يشهد كرنفال بريدة للتمور هذا العام حضورًا لافتًا ومشاركة واسعة من مختلف شرائح المجتمع المحلي والدولي، مستهدفًا ثلاثة أهداف رئيسية منذ انطلاقه في مطلع شهر أغسطس الجاري وحتى الرابع عشر من أكتوبر المقبل، وهي دعم حركة المبيعات والتصدير وتسويق التمور، وإضفاء الطابع الترفيهي المرتبط بالتمور.
إقرأ ايضاً:"الهلال" يكرّم "سالم الدوسري" بطريقة غير متوقعة بعد إنجازه الآسيوي الكبير!"دله الصحية" تشارك بتوقيعها في "معرض الصحة العالمي 2025"
إلى جانب ترسيخ هوية النخلة كثقافة سعودية أصيلة متجذرة في الوجدان الشعبي، وذلك من خلال سلسلة فعاليات متنوعة تُقام بمدينة التمور في بريدة، التي تحولت إلى وجهة اقتصادية وثقافية وترفيهية كبرى خلال هذه الفترة الموسمية.
ويُعد كرنفال بريدة للتمور من أكبر الفعاليات الموسمية المرتبطة بالقطاع الزراعي في المملكة والمنطقة، بل وتُوّج العام الماضي بشهادة من موسوعة غينيس للأرقام القياسية كأكبر كرنفال تمور في العالم، الأمر الذي يعكس مكانته العالمية وتأثيره المتزايد في دعم الاقتصاد المحلي لقطاع التمور.
ويجمع الكرنفال بين البعد الاقتصادي والتسويقي من جهة، والبعد الثقافي والترفيهي من جهة أخرى، وهو ما يمنحه زخمًا خاصًا، ويجعله وجهةً جاذبةً للمزارعين والتجار والمتسوقين، إضافة إلى السيّاح والمهتمين بثقافة النخيل من مختلف دول العالم.
وقد تجاوزت مبيعات الكرنفال في نسخته الماضية حاجز 3.2 مليارات ريال سعودي، ما يعكس النمو المتواصل في حجم الحركة التجارية التي يشهدها الحدث، ويُتوقع أن تتجاوز هذه الأرقام في نسخته الحالية.
في ظل التوسع في عدد المشاركين، وزيادة الطلب المحلي والدولي على التمور السعودية، لاسيما من منطقة القصيم التي تُعد أكبر مناطق المملكة تصديرًا للتمور.
بمعدل سنوي يصل إلى 578 ألف طن، وتحتضن وحدها أكثر من 11.2 مليون نخلة من أصل نحو 37 مليون نخلة في المملكة، ما يعكس ثقلها الزراعي ودورها المحوري في دعم الأمن الغذائي الوطني.
ويُقام الكرنفال تحت إشراف مباشر من إمارة منطقة القصيم، وتنظيم من المركز الوطني للنخيل والتمور، وبالشراكة مع وزارة البيئة والمياه والزراعة، حيث تمتد فعالياته على مدى 75 يومًا متواصلة، وتتضمن برامج توعوية وتثقيفية وترفيهية موجهة إلى مختلف الفئات العمرية والاجتماعية.
بالإضافة إلى ورش عمل ومعارض مصاحبة تستهدف تعزيز المعرفة حول طرق الزراعة الحديثة، وأساليب التعبئة والتغليف والتسويق، وتحفيز الابتكار في الصناعات التحويلية القائمة على التمور.
ويحظى الزوار خلال أيام الكرنفال بفرصة فريدة للتعرف عن قرب على مئات الأنواع من التمور التي تُعرض في أروقة السوق، وسط أجواء نابضة بالحياة تعكس تنوع المنتج السعودي وجودته العالية.
كما يُخصص الكرنفال مساحات للعائلات والأطفال، ويقدم أنشطة تفاعلية تسهم في تعزيز ارتباط الأجيال الجديدة بموروث النخيل، بوصفه عنصرًا حيويًا من الهوية الثقافية والاقتصادية للمملكة.
ويشكل الكرنفال منصة مثالية لعقد الصفقات التجارية بين المزارعين والمشترين، مما يسهم في تنشيط سلسلة القيمة المضافة للتمور، ودعم رؤية المملكة نحو تعزيز الصادرات غير النفطية ورفع مساهمة القطاع الزراعي في الناتج المحلي.