كشف الدكتور عبد الرحمن المطرف أستاذ تقنية المعلومات بجامعة الملك سعود عن أبرز ملامح وآليات تدريس منهج الذكاء الاصطناعي في المؤسسات التعليمية، مشيرًا إلى أن نجاح هذا التوجه يعتمد بشكل كبير على تأهيل الكوادر التعليمية بشكل علمي ومهني دقيق.
إقرأ ايضاً:"الهلال" يكرّم "سالم الدوسري" بطريقة غير متوقعة بعد إنجازه الآسيوي الكبير!"دله الصحية" تشارك بتوقيعها في "معرض الصحة العالمي 2025"
وأوضح المطرف خلال مداخلة له على قناة الإخبارية أن الذكاء الاصطناعي كمجال معرفي وتقني يحتاج إلى تقديمه بأسلوب تعليمي مختلف، يقوم على فهم عميق من قبل المعلم لاستراتيجيات التعليم وأدواته، حتى تتحقق الاستفادة الحقيقية للطلاب.
وبيّن أن تدريس هذا المنهج لا يقتصر على الجانب النظري فقط، بل يتطلب بناء بيئة تعليمية تفاعلية يكون فيها المعلم هو المحفز الأول على الإبداع والفهم، وليس مجرد ناقل للمعلومة أو مشرف على الحصة الدراسية.
وأكد أن من الضروري أن يمتلك معلم الذكاء الاصطناعي مهارات خاصة تتماشى مع طبيعة المادة، مثل التفكير التحليلي، والتقني، والقدرة على تبسيط المفاهيم المعقدة للطلاب في مختلف المراحل العمرية والمستويات الدراسية.
وأضاف أن الجهات التعليمية تسعى حاليًا إلى بناء شراكات فاعلة مع مؤسسات أكاديمية ومعاهد تدريب متخصصة، لتأهيل المعلمين عبر دورات مهنية متقدمة، تمكنهم من تقديم المنهج وفق أفضل الممارسات المعتمدة عالميًا.
وأشار إلى أن التحدي الأكبر في هذا المجال لا يكمن فقط في المحتوى العلمي، بل في العنصر البشري الذي يتولى مهمة توصيل هذا المحتوى بطريقة ملهمة ومؤثرة تحقق نتائج ملموسة على أرض الواقع.
ولفت إلى أن هناك فجوة حاليًا في توافر المعلمين المؤهلين بشكل كافٍ لتدريس الذكاء الاصطناعي، وهو ما يتطلب جهدًا إضافيًا من الجهات التعليمية لبناء جيل جديد من الكفاءات القادرة على التعامل مع هذا النوع من المناهج.
ونوه إلى أن التعليم في هذا المجال يحتاج إلى الجمع بين التقنية والمهارة التربوية، لأن الطلاب لا يتعلمون فقط من المناهج، بل من طريقة تقديمها والقدوة التي يمثلها المعلم أمامهم.
وأكد أن هناك توجهًا واضحًا نحو تبني نماذج تعليمية مبتكرة في تدريس الذكاء الاصطناعي، تعتمد على الدمج بين المحاكاة والبرمجة والتحليل العملي، مما يتطلب أدوات تعليمية متطورة ومعلمين على دراية بهذه الأدوات.
وشدد على أن بناء مناهج الذكاء الاصطناعي لا يمكن أن ينجح بمعزل عن معلمين يمتلكون الحافز والدراية والشغف بالتقنية، لأن أي خلل في هذه الحلقة سينعكس على جودة التعليم وأثره المستقبلي.
وأشار إلى أن التحالفات التي تُبنى حاليًا مع معاهد التدريب لا تهدف فقط إلى رفع الكفاءة بل إلى بناء ثقافة تعليمية جديدة داخل البيئة المدرسية، تؤمن بالتجريب والتطوير المستمر في العملية التعليمية.
وأضاف أن البرامج التدريبية للمعلمين يجب أن تتناول الجوانب التطبيقية والنظرية على حد سواء، بحيث يخرج المعلم من الدورة وهو قادر على إدارة فصل دراسي ديناميكي يتفاعل فيه الطلاب مع التقنية لا معها فقط كمادة جافة.
وبيّن أن من أكبر التحديات التي تواجه التعليم في هذا المجال هو مواكبة التطور السريع للتقنيات، ما يجعل التدريب المستمر ضرورة لا رفاهية، خاصة في ظل تسارع تحديثات أدوات الذكاء الاصطناعي عالميًا.
واختتم الدكتور المطرف حديثه بالتأكيد على أن تدريس الذكاء الاصطناعي يمثل خطوة استراتيجية مهمة، لكنها تتطلب بنية تحتية بشرية وتقنية متكاملة، تبدأ من المعلم وتنتهي عند الطالب المتفاعل مع المستقبل.