالات الحرجة إلى المستشفيات بأسرع وقت ممكن.

ويرى مراقبون أن سرعة تعامل حرس الحدود مع مثل هذه الحالات تعكس كفاءة البنية التحتية للقطاع البحري في المملكة، ومدى جاهزية الأجهزة المعنية لحماية المواطنين والمقيمين على السواء.

كما تمثل هذه الحادثة مثالًا عمليًا على التكامل بين الجهات الأمنية والخدمية في التصدي للحوادث الطارئة، بما يعزز ثقة المجتمع في قدرة المؤسسات الوطنية على الاستجابة بكفاءة عالية.

ويؤكد حرس الحدود أن الحفاظ على الأرواح في عرض البحر هو أولوية قصوى لا تقل أهمية عن مهام الحماية الأمنية، وأن كل عملية إنقاذ تمثل التزامًا إنسانيًا قبل أن تكون واجبًا وظيفيًا.

وبذلك يجدد هذا التدخل الميداني التأكيد على أن حرس الحدود السعودي يواصل أداء رسالته الوطنية في حماية الأرواح وتأمين الحدود البحرية، ضمن منظومة أمنية وإنسانية متكاملة تضع الإنسان في قلب اهتمامها.

أحدث الأخبار
اخر الاخبار