في تأكيد جديد على الدور المحوري للتغذية الطبيعية في بناء مجتمع صحي، سلطت الهيئة العامة للغذاء والدواء الضوء على الأهمية القصوى للرضاعة الطبيعية، وفوائدها التي لا تقدر بثمن.
إقرأ ايضاً:"الهلال" يكرّم "سالم الدوسري" بطريقة غير متوقعة بعد إنجازه الآسيوي الكبير!"دله الصحية" تشارك بتوقيعها في "معرض الصحة العالمي 2025"
وأوضحت الهيئة أن هذه الفوائد تمتد لتشمل كلاً من الطفل والأم على حد سواء، وتعد بمثابة حجر الزاوية في تأسيس صحة جسدية ونفسية متكاملة لكليهما.
جاء ذلك ضمن حملة توعوية مكثفة أطلقتها الهيئة، بالتزامن مع فعاليات الأسبوع العالمي للرضاعة الطبيعية، الذي يختتم فعالياته اليوم، السابع من شهر أغسطس.
وشددت الهيئة على أن حليب الأم هو البداية الأنسب والأمثل لصحة الطفل، حيث يعتبر الغذاء المثالي المصمم خصيصًا لتلبية كافة احتياجاته في أشهر حياته الأولى.
فهو يمتاز بكونه سهل الهضم، ومناسبًا تمامًا لحجم معدة الرضيع الصغيرة، مما يقلل من مشاكل المغص والاضطرابات الهضمية التي قد يعاني منها الأطفال.
والأهم من ذلك، يعمل حليب الأم كأول لقاح طبيعي للرضيع، حيث يعزز من مناعته بشكل كبير، بفضل الأجسام المضادة الحيوية التي تنتقل إليه مباشرة من الأم.
هذه المناعة المكتسبة تساهم في حماية الطفل، وتقليل احتمالية إصابته بالعديد من الأمراض المستقبلية، مثل الحساسية، والربو، والسكري، وفقر الدم.
كما يدعم حليب الأم النمو السليم للدماغ والجهاز العصبي، بالإضافة إلى نمو الجسم بشكل متوازن، ويساهم بشكل مباشر في الوقاية من متلازمة موت الرضيع المفاجئ.
ولا تقتصر الفوائد العظيمة للرضاعة الطبيعية على الطفل فقط، بل تمتد لتشمل الأم المرضعة، وتمنحها مزايا صحية ونفسية فريدة من نوعها.
فقد أثبتت الدراسات العلمية أن الرضاعة الطبيعية تسهم في تقليل خطر إصابة الأم بسرطان الثدي والمبيض على المدى الطويل، بالإضافة إلى تقليل فرص الإصابة بهشاشة العظام.
كما أنها تساعد الأم على فقدان الوزن الذي اكتسبته خلال فترة الحمل بطريقة صحية وطبيعية، وتسرع من عملية عودة الرحم إلى حجمه الطبيعي بعد الولادة.
ويعود ذلك إلى أن عملية الرضاعة تحفز إفراز هرمون "الأوكسيتوسين"، الذي يلعب دورًا محوريًا في تقلص عضلات الرحم، ومساعدة الجسم على التعافي.
وفي إطار تعزيز هذه الممارسات الصحية، قدمت هيئة الغذاء والدواء مجموعة من التوصيات الهامة للأمهات، لضمان تحقيق أقصى استفادة من الرضاعة الطبيعية.
وأوصت الهيئة بضرورة البدء في إرضاع الطفل خلال الساعة الأولى بعد الولادة مباشرة، والاعتماد بشكل كامل وحصري على حليب الأم خلال الأشهر الستة الأولى من عمر الرضيع.
كما نصحت بإرضاع الطفل عند الحاجة، كلما أظهر علامات الجوع، دون التقيد بجدول زمني صارم، فذلك يعزز من إدرار الحليب ويقوي الرابطة بين الأم وطفلها.
وشددت على أهمية حرص الأم على تغذيتها المتوازنة، وشرب كميات كافية من السوائل، وأخذ قسط وافٍ من الراحة، لدعم قدرة جسمها على إنتاج الحليب.
وأخيرًا، أكدت الهيئة على أهمية عدم التردد في استشارة المختصين، في حال مواجهة أي صعوبات أو تحديات في الرضاعة، للحصول على الدعم والإرشاد اللازمين.
وتأتي هذه الحملة كجزء من جهود الهيئة المستمرة لرفع مستوى الوعي الصحي في المجتمع، ودعم خيارات التغذية الطبيعية الآمنة، لبناء أجيال أكثر صحة ومناعة.