أطلقت الهيئة الوطنية للأمن السيبراني بالتعاون مع وزارة التعليم حملة توعوية جديدة تحت شعار نعود للمدرسة من باب آمن، وتهدف هذه المبادرة إلى تعزيز الثقافة السيبرانية لدى الطلاب والطالبات وأولياء الأمور، وتشجيعهم على تبني ممارسات آمنة أثناء استخدام الفضاء الرقمي، بما يساهم في حمايتهم من التهديدات الإلكترونية المتزايدة.
إقرأ ايضاً:"الهلال" يكرّم "سالم الدوسري" بطريقة غير متوقعة بعد إنجازه الآسيوي الكبير!"دله الصحية" تشارك بتوقيعها في "معرض الصحة العالمي 2025"
وتأتي هذه الحملة امتدادًا لسلسلة مبادرات وطنية أطلقتها الهيئة خلال السنوات الماضية، بهدف رفع مستوى الوعي بالأمن السيبراني بين مختلف فئات المجتمع، مع التركيز بشكل خاص على شريحة الطلبة الذين يشكلون قاعدة واسعة في استخدام الإنترنت والتقنيات الحديثة.
تركز الحملة على نشر الوعي بأهمية اتباع سلوكيات آمنة عند التعامل مع الشبكات والتطبيقات الإلكترونية، إضافة إلى تعزيز مفهوم الحرص الاستباقي في مواجهة التهديدات الرقمية، خاصة مع تزايد استخدام الطلبة للتقنيات التعليمية والمنصات الإلكترونية خلال العام الدراسي.
وقدمت الهيئة عبر هذه الحملة مجموعة من المواد التثقيفية التي تناولت موضوعات متنوعة، أبرزها التصيد الإلكتروني وطرق كشف الروابط المشبوهة التي غالبًا ما تتخفى في صورة عروض وهمية، فضلًا عن أهمية الاعتماد على التطبيقات الموثوقة فقط.
كما تناولت المواد التوعوية موضوع الهندسة الاجتماعية التي تعد من أبرز أساليب الاختراق، إضافة إلى توضيح أهمية تفعيل التحديثات التلقائية للبرامج، وتبني كلمات مرور قوية، وتفعيل الرقابة الأبوية لمتابعة استخدام الأبناء للإنترنت بشكل آمن.
ومن بين الموضوعات المطروحة أيضًا التركيز على التصفح الآمن للإنترنت، حيث تم تقديم نصائح عملية تساعد الطلاب والطالبات على تجنب المخاطر الرقمية، والابتعاد عن المواقع غير الموثوقة التي قد تشكل تهديدًا لبياناتهم الشخصية.
تسعى الهيئة الوطنية للأمن السيبراني من خلال هذه الحملة إلى الحد من التعرض للمخاطر الإلكترونية، عبر توعية الطلبة وأولياء الأمور بأبرز الممارسات الوقائية التي يمكن أن تقلل من احتمالية الوقوع ضحية للهجمات الإلكترونية المتكررة.
وتُبث رسائل الحملة التوعوية عبر حسابات برنامج آمن للتوعية بالأمن السيبراني على منصات التواصل الاجتماعي، بما يضمن وصولها إلى أكبر شريحة من المجتمع، ويعزز من تفاعل أولياء الأمور والطلبة مع مضامينها المختلفة.
ويعد برنامج آمن أحد أهم المبادرات الإستراتيجية التي تتبناها الهيئة الوطنية للأمن السيبراني على المستوى الوطني، إذ يركز على رفع وعي المجتمع بكامل فئاته تجاه القضايا السيبرانية، ودعم الممارسات الصحيحة لحماية الأفراد والجهات من المخاطر الإلكترونية.
تهدف الهيئة من خلال هذه البرامج إلى بناء بيئة رقمية آمنة وموثوقة، تسهم في حماية المجتمع من الجرائم الإلكترونية، وتعزز من قدرة الأفراد على التعامل الواعي مع مختلف التحديات السيبرانية التي قد تواجههم في حياتهم اليومية.
كما أن هذه الجهود تتماشى مع التوجهات الوطنية الرامية إلى جعل الفضاء السيبراني في المملكة فضاءً آمنًا وموثوقًا، وهو ما يعد ركيزة أساسية لتحقيق النمو والازدهار في ظل التحولات الرقمية الكبرى التي يشهدها العالم.
الهيئة أكدت أن التحديات السيبرانية باتت تتطور بشكل متسارع، وهو ما يستدعي مواصلة العمل على نشر التوعية وتعزيز الثقافة الأمنية الرقمية بشكل مستمر، خصوصًا مع شريحة الناشئة التي تقضي وقتًا طويلًا على الإنترنت.
ولفتت الهيئة إلى أن وعي أولياء الأمور لا يقل أهمية عن وعي الطلبة أنفسهم، إذ يمثلون خط الدفاع الأول في توجيه الأبناء ومراقبة أنشطتهم الإلكترونية، بما يضمن لهم تجربة تعليمية آمنة خالية من التهديدات.
ومع انطلاقة العام الدراسي الجديد، تأمل الهيئة الوطنية للأمن السيبراني أن تنعكس هذه الحملة إيجابًا على وعي الطلبة والمجتمع، وأن تساهم في ترسيخ ثقافة الحماية الرقمية، وصولًا إلى فضاء سيبراني سعودي أكثر أمانًا واستقرارًا.