مجمع إرادة والصحة النفسية
"مجمع إرادة والصحة النفسية" يكشف "الفائدة الخفية" للتبرع بالدم.. وهي ليست جسدية
كتب بواسطة: محمود العادل |

أكد مجمع إرادة والصحة النفسية بالرياض، أحد المرافق الصحية التابعة لتجمع الرياض الصحي الثالث، أن التبرع بالدم لا يقتصر فقط على الفوائد الجسدية الملموسة، ودوره المحوري في إنقاذ حياة الآخرين.
إقرأ ايضاً:"الهلال" يكرّم "سالم الدوسري" بطريقة غير متوقعة بعد إنجازه الآسيوي الكبير!"دله الصحية" تشارك بتوقيعها في "معرض الصحة العالمي 2025"

بل يتعدى ذلك إلى آثار نفسية وعاطفية عميقة تعود بالنفع المباشر على المتبرع نفسه، وتعزز من صحته النفسية واستقراره العاطفي، في صورة من صور التكافل الإنساني الذي يتجاوز الفعل الطبي إلى الأثر المجتمعي.

وأوضح المجمع أن التبرع بالدم يُعد من الأعمال الإنسانية النبيلة التي تُسهم في تحقيق التوازن النفسي والشعور الداخلي بالرضا، حيث تشير الدراسات النفسية الحديثة إلى أن الأشخاص الذين يمارسون أعمال الخير، مثل التبرع بالدم.

يظهر لديهم نشاط ملحوظ في مناطق الدماغ المسؤولة عن السعادة، نتيجة إفراز هرمونات مثل الإندورفين والأوكسيتوسين، والتي تُعرف بأنها مسؤولة عن تحسين المزاج والشعور بالراحة النفسية، وهو ما يجعل من التبرع وسيلة فعّالة لتعزيز مشاعر الفرح والسرور لدى الفرد.

وأضاف المجمع أن من أبرز الفوائد النفسية المرتبطة بالتبرع المنتظم بالدم هو تقليل مستويات التوتر والقلق.

حيث إن الانخراط في هذا العمل التطوعي يخلق شعورًا بالإيجابية والتحكم، ويمنح المتبرع إحساسًا بالقدرة على التأثير والعطاء، وهو ما يساهم في الحد من المشاعر السلبية التي قد تنتج عن الضغوط اليومية أو التحديات الحياتية.

كما أن الشعور بالمساهمة في إنقاذ حياة إنسان يُعد في حد ذاته عاملًا محفزًا لتعزيز الثقة بالنفس وتقدير الذات.

ويؤكد المجمع أن التبرع بالدم يعزز أيضًا الإحساس بالانتماء المجتمعي، حيث يشعر المتبرع أنه جزء من شبكة دعم إنسانية تسعى إلى الخير والمساعدة.

مما يخلق حالة من الترابط الإيجابي مع الآخرين، ويقوي الشعور بالتكافل والتعاون، وهي مفاهيم أساسية تساهم في بناء مجتمع صحي متماسك نفسيًا واجتماعيًا.

ويشير المجمع إلى أن هذا الجانب من التبرع لا يقل أهمية عن الجانب الصحي، بل قد يكون له تأثير طويل المدى في تحسين جودة الحياة النفسية للمتبرعين.

كما شدد مجمع إرادة على أن التبرع بالدم له أثر كبير في تعزيز مفهوم تقدير الذات، إذ يشعر الشخص المتبرع بأنه يؤدي دورًا نبيلاً ومؤثرًا، مما يعزز من نظرته الإيجابية إلى ذاته، ويدفعه للمزيد من المشاركة في الأنشطة المجتمعية الأخرى.

وهذا الشعور بالقيمة الذاتية غالبًا ما ينعكس إيجابًا على الأداء الوظيفي والاجتماعي للمتبرع، ويمنحه دافعًا للاستمرار في سلوكيات العطاء والتطوع.

وأشار المجمع إلى أن نشر ثقافة التبرع بالدم بوصفه عملًا إنسانيًا يحمل بعدًا نفسيًا لا يقل أهمية عن أبعاده الصحية، يُعد من الضرورات التي يجب أن تواكب الحملات التوعوية الصحية، خصوصًا في بيئات العمل والمؤسسات التعليمية، لما لها من دور في تحسين الصحة النفسية العامة وتعزيز الاستقرار المجتمعي.

ويختتم المجمع بالتأكيد على أن دعم الأفراد نفسيًا يبدأ من تعزيز سلوكيات الخير والإيجابية، التي من أبرزها التبرع بالدم، لما تحمله من فوائد مزدوجة للمتلقي والمتبرع على حد سواء.

أحدث الأخبار
اخر الاخبار