سجلت أسعار الذهب في المملكة العربية السعودية ارتفاعًا ملحوظًا خلال تعاملات اليوم، في ظل استمرار التغيرات العالمية في الأسواق المالية، والتأثر المستمر بعوامل اقتصادية متشابكة على رأسها تحركات أسعار الفائدة.
إقرأ ايضاً:"الهلال" يكرّم "سالم الدوسري" بطريقة غير متوقعة بعد إنجازه الآسيوي الكبير!"دله الصحية" تشارك بتوقيعها في "معرض الصحة العالمي 2025"
والتقلبات في أسعار صرف العملات، إلى جانب التوترات الجيوسياسية التي تلعب دورًا في تعزيز الطلب على المعدن النفيس بوصفه ملاذًا آمنًا.
وبحسب ما نشرته منصة "سعودي جولد"، فقد بلغ سعر الجرام من الذهب عيار 21، وهو العيار الأكثر تداولًا في السوق المحلي السعودي، نحو 354.78 ريال سعودي، ما يعادل 94.61 دولار أمريكي، مسجلًا بذلك ارتفاعًا مقارنة بالتعاملات السابقة.
ويأتي هذا التحرك في الأسعار في إطار موجة من التذبذب الذي يشهده المعدن الأصفر عالميًا، في ظل ترقب الأسواق لقرارات البنوك المركزية الكبرى، وعلى رأسها الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، بشأن أسعار الفائدة.
وارتفع أيضًا سعر الجرام من الذهب عيار 24، وهو العيار الأعلى نقاءً والأغلى سعرًا في السوق، ليصل إلى 405.47 ريال سعودي، في حين سجل الجرام من عيار 22، الذي يعد خيارًا متوسطًا بين النقاء والسعر، نحو 371.68 ريال.
أما الذهب عيار 18، والذي يلقى رواجًا لدى فئات معينة من المستهلكين خاصة في صناعة المجوهرات والمصوغات الخفيفة، فقد سجل 304.10 ريال للجرام الواحد، بينما بلغ سعر الجرام من عيار 14 حوالي 236.52 ريال.
ويُنظر إلى هذه الأرقام بوصفها مؤشرات على استمرار الاهتمام بالذهب كخيار استثماري آمن، في ظل توتر الأوضاع الاقتصادية عالميًا.
ويؤكد تجار الذهب في السوق المحلي أن الطلب لا يزال متقلبًا، إذ يتأثر بعوامل متعددة من بينها تذبذب أسعار صرف الريال مقابل الدولار، بالإضافة إلى التأثيرات الموسمية المرتبطة بالإجازات والمناسبات الاجتماعية التي تشهد ارتفاعًا في الإقبال على شراء المصوغات.
من جهة أخرى، يرى محللون أن الارتفاع الأخير في أسعار الذهب داخل المملكة مرتبط بشكل وثيق بالتغيرات في الأسواق العالمية، حيث تشهد العقود الفورية للذهب تحركات صاعدة بسبب مخاوف المستثمرين من التباطؤ الاقتصادي العالمي، وتزايد التوجه نحو الأصول الآمنة مع انخفاض شهية المخاطرة في الأسواق المالية.
كما أن ضعف الدولار الأمريكي في بعض جلسات التداول ساهم في رفع سعر الذهب، الذي يُسعّر عالميًا بالدولار، مما يجعل شراءه أكثر جاذبية لحاملي العملات الأخرى.
ويُتوقع أن تستمر الأسعار في هذا النطاق التذبذبي خلال الفترة المقبلة، خاصة مع اقتراب صدور بيانات اقتصادية مهمة من الولايات المتحدة والصين، والتي قد تؤثر بشكل مباشر في اتجاهات المستثمرين.
كما أن التوترات الجيوسياسية، لا سيما في بعض مناطق الشرق الأوسط وأوروبا الشرقية، قد تعزز من صعود الذهب على المدى القصير، مدفوعة بحالة عدم اليقين التي تسود الأسواق.
ويرى عدد من المراقبين أن الأسعار الحالية قد تمثل فرصة استثمارية جيدة لمن يرغب في الشراء على المدى الطويل، لا سيما مع استمرار الضغوط التضخمية في عدد من الاقتصادات الكبرى، واحتمال عودة الطلب القوي على الذهب من قبل البنوك المركزية.
وفي السياق المحلي، تبقى الأسعار مرهونة أيضًا بتحركات السوق العالمية، والتغيرات في العرض والطلب الداخلي، ما يجعل من المهم متابعة المؤشرات بشكل يومي بالنسبة للمستثمرين والمستهلكين على حد سواء.