أسعار النفط
بفعل تقلبات السوق.. استقرار أسعار النفط وسط ضغوط إنتاجية من أوبك بلس
كتب بواسطة: احمد عادل |

شهدت أسعار النفط حالة من الاستقرار اليوم الثلاثاء بعد موجة انخفاض استمرت ثلاثة أيام متأثرة بتزايد المخاوف من وفرة المعروض في الأسواق عقب إعلان تحالف أوبك بلس عن خطة لزيادة كبيرة في الإنتاج خلال شهر سبتمبر المقبل.
إقرأ ايضاً:"جامعة أم القرى" تطلق ملتقى غير مسبوق.. مفاجآت حول "الصحة النفسية" في الأزمات والكوارث"الابن يسير على خطى الأسطورة".. استدعاء جونيور رونالدو لمنتخب البرتغال تحت 16 عام

تأتي هذه التحركات وسط حالة من الترقب الحذر في أسواق الطاقة العالمية حيث سجل خام برنت في تداولاته الأخيرة سعر 68.76 دولار للبرميل بينما انخفض خام غرب تكساس الوسيط إلى مستوى 66.27 دولار في ظل ضغوط متعددة تؤثر على حركة الأسعار.

وتعرض الخامان لانخفاض تجاوز نسبة 1 بالمئة خلال الجلسة السابقة مسجلين بذلك أدنى مستوياتهما في أسبوع الأمر الذي يعكس حجم التوتر والقلق السائد في أسواق النفط تجاه حجم المعروض المتوقع خلال الفترة المقبلة.

وكان تحالف أوبك بلس قد توصل إلى اتفاق يوم الأحد الماضي لزيادة إنتاج النفط بنحو 547 ألف برميل يوميا ابتداء من سبتمبر وهو القرار الذي أثار جدلا واسعا حول تأثيره المحتمل على التوازن بين العرض والطلب في السوق العالمي.

ويمثل هذا القرار حلقة جديدة في سلسلة الزيادات التي قررتها أوبك بلس منذ مطلع هذا العام حيث يسعى التحالف إلى استعادة حصته السوقية بعد سنوات من التخفيضات الإنتاجية التي هدفت إلى دعم الأسعار خلال الأزمات الاقتصادية السابقة.

وتضخ دول أوبك بلس مجتمعة ما يقارب نصف إنتاج النفط العالمي ما يمنح قراراتها وزنا كبيرا في تحديد مسار الأسعار عالميا ويجعل من كل تعديل في الإنتاج عاملا مؤثرا في مستقبل الإمدادات العالمية للخام.

في الوقت ذاته تتزايد التحديات الجيوسياسية التي تؤثر على حركة النفط وعلى رأسها تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية والتي ألقت بظلالها على خطوط الإمداد وزادت من حساسية السوق تجاه أي تغيرات في مسارات التصدير.

وطالبت الولايات المتحدة الهند بالتوقف عن شراء النفط الروسي في خطوة تندرج ضمن الجهود الغربية الرامية للضغط على موسكو لدفعها نحو تسوية سياسية للنزاع المستمر مع أوكرانيا منذ أكثر من عام ونصف.

هذه الضغوط السياسية ترافقت مع تهديدات أمريكية بفرض رسوم جمركية ثانوية تصل إلى 100 بالمئة على الدول التي تستمر في شراء النفط الروسي الأمر الذي يعمق حالة القلق لدى المستثمرين بشأن استقرار الإمدادات مستقبلا.

في المقابل لجأت روسيا إلى توسيع دائرة مشتركيها في السوق من خلال منح خصومات مغرية وتحسين شروط الدفع للدول التي ما زالت تستورد نفطها ما ساعدها في تعويض جزء من الخسائر الناتجة عن انخفاض الصادرات لأوروبا.

ويأتي هذا في ظل محاولات مستمرة من إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للضغط على شركاء موسكو التجاريين إذ قررت واشنطن مؤخرا فرض رسوم جمركية بنسبة 25 بالمئة على الواردات القادمة من الهند بداية من شهر يوليو الماضي.

ويرى مراقبون أن تلك السياسات قد تسهم في تعقيد المشهد الاقتصادي العالمي وتزيد من وتيرة التذبذب في أسعار النفط خاصة إذا ما ارتفعت وتيرة الإجراءات الانتقامية بين القوى الكبرى خلال الأشهر المقبلة.

ويؤكد محللون أن الأسواق قد تبقى رهينة للقرارات السياسية أكثر من المؤشرات الاقتصادية خلال المرحلة الحالية وهو ما يجعل استقرار الأسعار أمرا صعبا في ظل حالة عدم اليقين المحيطة بالملف الروسي الأوكراني.

من جهة أخرى يعكس التوجه المتصاعد لزيادة إنتاج أوبك بلس رغبة في مواجهة ارتفاع الإمدادات الأمريكية وهو ما قد يدخل السوق في حالة من المنافسة الحادة على الحصص في آسيا وأفريقيا خلال الربع الأخير من العام الجاري.

ومع ترقب الأسواق لاجتماع أوبك بلس المقبل يظل المستثمرون في حالة تأهب دائم لأي إشارات جديدة حول تعديل خطط الإنتاج خاصة في حال استمرار التقلبات الجيوسياسية وتراجع الطلب من الصين وأوروبا خلال الفصول القادمة.

أحدث الأخبار
اخر الاخبار