GPT-5
"OpenAI" تفاجئ الجميع.. يمكنك الآن التحدث إلى "شخصية المتشكك" أو "الروبوت" في شات جي بي تي
كتب بواسطة: حاتم الصهيب |

أعلنت شركة OpenAI إطلاق نموذجها الجديد GPT-5 بوصفه نقلة نوعية في الذكاء الاصطناعي، وقالت إن الإصدار يرفع دقة المعلومات ويحسن فهم الأوامر ويحد من المبالغة والمجاملات غير المفيدة، ويأتي هذا الطرح امتدادًا لمسار تطوير بدأته الشركة مع الأجيال السابقة لكنه يضيف قفزة واضحة في طريقة التفكير والاستجابة بحسب وصفها.
إقرأ ايضاً:"الهلال" يكرّم "سالم الدوسري" بطريقة غير متوقعة بعد إنجازه الآسيوي الكبير!"دله الصحية" تشارك بتوقيعها في "معرض الصحة العالمي 2025"

يوضح الإعلان أن GPT-5 لا يكتفي بتقديم إجابات أسرع فحسب، بل يعمل على تحليل أعمق قبل الرد، إذ يعمد إلى تنظيم خطوات التفكير داخليًا ثم يصوغ المخرجات بلغة أكثر اتساقًا، والهدف تقليص الأخطاء الناتجة عن الاستعجال وتحسين ترابط الأفكار في الإجابة النهائية.

في مجال البرمجة تصفه الشركة بأنه أفضل نموذج ترميز قدمته حتى الآن، إذ يكتب واجهات مستخدم معقدة بكفاءة أعلى، ويتعامل مع مستودعات أكواد كبيرة على نحو أكثر استقرارًا، ويقترح إصلاحات دقيقة للأخطاء ويشرح أسبابها بلغة مفهومة للمطورين، ما يجعله أقرب إلى شريك برمجي يمكن الاعتماد عليه في مهام البناء والمراجعة.

ويتوسع النموذج في قدراته على صعيد الصحة والكتابة الرياضية، إذ أصبح أكثر دقة عند التعامل مع الأسئلة الطبية العامة وتلخيص الإرشادات المتاحة، كما حسّن أداءه في مسائل الرياضيات والتحليل الكتابي، ويقدم حلولًا خطوة بخطوة ويشرح المنهجية المستخدمة بطريقة مبسطة تساعد القارئ على تتبع المنطق.

وتشير الشركة إلى تقدم واضح في الذكاء البصري، حيث يفهم الصور بمستوى أدق ويستخرج منها سياقات متعددة، ثم يربط بين العناصر المرئية والنصوص المصاحبة قبل أن يقدم استنتاجاته، ويظهر هذا التطور في تفسير الرسوم البيانية وواجهات البرمجيات والوثائق المصورة، بما يرفع القيمة العملية عند الاستخدام اليومي.

وتلفت OpenAI إلى أن نسبة الهلوسة انخفضت بصورة ملموسة عند تفعيل البحث في الويب، إذ يسجل GPT-5 تقليلًا في احتمال تقديم معلومات خاطئة بنسبة خمسة وأربعين في المئة وفق اختبارات الشركة، ويعزو الإعلان ذلك إلى الاعتماد المنهجي على مصادر مباشرة وربط الإجابات بإشارات تحقق داخلية قبل عرضها للمستخدم.

أما أثناء وضع التفكير فالنموذج أقل عرضة للأخطاء مقارنة بإصدار o3، حيث تقول الشركة إن الانخفاض يصل إلى ثمانين في المئة عند استخدام أساليب الاستدلال المطول، ويعني ذلك توازنًا أفضل بين سرعة الاستجابة وعمقها، مع شفافية أعلى في عرض الحدود والافتراضات التي بُنيت عليها الخطوات.

وتبرز ميزة الصدق في التفاعل بوصفها سلوكًا افتراضيًا في GPT-5، إذ يميل إلى توضيح ما لا يستطيع فعله وما يحتاج إليه من أدوات غير متاحة، ويطلب التوضيح عندما يكون السؤال غير محدد، ويتجنب المجاملات اللفظية التي لا تضيف قيمة، ما يمنح المستخدم شعورًا أوضح بموثوقية ما يقرأه وجودته.

وتضيف OpenAI خيار الشخصيات التفاعلية التي تمنح المستخدم تحكمًا أوسع في أسلوب الحوار، وتشمل المتشكك الذي يختبر الفرضيات بحدة، والروبوت الذي يتعامل بعبارات مقتضبة ودقيقة، والمستمع الذي يركز على التعاطف وإعادة الصياغة، والمهووس بالمعرفة الذي يغوص في التفاصيل ومراجعها، وكلها اختيارات اختيارية يمكن تفعيلها أو تجاوزها.

هذه الشخصيات لا تغيّر الحقائق ولا قدرات النموذج الأساسية، لكنها تضبط نبرة الحديث وتوزيع الشرح ودرجة التحفظ، فيستطيع المستخدم انتقاء المزاج المناسب للمهمة، سواء أراد تدقيقًا صلبًا أو شرحًا مطولًا أو أسلوبًا عمليًا سريعًا، مع بقاء التحكم النهائي لدى المستخدم في أي وقت.

على صعيد الوصول، تذكر الشركة أن النموذج متاح لجميع مستخدمي ChatGPT ضمن الحدود المعتادة، ويحصل مشتركو خطة بلس على أولوية في الاستخدام قبل الوصول إلى السقف المسموح، بينما توفر خطة برو إصدار GPT-5 برو بقدرات تفكير واستنتاج ممتدة لمن يحتاج إلى جلسات أطول واستدلالات أعقد.

وعند بلوغ الحد الأقصى في الجلسة ينتقل النظام تلقائيًا إلى نسخة مصغرة من GPT-5 لاستكمال الاستفسارات المتبقية، وتستهدف هذه الآلية استمرار العمل دون انقطاع، مع الحفاظ على نفس سياق المحادثة قدر الإمكان، بحيث لا يفقد المستخدم الخيط العام لسؤاله أو المهمة الجارية.

وتوضح OpenAI أن GPT-5 يعيد ترتيب مجموعة النماذج المتاحة لديها، إذ يحل محل الإصدارات السابقة ويجمع قدراتها في قالب واحد أكثر تماسكًا، ويشمل ذلك GPT-4o وإصدار o3 ونسخة o4 ميني بالإضافة إلى GPT 4 فاصل 1 و GPT 4 فاصل 5، في خطوة تهدف إلى تبسيط الاختيار وتقليل التشتت لدى المستخدمين.

وتؤكد الشركة أن الأولوية في هذا الجيل كانت لموثوقية المعلومة قبل الزينة اللغوية، لذا خُفّضت النبرة الإنشائية غير الضرورية، وزيد الحرص على ذكر القيود حين تظهر، مع تحسين فهم الأوامر المركبة والطلبات متعددة الخطوات، ليصبح الحوار أقرب إلى تعاون عملي يوازن بين الدقة والسرعة.

وبينما تركز الترقيات على البنية الفكرية الداخلية للنموذج، فهي تمتد كذلك إلى تجربة الاستخدام، من حيث التعامل الأكثر سلاسة مع الملفات والصور والسياقات الكبيرة، ومن حيث الردود التي توضّح مصادر القوة والضعف بدل الاكتفاء بالنتيجة النهائية، ما يعزز ثقة المستخدم في العملية وليس في المخرج وحده.

وبهذه الحزمة من التغييرات تراهن OpenAI على تقديم قفزة ملموسة يشعر بها المستخدمون في البرمجة والصحة والرياضيات والذكاء البصري، مع تقليص الهفوات وزيادة الشفافية وتوفير خيارات للتحكم في أسلوب التفاعل، لتقدم GPT-5 بوصفه خطوة جديدة في طريق جعل أدوات الذكاء الاصطناعي أكثر نفعًا وصدقًا في الحياة اليومية.

أحدث الأخبار
اخر الاخبار