أصدرت مكتبة الملك عبدالعزيز العامة أربعًا وعشرين قصة مترجمة ضمن مشروع نوعي يهدف إلى نقل أدب الأطفال العربي إلى الساحة العالمية.
إقرأ ايضاً:"الهلال" يكرّم "سالم الدوسري" بطريقة غير متوقعة بعد إنجازه الآسيوي الكبير!"دله الصحية" تشارك بتوقيعها في "معرض الصحة العالمي 2025"
وذلك من خلال ترجمة مجموعة مختارة من القصص من اللغة العربية إلى ثلاث لغات رئيسية هي: الإنجليزية والفرنسية والصينية، في خطوة تعكس التزام المملكة بتعزيز التبادل الثقافي، وترسيخ الحضور الأدبي العربي في المشهد العالمي.
وقد جاء هذا المشروع بالتعاون مع جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن، ليشكل نموذجًا للتكامل بين المؤسسات الثقافية والأكاديمية، ويعزز من دور المرأة السعودية في صناعة المحتوى الأدبي الموجه للأطفال.
وأوضحت المكتبة أن أحد أبرز الأعمال التي جرى ترجمتها إلى اللغة الفرنسية كانت قصة عن القهوة السعودية، حملت عنوان "Hours pour le café saoudien"، والتي تمثّل نافذة ثقافية تعبّر عن الموروث الشعبي السعودي بطريقة مبسطة وقريبة من الأطفال من مختلف الثقافات.
وتنوّعت باقي القصص المترجمة لتشمل موضوعات ثرية ومتكاملة، كالألوان، والهوايات، والحرف اليدوية، والرسم، وحكايات الجدة، والحج والعمرة، والعادات والتقاليد السعودية، في تناغم يعكس ثراء المحتوى العربي وارتباطه العميق بالقيم الإنسانية والروابط المجتمعية.
وقد شاركت في تأليف هذه القصص نخبة من الكاتبات السعوديات المعنيات بأدب الطفل، من بينهن الجوهرة آل جهجاه، وأروى الثنيان، وماريا دعدوش، ومرام المطيري، وفاطمة خوجة، ووفاء السبيل، وغيرهن، ما يُبرز الدور الفاعل للمرأة السعودية في إثراء الإنتاج الأدبي وتقديم محتوى إبداعي موجه للفئات الناشئة.
ويمثل المشروع منصة لإبراز الإبداع المحلي، والتأكيد على قدرته على المنافسة والتأثير في الساحة العالمية، خصوصًا في مجال أدب الأطفال الذي يُعد من أكثر الأنواع الأدبية تأثيرًا في تشكيل الوعي الثقافي لدى الأجيال الجديدة.
ويأتي هذا التوجه من مكتبة الملك عبدالعزيز العامة ضمن إستراتيجية أوسع تسعى إلى إيصال القيم الثقافية والإنسانية المتجذرة في الأدب العربي إلى أوسع نطاق ممكن من القراء في أنحاء العالم.
ويهدف المشروع أيضًا إلى المساهمة في نقل الأدب السعودي والعربي إلى مستوى العالمية، عبر ترجمة منتقاة تحترم خصوصية النص الأصلي وتراعي احتياجات الطفل القارئ في الثقافات الأخرى.
وتمثل هذه المبادرة امتدادًا لجهود المملكة في دعم حركة الترجمة، بوصفها جسرًا مهمًا للتواصل الحضاري وتبادل المعرفة.
ولا تقتصر أهمية هذا المشروع على ترجمته للنصوص فحسب، بل تكمن أيضًا في تعزيز حضور المحتوى العربي في السوق العالمية للكتاب، وفتح آفاق جديدة للتفاعل الثقافي من خلال قصص تنقل للطفل غير العربي صورة زاهية عن المجتمع السعودي وقيمه، بأسلوب أدبي ممتع ومناسب لعمره.
كما يدعم المشروع مساعي المملكة في إطار رؤية 2030، والتي تؤكد على أهمية الثقافة كأحد محاور التنمية الشاملة، وتشجع على إثراء المشهد الثقافي المحلي والعالمي بالمحتوى الإبداعي المتميز.
وتعكس هذه المبادرة رؤية مكتبة الملك عبدالعزيز العامة كمؤسسة وطنية رائدة في دعم الثقافة والقراءة، وتعزيز مكانة المملكة كمنتج ومصدر للمحتوى الأدبي والمعرفي.
كما تمثل الترجمة المتخصصة لأدب الأطفال خطوة متقدمة نحو بناء جسور متينة بين الشعوب، وتوسيع نطاق التفاهم الإنساني عبر أدوات بسيطة وفعالة تبدأ من الكلمة والصورة، وتنتهي بتشكيل الوعي الثقافي العالمي.
بما يسهم في نشر القيم الإيجابية والمشتركة بين الأمم من خلال أدب موجه للأطفال، هو الأكثر تأثيرًا في تشكيل الأجيال المقبلة.