شهدت محافظة الطائف خلال الأيام الماضية استمرار هطول الأمطار على مناطق متفرقة منها، حيث أسهمت هذه الحالات المطرية في رسم مشهد طبيعي بديع خصوصًا في المرتفعات السياحية بالهدا والشفا وعلى طول طريق الجنوب، ما جعل الطائف تتزين بغطاء طبيعي آسر زاد من جمالها المعروف.
إقرأ ايضاً:"الهلال" يكرّم "سالم الدوسري" بطريقة غير متوقعة بعد إنجازه الآسيوي الكبير!"دله الصحية" تشارك بتوقيعها في "معرض الصحة العالمي 2025"
الأمطار أضفت على "عروس المصايف" أجواء خلابة، حيث امتلأت الأودية بالمياه وتلألأت التلال بالخضرة، فيما انتشرت رائحة الورد الطائفي المميز التي جذبت الأهالي والزوار، لتصبح الطائف مقصدًا لعشاق الطبيعة الذين يتطلعون إلى أجواء استثنائية خارج الروتين اليومي.
في المناطق البرية والجبلية تجلت مناظر الطبيعة بغطاء أخضر متنوع من النباتات العطرية والأزهار البرية، التي تزينها الشجيرات الصغيرة وينابيع المياه وبركها العذبة، ما حول المشهد إلى واحات طبيعية آسرة للأنظار.
كما غطت الأمطار الأودية والتلال والسهول، مانحة الطائف نموًا متزايدًا في غطائها النباتي بما ينسجم مع مستهدفات مبادرة السعودية الخضراء، التي تسعى لزيادة الرقعة الخضراء وتعزيز استدامة البيئة.
وفي ظل هذه الأجواء، دعت أمانة الطائف الأهالي والزوار إلى متابعة أطفالهم وتحذيرهم من الاقتراب من المستنقعات والبرك المائية حفاظًا على سلامتهم، مشددة على ضرورة الابتعاد عن بطون الأودية ومناطق تجمع السيول.
وأكدت الأمانة أنها عززت من انتشار فرقها الميدانية في المحاور الرئيسة لمواجهة آثار الأمطار والسيول، حيث تعمل الفرق على إزالة الرواسب والشوائب التي تجرفها المياه لضمان استمرار كفاءة شبكات تصريف السيول.
كما أوضحت أنها تواصل تنفيذ مشاريع إستراتيجية لدعم البنية التحتية الخاصة بالتصريف، من خلال دراسات هيدرولوجية وإنشاء قنوات وعبارات جديدة وتأهيل مجاري الأودية، في خطوة تهدف لحماية الأرواح والممتلكات من مخاطر السيول.
ولم يقتصر دور الأمانة على ذلك، بل باشرت أيضًا معالجة المستنقعات والتجمعات المائية بوسائل متعددة، تشمل التجفيف والمعالجة الكيميائية والميكانيكية، إلى جانب الرش وردم البرك في عدد من الأحياء السكنية.
وبحسب الأمانة، تعمل أكثر من 60 فرقة ميدانية مدعومة بـ6 فرق طوارئ على تنفيذ خطة الأمطار والسيول، حيث تنتشر المعدات والآليات بشكل مكثف لشفط المياه وفتح الطرق المغلقة ومعالجة البلاغات التي ترد بشكل فوري.
هذه الجهود تأتي ضمن خطة شاملة وضعتها الأمانة لتقليل المخاطر المحتملة خلال موسم الأمطار، خاصة في ظل غزارتها وتكرارها هذا العام، إذ تم رفع درجات الجاهزية الميدانية لمواجهة مختلف السيناريوهات المحتملة.
كما شددت الأمانة في بيانها على أهمية وعي المواطنين والمقيمين بضرورة الابتعاد عن مواقع الخطر أثناء جريان السيول، محذرة من الاقتراب من مصادر الكهرباء في الحدائق والمرافق العامة لما تشكله من خطورة في أوقات هطول الأمطار.
ولفتت إلى أن فرق الطوارئ تواصل أعمالها على مدار الساعة للتأكد من انسيابية الحركة المرورية داخل المدينة والقرى التابعة لها، إلى جانب التدخل السريع لمعالجة البلاغات الطارئة المرتبطة بتجمعات المياه.
وأكدت الأمانة أنها لن تدخر جهدًا في التعامل مع أي حالة طارئة قد تنجم عن الأمطار والسيول، مشيرة إلى جاهزيتها الكاملة عبر فرقها الميدانية ومعداتها الحديثة المنتشرة في مختلف المواقع.
وفي ختام بيانها، جددت الأمانة دعوتها للمواطنين والمقيمين للتعاون معها عبر التواصل مع مركز البلاغات البلدية الموحد 940، عند وجود أي ملاحظات أو مشكلات، مؤكدة أن وعي المجتمع يمثل خط الدفاع الأول في مواجهة مخاطر السيول.