في حديث خاص أدلى به الباحث في الطقس والمناخ عبدالعزيز الحصيني، أوضح أن ما يتم تداوله بين العامة بشأن مشاهدة نجم "سهيل" في السماء خلال هذه الأيام من شهر أغسطس غير دقيق.
إقرأ ايضاً:"الهلال" يكرّم "سالم الدوسري" بطريقة غير متوقعة بعد إنجازه الآسيوي الكبير!"دله الصحية" تشارك بتوقيعها في "معرض الصحة العالمي 2025"
مشيرًا إلى وجود نجم آخر يظهر قبل سهيل ويشترك معه في بعض الصفات البصرية، ما يؤدي إلى حدوث التباس متكرر كل عام بين المهتمين بالفلك ومراقبي السماء.
وأكد الحصيني أن النجم الذي يسبق ظهور سهيل يُعرف بين الفلكيين باسم "المحلف"، وهو من النجوم التي تظهر بوضوح في هذا التوقيت من السنة، ويتشابه في موقعه وسطوعه مع نجم سهيل إلى حد كبير، مما يدفع البعض إلى الاعتقاد الخاطئ بأنهم قد رأوا سهيل بالفعل، في حين أن النجم الحقيقي لم يظهر بعد.
وأضاف الحصيني أن هذا النجم يُطلق عليه في الموروث الشعبي اسم "سهيل مكذب العداد"، في إشارة إلى الالتباس الذي يحدث بسببه، حيث يظنه البعض سهيلًا، بل ويقسمون على ذلك، إلى أن يظهر سهيل الحقيقي لاحقًا ويتبيّن لهم الخطأ.
ويعكس هذا الاسم الشعبي حالة الالتباس التي تحدث سنويًا مع دخول هذه الفترة الانتقالية من فصول السنة، والتي ترتبط فيها مجموعة من الظواهر المناخية والفلكية برؤية نجم سهيل، كعلامة على تغير الأجواء وانكسار شدة الحر.
وتابع الحصيني في حديثه بأن مثل هذه الظواهر تدعو إلى التريث والتثبت عند رصد الأجرام السماوية، مشددًا على أهمية الاعتماد على الحسابات الفلكية الدقيقة والتوقيتات المثبتة علميًا في تحديد مواعيد ظهور النجوم، خاصة تلك التي لها دلالات مناخية واجتماعية في الثقافة المحلية.
وأشار إلى أن نجم سهيل لا يظهر في وقت واحد في جميع مناطق الجزيرة العربية، وإنما تختلف مواعيد رؤيته تبعًا لاختلاف خطوط العرض، وهو ما يجعل من الضروري الرجوع إلى المتخصصين أو الجداول الفلكية لتحديد التوقيت الصحيح لكل منطقة.
وأوضح أن دخول نجم سهيل في الأفق الجنوبي يشكل منعطفًا مهمًا في حالة الطقس، حيث يبدأ معه انخفاض درجات الحرارة تدريجيًا خاصة أثناء الليل، كما تبدأ بعض الحيوانات بالتحرك وفقًا لدوراتها الطبيعية المرتبطة بالفصول، وتستعد النباتات لمواسم معينة من النمو.
ولذلك، يربط سكان الجزيرة العربية ظهور سهيل بتغير المناخ وتحول الجو من حر الصيف إلى بدايات اعتدال الخريف، ولهذا السبب يحظى باهتمام واسع كل عام.
وفي ختام حديثه، دعا الحصيني المهتمين بالطقس والفلك إلى تحري الدقة وعدم الاستعجال في إعلان مشاهدة النجوم ذات الرمزية المناخية مثل سهيل، مشيرًا إلى أن الاستناد على الخبرة والتقويم الفلكي يمنع كثيرًا من الإرباك ويقلل من تداول المعلومات غير الصحيحة.
كما حث على استغلال هذه المواسم في تعزيز الوعي بثقافة الأرصاد والفلك، التي كانت منذ القدم مرتبطة بحياة الناس وارتباطهم الوثيق بالطبيعة ومواسمها.