تواصل كرة القدم السعودية السير بخطى متسارعة ضمن مسار التحول الشامل الذي يشهده القطاع الرياضي منذ عامين، في إطار الرؤية الطموحة التي تنتهجها المملكة لتعزيز موقعها كوجهة عالمية لرياضة كرة القدم.
إقرأ ايضاً:"الهلال" يكرّم "سالم الدوسري" بطريقة غير متوقعة بعد إنجازه الآسيوي الكبير!"دله الصحية" تشارك بتوقيعها في "معرض الصحة العالمي 2025"
ويأتي ذلك ضمن مبادرة التخصيص الرياضي التي أطلقها صندوق الاستثمارات العامة، والتي تهدف إلى تحويل الأندية الكبرى إلى كيانات استثمارية مستدامة تسهم في تعزيز النمو الاقتصادي ورفع مستوى التنافسية داخل وخارج الملعب.
وفي هذا السياق، كشفت تقارير حديثة عن توجه صندوق الاستثمارات العامة نحو طرح حصته في نادي الهلال السعودي، والتي تبلغ 75% من أسهم النادي، للاستثمار أمام القطاع الخاص.
ويُعد هذا التوجه خطوة أولى ضمن خطة أوسع لطرح الأندية الأربعة الكبرى في المملكة، وهي الهلال، النصر، الاتحاد، والأهلي، مما يفتح آفاقًا جديدة أمام المستثمرين للدخول في قطاع كرة القدم، ويمنح الأندية مزيدًا من الاستقلالية والكفاءة الإدارية والمالية.
ويأتي اختيار نادي الهلال كأول نادٍ يُطرح للاستثمار انعكاسًا لقيمته السوقية العالية، ومكانته الرياضية على المستويين المحلي والدولي.
فمنذ انتقال ملكيته إلى صندوق الاستثمارات العامة، شهد الهلال تطورًا لافتًا في بنيته التحتية وإدارته الفنية والمالية، الأمر الذي مكّنه من استقطاب نخبة من أبرز نجوم كرة القدم العالمية، ليعزز بذلك من قوته التنافسية ويزيد من شعبيته القارية والعالمية.
وشهد سوق الانتقالات الصيفية الجاري انضمام النجم الفرنسي ثيو هيرنانديز والأورغوياني داروين نونيز إلى صفوف الهلال، في صفقتين حظيتا باهتمام واسع في الأوساط الرياضية، لتضاف إلى سلسلة تعاقدات ضخمة أبرمها النادي في العامين الأخيرين، شملت أسماء رنانة على غرار نيمار وكوليبالي ومالكوم وسافيتش وروبن نيفيز.
وتعكس هذه التعاقدات توجه النادي لتكوين فريق عالمي قادر على المنافسة في البطولات القارية والدولية.
ورغم النجاح الفني الذي حققه الفريق، إلا أن الهلال اضطر إلى الانسحاب من بطولة كأس السوبر السعودي هذا العام، نتيجة لضغط روزنامة المنافسات، خاصة بعد مشاركته الأخيرة في بطولة كأس العالم للأندية، والتي امتدت حتى نهاية الموسم، ما انعكس على جدولة مباريات الفريق واستعداداته الفنية.
ويُنظر إلى طرح نادي الهلال للاستثمار كخطوة استراتيجية من شأنها تعزيز كفاءة الحوكمة في النادي، وتوسيع مصادر دخله، وجعله أكثر قدرة على المنافسة تجاريًا وماليًا، في ظل التوجه العالمي لتحويل الأندية إلى شركات رياضية تدار باحترافية.
كما من المتوقع أن يسهم هذا الطرح في جذب شراكات دولية واستثمارات كبرى تسهم في تطوير البنية التحتية، وزيادة مساهمة القطاع الرياضي في الناتج المحلي الإجمالي للمملكة.
وتبقى التجربة المرتقبة لطرح نادي الهلال تحت المجهر، حيث من المنتظر أن تحدد نتائجها شكل المرحلة المقبلة من التخصيص الرياضي، وتمهد الطريق لتكرار التجربة مع الأندية الثلاثة الأخرى، في إطار سعي السعودية لتعزيز ريادتها في المشهد الرياضي العالمي.